غير أن ما يسمى باتفاق أبو ستة قوبل برفض المليشيات التابعة لحكومة الإنقاذ وكان ردها دفع المزيد من التعزيزات إلى طرابلس وتعمد القيام بما يمكن وصفه بالاستفزاز للمليشيات والأجهزة التابعة لحكومة الوفاق.في هذا السياق نقل شهود عيان ومصادر متطابقة اندلاع مواجهات مسلحة في محيط سجن الهضبة أين يعتقل رموز القذافي أمثال عبد الله السنوسي والبغدادي المحمودي وغيرهم، كما امتدت الاشتباكات المسلحة إلى مناطق صلاح الدين وخلة الفرجان لكن اللافت في طرابلس هو ظهور تنظيم مدني رافض للعنف تحت مسمى شباب طرابلس ،واتخذ من مناطق غرب طرابلس مقرا له .
وأشار المتحدث باسم هذا الحراك المدني والتنظيم بأنهم يدعمون تسليم الملف الأمني إلى مديرية امن طرابلس وعودة الجيش والشرطة وإخراج المليشيات المسلحة من كل مدن ليبيا.
وفي سياق الفوضى التي تعرفها طرابلس والتحشيد المليشاوي من هنا وهناك ترددت أنباء عن إجلاء السفارة الايطالية – 22 ديبلوماسيا – تحت حماية طائرات ايطالية.
الجدير بالملاحظة بان خليفة الغويل رئيس حكومة الإنقاذ اتهم المجلس الرئاسي باصطناع إحداث العاصمة من اجل تبرير تدخل ايطالي عسكري مباشر لحماية المجلس لحكومة الوفاق الوطني .سيما وأنّ المستشار الأمني لبعثة الأمم المتحدة التقى قبل الأحداث المجلس الرئاسي إضافة إلى ذلك فقد سبق لرئيس الأركان الايطالي زيارة طرابلس مرفوقا برئيس المخابرات الايطالية .
ردود فعل محلية ودولية
المستجدات العسكرية والأمنية في ليبيا خلال الأيام الأخيرة فاجأت الجميع مما جعل ردود الأفعال تتاخر محليا ودوليا .مستجدات زادت الوضع تعقيدا وتأزما محليا اصدر مجلس النواب بيانا داعما للجيش في زحفه على الهلال النفطي، واستنكر المجلس أحداث العاصمة مجددا الطلب بإخراج المليشيات المسلحة فورا وإقرار وقف إطلاق النار.
من جانبه اصدر حزب العدالة والبناء والإخوان بيانا شجب فيه أحداث طرابلس داعيا هو أيضا إلى وقف العنف وحماية المدنيين محملا الرئاسي المسؤولية الأخلاقية والقانونية فيما جرى ويجري من عنف مسلح.
وعلى علاقة بالمستجدات في ليبيا أفاد قائد الافريكوم خلال إحاطة قدمها أمام الكونغرس – وزارة الدفاع- بان الافريكوم تراقب ما يحدث في الموانئ النفطية عن كثب غير أنها لم تدعم قوات حفتر .وحول سؤال من احد أعضاء الكونغرس يتعلق بمسألة وجود نية وظهور مؤشرات لدى روسيا للتدخل في ليبيا لدعم حفتر عسكريا، أدلى قائد الافريكوم بان المؤشرات ظهرت في الغرض منها تواجد طائرات دون طيار بإحدى القواعد العسكرية المصرية غير بعيد عن الحدود الشرقية الليبية – المصرية.
معلوم أن السياسة الأمريكية الجديدة تجاه الملف الليبي لم تتبلور بعد ولا يمكن تصور ملامحها . السياسة التي يتبعها ترامب لا تكفي فسياسة الولايات المتحدة الخارجية لا يمتلكها ولا يحددها الرئيس لوحده بل له نسبة الربع فقط حيث للرأي العام والكونغرس وغيرهم دور فعال في تحديد تلك السياسة،لكن ماهو مؤكد بان الحزب الجمهوري لا يمكن أن ينسى هدية معمر القذافي لبوش الابن عندما مكنه من برنامج ليبيا النووي الشيء الذي سمح لبوش الابن من الفوز بولاية رئاسية ثانية .
روسيا لا تستبعد التدخل العسكري
على صلة بالتقارير المتحدثة عن تمركز طائرات بدون طيار في قاعدة البراني المصرية وبقرب من حدود ليبيا الشرقية وعناصر من القوات الخاصة الروسية، وتبعا لإفادة قائد الافريكوم أمام الكونغرس حول وجود مؤشرات تدخل روسي لدعم حليفها حفتر.ذكرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية بان موسكو ستدرس أي طلب من ليبيا للتدخل والسؤال المطروح في هكذا تطورات هل تقف ليبيا الآن على أبواب سيناريو سوريا حيث تدخلت روسيا لفائدة بشار الأسد وقلبت موازين الصراع لصالحه؟