انّ المجلس الرئاسي أرسل برقيات عاجلة لحلفائه الغربيين الولايات المتحدة – بريطانيا وايطاليا طالبا التدخل العسكري المباشر للسيطرة على الموانئ النفطية وإنهاء الصراع فيها.
وهدد المجلس الرئاسي حكومة الوفاق بالانسحاب من الأمم المتحدة وطلب إرسال قوات عسكرية على الأرض لوقف الصراع المسلح.من جانبها أكدت رئاسته أركان قوات الكرامة من خلال مؤتمر صحفي للناطق باسمها العقيد احمد المسماري بان الأوضاع تحت السيطرة كاشفا أن الهجوم المفاجئ على رأس لانوف جرى من ثلاثة محاور وبسرعة غير متوقعة مضيفا أن سرايا الدفاع عن بنغازي والجماعات المتطرفة استعملت مدرعات حديثة كما لوحظ وجود رادار للدفاع الجوي على متن احدى العربات المسلحة الشيء الذي يوحي بدعم خارجي لتلك الجماعات وفق تعبير العقيد المسماري .
وعن إمكانية فتح باب التطوع لدعم الجيش أشار الناطق باسم رئاسة الأركان إلى ارتباط ذلك بالتطورات العسكرية على الميدان متوجها بالشكر إلى أهالي وشباب بنغازي –المرج واجدابيا لخروجهم في مظاهرات مؤيدة للقيادة العامة.
وكانت مصادر استخباراتية من القيادة العامة للكرامة أكدت بان المدعو احمد الحسناوي امير تنظيم القاعدة الإرهابي بالجنوب الليبي هو الذي يقود سرايا الدفاع عن بنغازي في هجومها على الهلال النفطي ، وبمشاركة المجلس العسكري مصراتة بقيادة مصطفى الشركسي وبقايا مليشيات إبراهيم الجضران آمر حرس المنشآت النفطية الأسبق.
من جانبها أعلنت غرفة عمليات المنطقة الغربية برئاسة العميد إدريس مادي جاهزيتها واستعدادها للتعامل مع من يدعم الهجوم على الهلال النفطي، علما بان نفس الموقف أعلن عنه اللواء 12 المتمركز في براك الشاطئ بقيادة العميد محمد بن نايل .
منعرج خطير
ويرى المتابعون للشأن الليبي في شقيه العسكري والسياسي بان معركة النفط دخلت منعرجا وطورا جديدا وخطيرا سيما مع استعجال المجلس الرئاسي طلب التدخل من حلفائه واصطفاف القبائل الشرقية حوراء الكرامة للدفاع عن الموانئ النفطية وتحشيد غرفة عمليات اجدابيا لقواتها على مشارف الهلال النفطي .
ويضيف المتابعون بان الخطورة تكمن في إعلان القيادة العامة للجيش عدم وقوفها عن طرد المهاجمين من الهلال ومحيطه ،وإنما مطاردتهم وملاحقتهم إلى آخر نقطة في ليبيا وان العملية العسكرية التي اختارت لها شعار – البرق الصاعق – لن تنتهي إلا بعد تحرير العاصمة طرابلس والقضاء على المليشيات المسلحة.
ضبابية الموقف الغربي
وحول مسالة طلب الرئاسي التدخل الخارجي المباشر قلل المراقبون من مدى الاستجابة لذلك حتى مع تحمس واندفاع ايطاليا للتدخل العسكري المباشر ،ومن أسباب تردد الغرب في التدخل العسكري عدم اتضاح الموقف الأمريكي مما يجري في ليبيا. أما عن بريطانيا فموقفها غامض وتمسك العصا من النصف فهي تتواصل مع كل من طرابلس وطبرق في ذات الوقت . اما فيما يتعلق بروسيا التي تستعد لإطلاق مبادرة صلح ووساطة بين السراج وحفتر فسوف تعمل على التهدئة وتحاشي التصعيد الميداني فهي تحتفظ بعلاقات قوية مع طبرق وفي نفس الوقت لا تريد ان تخسر علاقتها مع طرابلس والمجلس الرئاسي .
هذا خارجيا اما محليا فإضافة إلى خروج مظاهرات شعبية شرق البلاد تأييدا للجيش اصدر 35 من أعضاء مجلس النواب بيانا طالبوا فيه عضوي الرئاسي علي القطراني وعمر الأسود بالانسحاب من الرئاسي احتجاجا على الهجوم الإرهابي على الموانئ النفطية كما أعلن الموقعون على البيان المذكور انسحابهم من الحوار السياسي .
ويأتي التصعيد العسكري حول منطقة الهلال النفطي مع اقتراب انعقاد القمة الثلاثية لدول الجوار – مصر – تونس والجزائر في إطار المبادرة التونسية الرامية إلى حل الأزمة السياسية في ليبيا.
كلما لوحظ سعي وجدية من دول الجوار والمجتمع الدولي لحل الأزمة حدثت تطورات افسدت مساعي إصلاح ذات البين بين الأشقاء اللبيبيين لكن الخطير في المستجدات الراهنة تنذر حقيقة بتصعيد اكبر ،وتسبق التسوية السياسية نهائيا أولا ثبوت مشاركة تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي من خلال قيادة الإرهابي احمد الحسناوي لسرايا الدفاع عن بنغازي للهجوم وثانيا هو استنجاد المجلس الرئاسي بقوات خارجية للتدخل العسكري المباشر .