معلوم بان قرار مجلس النواب سحب الاعتراف بالاتفاق السياسي و تعليق الحوار قوبل بمواقف متضاربة ، إذ يرى الشق الداعم للقرار بأن مجلس النواب و باعتبار التحديات القائمة والتطورات الحاصلة مصيب في اتخاذ هكذا قرار سيما بعد تعثر وفشل تنفيذ الاتفاق السياسي و الهجوم على الهلال النفطي و ازدواجية مواقف المجلس الرئاسي فهو يدعم سرايا الدفاع عن بنغازي سرا و علنا – زيارة السراج للجفرة حيث مقر تجمع السرايا – زيارات وزير الدفاع المفوض المهدي الرغثي للجفرة واجتماعاته المتعددة بقيادات السرايا – ثم يناقض السراج نفسه و ذلك عندما قامت السرايا بمهاجمة و اقتحام منطقة الجليدية و ارتكابها لجرائم قتل و اختطاف قام السراج باصدار بيان ادان فيه العملية و اعتبر السرايا جماعة ارهابية و الآن و حينما هاجمت السرايا الهلال النفطي اعلن السراج عدم علاقة المجلس الرئاسي بالهجوم .
مقابل هذا الرأي المؤيد للبرلمان في تعليقه للحوار السياسي و سحب الاعتراف بالاتفاق السياسي، يؤكد الشق المعارض للقرار بأن رئاسة البرلمان تواصل المناورة و عرقلة تنفيذ بنود الاتفاق لذلك لم تساعد جهود تشكيل لجنة الحوار السياسي بل أكثر من ذلك هدد المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب بتعيين اللجنة بنفسه وفق آلية يعرفها هو .
و يضيف الشق المعارض لقرار تعليق الحوار بان رئاسة البرلمان تواجه مشكلا كبيرا يتعلق ببلوغ النصاب القانوني للجلسات . وتصاعد الاختلافات صلب المجلس و شبه مقاطعة النائب الأول لرئيس البرلمان امحمد شعيب بما انه لم يحضر الى طبرق منذ نهاية 2015 اضافة الى اضطرار رئاسة البرلمان تعليق عدة جلسات بسبب ما يمكن وصفه بالفوضى خلال تلك الجلسات و التلاسن بين النواب.
استعدادات للمعركة الكبرى
و حول آخر المستجدات الأمنية داخل الهلال النفطي و محيطه و استعدادات قوات الجيش لاقتحام راس لانوف و السدرة لتحريرها من الجماعات الغازية ، اعلن الناطق الرسمي للقيادة العامة العقيد احمد المسماري تحرير منطقة عقيلة بالكامل مما يسمى بسرايا الدفاع عن بنغازي و فلول تنظيم القاعدة الارهابي ، مضيفا خلال ندوة صحفية بان الجيش اكمل الاستعدادات لاقتحام راس لانوف و السدرة وهو ينتظر اوامر القيادة العامة . و كانت الكتيبة 60 مشاة بني وليد جنوب شرق طرابلس اصدرت بيانا في الغرض اكدت فيه الجاهزية لتلبية تعليمات القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر بالتوجه الى أية وجهة يريدها . من جانبه اعلن اللواء الرابع ورشفانة ذات الموقف المؤيد للجيش و ناشد اللواء الرابع مشاة ورشفانة جميع منتسبي المؤسسة العسكرية بسرعة الالتحاق بالمواقع العسكرية .
الى ذلك جدد شيخ قبائل المغاربة اجدابيا صالح الاطيوش العائد لتوه من رحلة علاج إلى دولة الامارات العربية بعد تعرضه لمحاولة اغتيال فاشلة ، جدد دعم قبائل المغاربة للجيش و المشير حفتر من أجل تحرير الهلال النفطي و ليبيا عموما من الارهاب والتطرف . و دعا كل القبائل الى رفع الغطاء الاجتماعي عن ابنائها الذين يرفعون السلاح في وجه الجيش و رفض الأطيوش الاعتراف بقرار المجلس الرئاسي القاضي بتعيين ادريس بوخمادة آمرا لحرس المنشآءات النفطية للمنطقة الوسطى ، مشيرا في ذات السياق بأن بوخمادة صحيح انه أحد ابناء المغاربة و أصيل إجدابيا لكنه مقيم و مرتمي في أحضان ما يعرف بالمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق المرفوضة .