الى ذلك حاصرت مليشيات الأحد مقر الرئاسي في قاعدة ابو ستة البحرية وهددت باقتحام المقر وأجبرت السراج و من معه من اعضاء الرئاسي على اصدار بيان استنكار للشعارات والهتافات والمطالب التي رفعها المتظاهرون يوم الجمعة الماضي . مما دفع بمليشيات مصراته المدعومة من حكومة الانقاذ والمفتي المعزول الى استهداف المتظاهرين بالرصاص الحي وتقوم بعد ذلك بحملات اعتقالات واسعة ضد المتظاهرين ، من جانبه اصدر المجلس الرئاسي بيانا اول ندد فيه باستهداف المتظاهرين داعيا الى احترام حرية التعبير، وقد أثار ذلك البيان غضب مليشيات مصراته مما جعلها تضغط على فايز السراج من اجل اصدار بيان ثان ينقلب فيه على البيان الاول .
ويرى مراقبون للتطورات الحاصلة في طرابلس بان السراج واقع تحت ضغط المليشيات ورهينة لديها مما يجعل ما يصدر عنه من بيانات ومواقف غير موضوعية، ويضيف المراقبون بان السراج يعاني من الاحباط بسبب حجم الضغوطات التي يتعرض لها من الجماعات المسلحة و اكتفاء المجتمع الدولي باصدار بيانات الدعم المعنوي دون مساعدات مادية فحتى قرار انشاء جهاز الحرس الرئاسي الذي حظي بترحيب دولي واسع لم يتحقق و لا ينتظر منه تغيير المعادلة على الارض لسبب بسيط وهو مبادرة حوالي 20 الف مقاتل من مصراته لوحدها بالإنخراط به .
فيما يتعلق بالمستجدات الأمنية في طرابلس أكدت تقارير محلية من العاصمة الليبية بأن المجموعات المسلحة من طرابلس – قوة الردع بقيادة عبد الرؤوف كارة – كتيبة ثوار طرابلس بقيادة هيثم التاجوري – كتيبة غنيوة الككلي – كتيبة الحلبوص – كتيبة قنيدي من جنزور، بدأت جميعها في حشد قواتها والتموقع في طرابلس للتصدي لمليشيات مصراته الموالية لحكومة الإنقاذ وطردها من طرابلس .وأفادت ذات التقارير المحلية بان الكتائب المحسوبة على طرابلس و الموالية للرئاسي تضم في صفوفها ضباطا و ضباط صف وجنودا من الجيش الليبي السابق وضباطا من البحث الجنائي وجهاز الامن الخارجي .
أما الطرف المقابل اي مليشيات مصراته فتضم الجماعة الليبية المقاتلة وما يناهز الـ95 % من مليشيات مصراته ،وأيضا المليشيات الموالية للمفتي المعزول الصادق الغرياني الذي امر أمس كتائب مصراته بالسيطرة على طرابلس
وقبل ذلك الأمر قامت مليشيات مصراته بالانقلاب على مجلس بلدي المدينة وشكلت لجنة تسييرية وقتية متهمه المجلس البلدي السابق بالخيانة والارتماء في احضان الرئاسي ،في إشارة الى توقيع عميد البلدية على اتفاق ابو ستة لوقف اطلاق النار في طرابلس وإخراج المليشيات وتكليف اخرى لحماية بعض المقرات الرسمية.
المحصلة تدل ان الاوضاع الامنية في طرابلس تنذر بالانفجار في أية لحظة والصدام المسلح على وشك الحدوث بين المجموعات المسلحة الموالية للوفاق من جهة والمجموعات المحسوبة على مصراته من جانب ثان.
جدل وتوتر
مازالت ردود الافعال تتواتر عن تسريب تسجيل مرئي يجسد اقدام افراد من قوات الكرامة وهي تمثل وتحرق بعض جثث ارهابيين دواعش بنغازي في العمارات 12 التي حررها الجيش رغم تأكيد القيادة العامة للجيش، بان ما وقع هو تصرف معزول وفردي سوف يلاحق القائم به وان القيادة العامة للجيش ملتزمة بالاتفاقيات الدولية ذات العلاقة ، من ردود الافعال المحلية اصدر حزب العدالة والبناء الاخواني بيانا في الغرض ندّد فيه بتمثيل قوات الكرامة بجثث القتلى وطالب بالملاحقة القضائية وإجراء التحقيقات ، فيما ذهبت اطراف اخرى محلية الى ابعد من ذلك إذ طالبت بمساءلة مجلس النواب والقائد الأعلى للجيش رئيس البرلمان حول تلك التجاوزات.
إضافة الى ذلك أدت مجموعات داعمة لمجلس شورى بنغازي بإحدى مساجد طرابلس صلاة الغائب على الارهابي جلال المخزوم المنتمي لداعش الارهابي الذي قتله الجيش عندما كان يحاول الهروب من العمارات 12 ، معلوم بان اخوان طرابلس ومصراته وطيلة فترة حرب بنغازي ضد الارهاب كانوا يدعمون بالسلاح والمقاتلين ما يسمى بمجلس شورى ثوار بنغازي .من جانبه كان مفتي الديار الليبية يهاجم قوات الكرامة وينعتها بالكفر .
دعوات لحفتر
الشعارات التي رفعها متظاهرو ساحة الشهداء في طرابلس والتي أثارت غضب قادة المليشيات واحرجت المجلس الرئاسي، وأربكت كل الاطراف اربكت ايضا القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر الذي سارع بمخاطبة اهالي طرابلس عبر كلمة وجه فيها رسائل للداخل والخارج الداخل اي لأهالي طرابلس اكد لهم ان القوات المسلحة قريبة منهم وتراقب الوضع ولن تخذلهم. أما رسائل الخارج فذكر فيها انه على العالم ان ينتبه لما يجري في طرابلس ويحترم ارادة الشعب الليبي. غير ان الحقيقة أن المشير غير جاهز حاليا لإعطاء الاوامر للتقدم نحو طرابلس وخوض الحرب ضد المليشيات ويرى خبراء ومراقبون بان القائد العام ملزم قانونا وأخلاقا بالاستجابة لنداء استغاثة اهالي طرابلس طبقا لمضمون القسم الذي آداه امام مجلس النواب عند تعيينه قائدا عاما للجيش الليبي .