وفيما يخص الملف الليبي دعا البيان وشدد على ضرورة تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا من خلال مصالحة وطنية ترتكز الى اتفاق الصخيرات وتحفظ وحدة ليبيا الترابية وتماسكها المجتمعي، وأعلن البيان دعم مبادرة دول الجوار الثلاثية عبر حوار ليبي – ليبي ترعاه الأمم المتحدة. كما أكد ذات البيان على دعم اجتماع الرباعية الذي استضافته الجامعة العربية بمشاركة الاتحاد الاوروبي – الاتحاد الافريقي والأمم المتحدة لدعم التوصل لاتفاق ينهي الأزمة . وكان رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج خلال كلمته انتقد رئيس مجلس النواب ووصفه بالمعرقل للتسوية السياسية.ودعا السراج لتوحيد جهاز حرس المنشآت النفطية في مسعى جديد للسيطرة على الهلال النفطي، وإبعاد قوات الكرامة نهائيا عن ملف النفط .وأشاد السراج بتضحيات ما سماه بالقوات المسلحة في تحرير مدينة سرت من الارهاب وأهم ما جاء في كلمة رئيس المجلس الرئاسي هو دعوته الدول المتحفظة على الاتفاق السياسي توضيح موقفها .
معلوم ان كلمة السراج على هامش انعقاد اجتماع قمة القادة العرب اثارت ردود افعال غاضبة لدى سلطات طبرق ونشطاء سياسيين في اقليم برقة .اذ ندد الإعلامي والناشط السياسي احمد العبود بتجاهل السراج لتضحيات الجيش وعدم ترحمه على شهداء قوات الكرامة .وحذر العبود من عواقب طلب السراج توحيد حرس المنشآت النفطية مؤكدا بأنه بعد تنفيذ ذلك الطلب سوف يفتح الباب امام تنظيم القاعدة وسرايا الدفاع عن بنغازي من أجل السيطرة على قطاع النفط انتاجا تصديرا ،مضيفا ان اي تقدم للجيش نحو الموانئ سوف تتم قراءته على انه اعتداء .
وكان نشطاء بالمجتمع المدني طالبوا بالخروج الى الشوارع والساحات التي تطالب بإسقاط المجلس الرئاسي . واعتبر هؤلاء بان قمة عمان كشفت من جديد تواصل انحياز بعض دول الاقليم لطرف دون آخر، وعمق الخلافات بين القادة العرب والذي ترجمه انسحاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عند القاء امير دولة قطر كلمته. وأشار النشطاء بان المعسكر الداعم للسراج بقيادة دولة قطر مستمر في تجاهل الجيش وقيادته ومجلس النواب الشرعي .
تشويش وعقبات أمام المبادرة الثلاثية
رغم تنصيص البيان الختامي لاجتماع القادة العرب على دعم المصالحة الوطنية ومساندة مبادرة دول الجوار ،فان المتابعين يرون ان الفجوة مازالت كبيرة بين الدول العربية الفاعلة والتي تصر كل واحدة منها على دعم الطرف الموالي لها في الداخل الليبي مما يعرقل التوافق على آليات تقريب المواقف بين الفرقاء الليبيين .
ورغم ان دولة كبرى مثل مصر والمعروفة بدعمها لسلطات طبرق سعت منذ أشهر للتقرب نحو سلطات طرابلس ،وأعلنت دعمها شبه الكامل للمجلس الرئاسي ومارست ضغوطات على رئاسة مجلس النواب والمشير حفتر. إلا انه مقابل ذلك نجد دولا أخرى ومنها دولة قطر تواصل تجاهل مجلس النواب والقائد العام للجيش حفتر، وفي هكذا تباين واختلافات يمكن وصف ما يجري الآن بخلق عقبات امام جهود دول الجوار العربية بلوغ التسوية، وأن التوافق الثنائي بين تونس والجزائر لن يكفي لنجاح المبادرة او حتى انعقادها طالما ان مصر مازالت لديها تحفظات وشكوك تتعلق بتدخل دولة عربية بعينها في الملف الليبي . الجدير بالإشارة وعلى علاقة بالأزمة الليبية ان الرئيس المصري سيتحول قريبا الى واشنطن للقاء دونالد ترامب، في إطار حرص الأخير على سماع قادة دول المنطقة لتحديد ملامح السياسة الخارجية الامريكية سواء تجاه القضية الليبية او قضايا المنطقة بأكملها .
الى ذلك استنكرت الحكومة المؤقتة مضمون كلمة السراج خلال الدورة الثامنة والعشرين للجامعة العربية، ووصفت المؤقتة في بيان لها أن كل ما جاء في كلمة السراج هو افتراءات ومغالطات لما يجري في ليبيا سيما الحرب التي يخوضها الجيش ضدّ الارهاب. بعيدا عن ردود الأفعال المحلية عن البيان الختامي للقمة العربية المنعقدة اول امس في الاردن حذر طارق الجروشي عضو لجنة الامن القومي والدفاع بالبرلمان المجلس الرئاسي من تحريك مليشياته – على حد تعبيره – من جديد للسيطرة الموانئ و الحقول النفطية مؤكدا ان أي هجوم جديد على الموانئ سوف يمثل منعطفا خطيرا في مجريات الأحداث .