معلوم بان مصر تعتبر قائد عملية الكرامة حليفا استراتيجيا كما تربطها مع حكومة طبرق معاهدات واتفاقيات في شتى المجالات بما فيها المجال العسكري، لكن رغم وجود تلك الاتفاقيات لم تخترق مصر قرار مجلس الأمن الدولي بخصوص حظر توريد السلاح للجيش الليبي واكتفت مصر بما هو مسموح به أي تدريب الجيش وأيضا تبادل المعلومات حول الإرهاب. وفندت السلطات المصرية الحديث عن تزويد مصر لجيش حفتر بالسلاح، وطالبت القاهرة بقرائن ودلائل تؤكد ما جاء في تلك التقارير.
وبحكم علاقتها مع المشير حفتر حاولت الدبلوماسية المصرية إذابة الجليد بين حليفها حفتر ورئيس المجلس الرئاسي فايز السراج، وبذلت جهودا من اجل جمع الرجلين على طاولة واحدة برعاية مصرية لكنها فشلت في ذلك المسعى .
ويرى مراقبون بان مصر لا تريد ممارسة مزيد من الضغوطات على حفتر لإجباره على التنازل قليلا عن موقفه المتصلب من الاتفاق السياسي وبلوغ التسوية السياسية، ولو رغبت القاهرة حقا في ذلك لأمكنها ذلك .
وبالعودة لزيارة المشير حفتر الحالية لمصر يجمع المراقبون على علاقتها بالتطورات الراهنة بالهلال النفطي، حيث يضع كل من مصر وحفتر في حساباتهم إمكانية توسع الهجوم على الموانئ النفطية في اتجاه موانئ البريقة والزوتينية الخاضعين للجيش كما تستبعد القيادة العامة للجيش الليبي بان يتم الهجوم ومحاولة السيطرة على قاعدة جمال عبد الناصر في طبرق من طرف الجماعات المتطرفة الموالية لشورى مجاهدي درنة المحسوب على تنظيم القاعدة الإرهابي ،ومن اجل ذلك لربما تكون تلك نقطة ثانية لحماية تلك القاعدة وتامين بنغازي وربما تكون إحدى مضامين زيارة حفتر للقاهرة.
في سياق آخر المستجدات العسكرية داخل الهلال النفطي في جزئه المسيطر عليه من طرف المجموعات المهاجمة ،جدد سلاح الجو التابع للكرامة وبواسطة طائرات الميغ 21و23 قصفه لميناء السدرة دون توفر آية معلومات حول نتائج القصف الثاني منذ احتلال السرايا للهلال النفطي.
الى ذلك تواصل قوات الجيش حشودها بمحيط الهلال بتعليمات من القيادة العامة إذ واصلت أمس الكتيبة 101 مشاة قادمة من بنغازي فيما تواصل القوات الموالية للكرامة غرب ليبيا استعداداتها تحسبا لآي طارئ. اللافت في هذا السياق هو انعقاد اجتماع الأعيان قبائل الزاوية غرب طرابلس وانحياز قبائل الزاوية وفق بيان صادر عقب اجتماعهم المذكور إلى صف قوات الكرامة، وقد دعا الأعيان والحكماء في الزواية باقي قبائل الغرب الليبي إلى ضرورة دعم الجيش في حربه على الإرهاب والتطرف واستعادة الهلال النفطي .
وفي بادرة هي الأولى من نوعها أطلق المجلس البلدي بطبرق حملة لجمع السلاح لفائدة الجيش كل من لديه قطعة سلاح مهما كان نوعها بسرعة تسليمها للجيش، وقد استجاب عدد كبير من المواطنين للمبادرة .
اتهامات ونفي
على علاقة بالتطورات العسكرية الحاصلة في الهلال النفطي اتهمت اطراف من طرابلس مقربة من الرئاسي روسيا بإرسال ضباط ومسلحين إلى المناطق الواقعة تحت نفوذ حفتر شرق ليبيا وأكدت تلك الأطراف بان شركة روسية مختصة في الأمن هي من قامت بإرسال ضباط إلى شرق ليبيا.لكن الشركة المعنية نفت تلك الاتهامات مؤكدة أنها أرسلت فقط مختصين في إزالة الألغام والمتفجرات إلى منطقة صناعية في مدينة بنغازي تلبية لطلب من سلطات طبرق، وأضافت الشركة الروسية أنها نسقت في ذلك وتشاورت مع الخارجية الروسية .
يشار إلى أن طرابلس سبق لها اتهام الكرامة بالاستعانة بعناصر من فصيل سوداني معارض كما انتقدت طرابلس بدعم فرنسا والإمارات ومصر بدعم الكرامة في المقابل تتهم الكرامة سرايا الدفاع عن بنغازي باستقدام مقاتلين ومرتزقة تشاديين، وعرضت مؤيدات داعمة لاتهاماتها
وبعيدا عن هذه الاتهامات وتلك يبقى الثابت والمؤكد أن طرفي الصراع استنجدا بأطراف خارجية وهو ما سوف يزيد الأزمة تعقيدا على تعقيدها .