عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح لـ «المغرب»: زيارة فلسطين ومقدساتها هي تأكيد على العمق العربي وليست تطبيعا

قال عباس زكي عضو اللجنة المركزية في حركة فتح ان اساس المشاكل في المنطقة هو احتلال فلسطين. واشار الى ان رهان « اسرائيل» هو ان لا تبقى القضية الفلسطينية جزءا من هذه الامة من خلال اضعاف الجهود والطاقات العربية ..وقال ان

قرارات القمة العربية حتى لو لم تكن قابلة للنفاذ الا انها تؤكد مجددا على ان اسرائيل معتدية . واكد ان المواقف الاوروبية واعتراف بعض الدول اضافة الى مقاطعة البضائع القادمة من المستوطنات، كلها انجازات تشكل رافعة للعمل الفلسطيني .

• ما قراءتكم للقرارات الصادرة عن القمة العربية وخاصة فيما يتعلق بفلسطين؟
في ظل الاوضاع العربية والرهانات على ان القضية الفلسطينية لم تعد قضية اولى، جاءت القمة لتؤكد مجددا بأن فلسطين هي القضية المركزية في الصراع العربي الاسرائيلي ..ومجرد اجماع القمة على الورقة الفلسطينية والقرارات التي تراها القيادة الفلسطينية هو تأكيد على عودة الحضن العربي للقضية الفلسطينية. وبالتالي حتى لو كانت القرارات تفتقر الى التطبيق بحكم الظرف الصعب فإنها تشكل عودة الى الصواب وان تعيد الى الاذهان ان الهبوط العربي والمشاكل في المنطقة هي باحتلال فلسطين، فاذا زال الاحتلال يمكن ان تكون هناك حالة عربية ذات وزن ومستقبل. رهان العدو هو ان لا تبقى القضية الفلسطينية جزءا من هذه الامة من خلال اضعاف الجهود والطاقات العربية وتدمير الحاضنة العربية وهذا امر لم يعد يقبل به احد.
وتثبيت ثوابتنا في القمة هو سلاح نواجه به الذين يكيلون بمكيالين ويقولون ان العرب نفضوا يدهم وان «اسرائيل» لم تعد عدوا للفلسطينيين ..قرارات القمة سواء كانت قابلة للنفاذ او لا تؤكد مجددا ان اسرائيل معتدية على قلب الامة وقضيتها المركزية وهذا سلاح نضيفه الى قرارات الامم المتحدة .. ونذكر هنا ان 138 دولة أقرت الاعتراف بفلسطين كدولة . اضافة الى قرارات اليونسكو وهي ليست سياسية ولا امنية، انما نتيجة جهد واعتراف خبراء واستراتيجيين في الآثار والتاريخ . وبالتالي قرار مجلس الامن رقم 2334 الذي يدين الاستيطان اضافة الى مجلس حقوق الانسان الذي وصف «اسرائيل» بالابارتايد و المواقف الاوروبية واعتراف بعض الدول اضافة الى مقاطعة البضائع من المستوطنات، كلها انجازات تشكل رافعة للعمل الفلسطيني .

• ما رأيكم في زيارة الوفود العربية الى فلسطين لفك الحصار وهل هي تدعم التطبيع؟
فك الحصار عن الشعب الفلسطيني او الصلاة في القدس ليست تطبيعا .. وكل زيارة لفلسطين ومقدساتها تأكيد على العمق العربي والامتداد للقضية المقدسة .فالقدس هي مسرى سيدنا محمد (ص) وهي قيامة السيد المسيح عليه السلام والقدس بوابة الارض الى السلام ودونها لا نرى فلسطين. وبالتالي اية زيارات الى القدس لا تعني تطبيعا مع العدو وزيارة السجين لا يعني التطبيع مع السجان انما التطبيع هو ان تذهب الى «اسرائيل» وتنام في فنادقها وتكون رحلتك الى الاسرائيليين . اما الرحلة الى فلسطين فهي تؤكد على ان هذه الارض ومن فيها صامدون شرفاء وتؤكد احقيتهم لهذه الارض المقدسة، ليعرف كل العالم انها ارض عربية ويجب ان تكرس الزيارات لفلسطين ..التطبيع هو ان تتعاطى مع «اسرائيل» في الاقتصاد والسياسة وان تتماهى معها في جرائمها . وكثافة الحضور في القدس هو قطع الطريق على من يقول ان فلسطين هي شعب بلا ارض لشعب بلا وطن ..واي زيارات هي تأكيد لعروبة فلسطين ..

• كيف تنظرون الى تزايد العنف الطائفي في العالم العربي وتأثيره السلبي على قضية فلسطين؟
«اسرائيل» هي ابارتايد وعنصرية بممارساتها وسياساتها والتالي عندما يصرح ابراهام بورك الذي كان رئيس الكنيست ويقول :» يا ويلنا نصف شعبنا متطرف سطحي قاتل.. فاذا كان نصف الشعب هكذا فكيف الجيش . انا لست امينا على ابني في هذا المستقبل «..فاسرائيل -التي ترفع شعار الموت للعرب -هي اعلى اشكال الارهاب ..فبالتالي ليست هناك طائفية الا في «اسرائيل» و يجب ان لا نبعد الانظار عن السياسات العنصرية التي تقوم بها دولة الاحتلال.
اما بالنسبة الى حرب المذاهب والطوائف كالنصرة والقاعدة وغيرهم فهم صناعة امريكية ، وهنا اذكر ما قالته كونداليزا رايس سنة 2005 «نريد اسلاما يناسبنا « وهذه كلها كانت تأتي في اطار سياسة طحن وتذويب قدرات العالم الاسلامي من اجل اظهار «اسرائيل» كدولة ديمقراطية .

• اذن الى اين يسير العالم العربي؟
يسير نحو النهوض ، نحن لا نفقد الأمل، الأمور شديدة الوضوح ولم يعد بالإمكان الخلط بين الصواب والخطأ .نحن نقول مررنا بتجربة والكل يتمنى الشفاء لهذه المنطقة ولا بد ان ينتهي هذا الظلام الذي يحيط بالأمة العربية من المحيط الى الخليج. وتصبح هناك صحوة بمقدار قيمة المنطقة الجغرافية وثرواتها وايضا بقيمة الحضارة والتاريخ العربي ولا بد ان يعود وان كان هناك صراعات في المنطقة ليكن هناك حوارات جادة هادفة وان تضع الماضي جانبا بلا احقاد وان نلتقط الانفاس من اجل مستقبل اجيالنا وتراثنا وتاريخنا وحضارتنا وارضنا ..والحذر من ان تطغى على الصراع الاسرائيلي صراعات اخرى.. فأي ازمات مع ايران او غيرها تحل في اطار النقاش والحوار بين العرب والفرس وفقا لما يجب ان تكون عليه سياسة حسن الجوار .. ..

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115