الكاتب اللبناني حمزة الخنسا لـ«المغرب»: « الجهود العربية الرسمية في إطار محاربة الإرهاب تخضع لمعايير المصالح السياسية»

قال الكاتب الصحفي اللبناني حمزة ‘الخنسا في حديثه لـ«المغرب» انّ الشعب العربي لا ينتظر الكثير من القمة العربية في دورتها الـ28 ، مضيفا انّ معايير المصالح السياسية لعدة دول باتت تتحكم في مخرجات

هذه الاجتماعات العربية.

وتابع الخنسا انّ تغييب «إسرائيل» عن قرارات القمة العربية والتركيز على إيران لن يكون مفاجئا ،باعتبار ان الدول الخليجية تعتبر طهران عدوها الاول في المنطقة.

• لو تقدمون لنا رؤيتكم لواقع المشهد العربي والانتظارات من القمة الـ28 للدول العربية؟؟
تنعقد القمة العربية الـ28 في الأردن في ظل ظروف صعبة تعيشها المنطقة بشكل عام ، والأمة العربية بشكل خاص، غير أن الشعب العربي لا ينتظر الكثير من هذه القمة، فضلاً عن أنه غير مهتم بمتابعة أخبارها وتتبّع مجرياتها.

هناك قناعة تامة لدى كل المراقبين والمتابعين لاداء جامعة الدول العربية والمؤسسات المنبثقة عنها، أن هذا الإطار التنظيمي الذي أريد له أن يكون إطاراً جامعا يوحّد كلمة العرب وقدراتهم في مواجهة الأخطار المحدقة، وخصوصاً خطر العدو الصهيوني المحتل، باتت تتحكم في مصيره بعض الدول الخليجية التي ما انفكت تعطي الإشارة تلو الأخرى على أنها باتت غير مهتمة بالقضية العربية الأساس وهي القضية الفلسطينية ومواجهة الأطماع الإسرائيلية، بل على العكس من ذلك، باتت تعلن بوضوح عن تنسيقها التام مع العدو الإسرائيلي في ما يخص التطورات الجارية في منطقتنا، وعلى راسها ما يجري في سوريا.

• يرى البعض ان الملفات المطروحة في السنوات الاخيرة مقتصرة على الدور الايراني هل ستختلف الاهتمامات هذا العام؟
في نظرة سريعة على جدول أعمال القمة العربية، نجد أن لا إشارات تُذكر حول إسرائيل بصفتها العدو الأول والأوحد للأمتين العربية والإسلامية، بل نلاحظ تركيز البنود المطروحة على إيران، في محاولة واضحة من الدول الخليجية على رأسها السعودية، لاستبدال العدو الإسرائيلي بإيران.

فنجد مثلاً في بعض التوصيات المدرجة على جدول أعمال القمة، دعوات لإيران بالكف عن التدخّل في الشؤون العربية والكف عن استخدام القوة ضد بعض الدول العربية، وهذه الدعوات في أساسها باطلة لأن من يستخدم القوة ضد بلاد عربية هي السعودية والإمارات في اليمن، والكيان الصهيوني الغاصب في فلسطين، وهذا ما لن تأتي القمة العربية على ذكره.

تغييب إسرائيل عن قرارات القمة العربية والتركيز على إيران، لن يكون مفاجئاً، حتى ولو كانت القمة تعقد في الأردن على تخوم فلسطين المحتلة. فالدول التي تتحكّم في مصير جامعة الدول العربية قد أعلنتها بوضوح أن العدو الوحيد للعرب هي إيران، وصنّفت المقاومة اللبنانية «حزب الله» كحركة إرهابية، وتعمل ليل نهار على تحييد مصر وتحجيب دورها على الساحة العربية، في محاولة لرسم مسار عربي يؤدي الى استسلام علني ومعلن لإسرائيل تحت عناوين مختلفة أبرزها السلام، وهو مساير مغاير للمسار التاريخي الذي سارت عليه الشعوب العربية منذ احتلال العصابات اليهودية لفلسطين التاريخية.

التركيز على إيران في هذه القمة واضح، فحتى بند التضامن مع لبنان بوجه الخروقات الإسرائيلية لسيادته، اعترضت عليه السعودية ومعها بعض الدول الخليجية التي تسير في فلكها. فهذه الدول لا تريد سوى الصوت المعادي لإيران أن يرتفع على الساحة العربية.

• كيف ترون المواقف العربية ازاء الملفات التي تؤرق المنطقة سوريا العراق فلسطين اليمن وأيضا ليبيا ؟
في المقابل، تبدو المواقف التي ستخرج بها القمة العربية في الأردن من القضايا الساخنة في المنطقة، كسوريا والعراق وفلسطين واليمن وليبيا، بروتوكولية تراعي مصالح الدول المتحكّمة بقرارات الجامعة العربية. فالموقف السلبي من سوريا واضح منذ إعلان الأردن قراره بعدم دعوة الحكومة السورية الشرعية الى حضور هذه القمّة على الرغم من كل التسريبات التي خرجت من دوائر القرار في عمّان حول نيّة الأردن، كرئيس للقمة العربية الحالية، دعوة سوريا الى القمة وكسر القطيعة معها، لكن الضغوط السعودية حالت دون ذلك. وفيما خصّ اليمن، ستكون القرارات والمواقف الصادرة عن القمة العربية تجاري الموقف السعودي – الإماراتي تجاه اليمن، وستجدد الدعوة للشعب اليمني للإستسلام تحت شعار «إعادة الأمل» و«دعم الشرعية»، وهذا يشير الى ازدواجية المعايير العربية في النظر الى الحكومات العربية القائمة في أكثر من دولة. وسينسحب هذا الاداء العربي الرسمي على ملفات العراق ليبيا وفلسطين.

• كيف تقيمون الحرب العربية ضد الارهاب؟
لا توجد استراتيجية عربية واضحة لمحاربة الإرهاب، لاسيّما وأن الأنظمة العربية القائمة والتي ترفع لواء محاربة الإرهاب متورّطة في دعم هذا الإرهاب في سوريا والعراق واليمن. فالسعودية لديها فصائل إرهابية مسلّحة متعدّدة الجنسيات تقاتل الحكومات الشرعية في كل من سوريا والعراق، والسعودية تقاتل جنباً الى جنب مع الجماعات الإرهابية المسلّحة في اليمن. في حين، تصنّف السعودية حركات المقاومة والتحرّر الوطني في لبنان وفلسطين كمنظمات إرهابية وتحرّض على قتالها وحصارها.

تخضع الجهود العربية الرسمية في إطار محاربة الإرهاب، لمعايير المصالح السياسية، وتُعقد التحالفات الإقليمية والدولية وفقاً لهذا المعيار.

جميع المراقبين يتذكرون الاداء الرسمي السعودي والأردني الذي سهّل تجميع وتدريب وتسليح وإدخال الإرهابيين من كل أنحاء العالم الى سوريا. واليوم، يعيش الأردن حالة قلق دائم من هزيمة الحركات الإرهابية لاسيّما «داعش»، على حدوده مع سوريا والعراق، وتتنامى الخشية من انتقال هذا الإرهاب الى الجغرافيا الأردنية. وفي هذا الإطار، بتنا نسمع الكثير عن عقد تحالفات عربية وغربية لمواجهة هذا الإرهاب المتفلّت في بقعة جغرافية معيّنة، ودعمه طالما أنه لا يزال تحت السيطرة والتحكّم في بقعة جغرافية أخرى.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115