بين المليشيات المتناحرة على السلطة بمناطق صلاح الدين وخلة الفرجان دون إعطاء اية معلومات وتفاصيل عن الخسائر البشرية جراء تلك المواجهات.
وكانت جهود وساطة قادها اعيان قبائل ورشفانة وترهونة وبني وليد وقبائل الجبل الغربي افضت الى توقيع اتفاق هدنة حيث انسحبت مليشيات حكومة الانقاذ الى ما بعد مشروع الهضبة الزراعي، بينما اعادت قوات الامن المركزي والردع بقيادة صلاح بادي تمركزها في ابو سليم .وأكد شهود عيان من الهضبة بان مليشيات غنيوة الكللي بصدد تجميع قواتها بمحيط الهضبة تمهيد لإعادة الهجوم على ابو سليم الاستراتيجية ، معلوم ان منطقة ابو سليم تقع جنوب طرابلس وتغطيها حوالي ربع مليون نسمة و تحتضن المنطقة مقر وزارة الثقافة التابعة لحكومة الوفاق ومعسكر حمزة.
حرب اهلية
وتنذر مواجهات ابو سليم – صلاح الدين وخلة الفرجان باندلاع الحرب الاهلية في طرابلس وتصميم حكومة خليفة الغويل على خيار الحسم العسكري سيما بعد وصول تعزيزات عسكرية من مدينة مصراته بينما نجد على الجانب المقابل المجموعات المسلحة الموالية للرئاسي تفتقر لأي دعم مباشر مما دفع بحكومة الوفاق الى االتخلي عن مقراتها الواحد تلو الآخر لصالح حكومة الانقاذ، مستجدات امنية جعلت المجلس الرئاسي في مأزق ، إذا أن الرئاسي يعاني من حالة انشقاق و تصدع من الداخل بعد تعليق عضوين لعملهما بالمجلس و استقالة ثالث
اضافة الى توتر العلاقة بين فتحي المجبري وفايز السراج ، مستجدات تزامنت مع تصاعد الرفض الشعبي للرئاسي وتضاءلت شعبية السراج الى أدنى مستوياتها الى درجة تنفيذ محاولة اغتيال فاشلة للمعني ، محاولة جرى توجيه اصابع الاتهام فيها الى حكومة خليفة الغويل .
المحصلة أن الوضع الأمني في طرابلس مقلق جدا ويهدد بالانفجار في اي لحظة و حين، فالاشتباكات تجاوزت مرحلة جس النبض والاستفزاز والمناوشات الى مرحلة اخطر من ذلك و الدليل على ذلك التصعيد استعمال الاسلحة الثقيلة وقذائف الهاون وصواريخ الجراد
ومما شجع حكومة الانقاذ على التصعيد تهاون المجتمع الدولي في دعم حكومة الوفاق وفشل الرئاسي الذريع في بناء اجهزة امنية تحميه وحالة الغضب التي تسربت الى البنيان المرصوص . بعد انتهاء عملية تحرير سرت من الدواعش، وعدم التزام الرئاسي بتعهداته المالية
تجاه المجموعات المسلحة المكونة البنيان المرصوص خلق نوعا من التململ في صفوف مليشيات مصراته وذلك ما دفعها للانقلاب على السراج والاصطفاف وراء حكومة الانقاذ .
ورقات ضغط
على الرغم من الحراك الذي تنجزه دول الجوار العربية من خلال القمة الثلاثية لحلحلة الأزمة السياسية الراهنة الا أن الأطراف المصممة على خيار الحسم العسكري تبدو الآن اكثر تصميما على تغليب صوت الرصاص على الحوار والتسوية السياسية ، الأطراف العسكرية وعلى الاقل المعلومة حاليا هي ثلاثة أطراف .
اولها المشير حفتر الذي يسيطر على اكبر مساحة من البلاد ولديه مؤسسة عسكرية وجيش شبه نظامي ويعد جيشه 60 ألف عسكري بحسب تصريحات المشير نفسه ، حفتر وعكس المجموعات المسلحة الأخرى فتح الباب أمام اتباع القذافي. واعلن حفتر منحه منصب وزير دفاع وقيادة الجيش معبرا عن رغبة صريحة في قيادة الدولة في المرحلة القادمة .
ثاني الاطراف حكومة الانقاذ والأخوان ويتكون ذراعها المسلح بالأخص من مليشيات مصراته بقوة تناهز 50 الف مقاتل، لكن حكومة الانقاذ مازالت مترددة في قبول اتباع القذافي في غرب البلاد. الجدير بالملاحظة بأن حكومة الانقاذ و من اجل اسقاط الرئاسي و حكومته لا تمانع في التعاون مع سلطات طبرق وتشكيل حكومة موحدة وهذا المقترح قديم – جديد .
وتدرك مصراته وابنها خليفة الغويل رئيس حكومة الانقاذ بأنه من غير الممكن لهم مواجهة قوات حفتر و ان هدف حفتر القادم ليس طرابلس ،وإنما مدينة مصراته لذلك من المتوقع بروز محاولات جديدة من قيادات مصراته للتقرب من مجلس النواب طبرق والمشير حفتر .
ثالث الأطراف والمجموعات المسلحة هي تلك الموالية للرئاسي التي تعاني من حالة احباط او بسبب غياب الجدية من المجتمع الدولي والقوى الكبرى في دعمها و قلقها الاكبر هو تلميحات الإدارة الأمريكية الجديدة وعزمها التعامل مع القوة العسكرية المسيطرة على الارض والمقصود هنا هو قوات حفتر .