«أمراء الحرب والمال السياسي» في ليبيا: «ميليشيات العاصمة طرابلس» ودورها في إرباك مسار التسوية السياسية

شهدت منطقة ابو سليم الليبية مساء امس الاول اشتباكات عنيفة بين الميليشيات المسلحة المنتشرة في البلاد منذ اسقاط نظام معمر القذافي قبل 6 سنوات ، ولعل الاشتباكات الاخيرة قد تجعل من القاء الضوء على الدور الذي تلعبه هذه الكتائب المسلّحة في المشهد

السياسي الليبي ضرورة ملحة وذلك لفهم تأثيراتها في مسار التسوية السياسية المتعثرة منذ فترة طويلة . حقيقة نفوذ الميليشيات المسلحة وتوجهاتها الدينية والقبلية وضرورة السيطرة عليها تُعتبر – وفق متابعين – مفتاحا من مفاتيح الازمة الليبية خصوصا وان الوضع الخطير الذي تتسم به بلاد عمر المختار اليوم اصبح رهين توافق داخلي بين مختلف الاطراف المتناحرة.

ذكرت وسائل إعلام ليبية أن منطقة أبوسليم وسط العاصمة الليبية طرابلس وأجزاء من مناطق الهضبة الخضراء و«المشروع الزراعي» تشهد منذ يوم الخميس اشتباكات عنيفة بين قوتي «الردع» و«التدخل المشتركة» بقيادة عبد الغني الككلي والأمن المركزي ابوسليمكتيبة صلاح البركي ، مما خلف عددا من القتلى والجرحى.

يشار إلى أن ليبيا عانت على امتداد السنوات الماضية من فوضى سياسية وأمنيّة نجم عنها ظهور برلمانين متوازيين وسلطتين متصارعتين (المؤتمر في الغرب ومجلس النواب في الشرق)، وحكومتين منبثقتين عنهما، انضافت اليهما حكومة الوفاق الوطني التابعة للمجلس الرئاسي اواخر عام 2015 بموجب اتفاق سياسي تاريخي تم توقيعه في مدينة الصخيرات المغربية بدعم من الأمم المتحدة .ويرى مراقبون ان المسار المتعثر الذي يسلكه المشهد الليبي يعود بالأساس الى خلافات داخلية تتعلق بأشخاص وميليشيات ذات توجهات قبلية جهوية انقسمت على اساسها ليبيا الى شرق وغرب يتصارع على السلطة حيث اثارت مسالة دمجها ضمن حرس رئاسي تابع لحكومة الوفاق جدلا وانتقادات واسعة في الوسط السياسي الليبي وسط اتهامات بمحاولة شرعنة حرب العصابات في شوارع البلاد. الا ان هذا المقترح فشل نتيجة تضارب مصالحها واختلاف توجهات هذه الكتائب المسلحة التابعة اما للشرق او الغرب او الوسط والجنوب في بعض الاحيان والتي تحتكم بالأساس الى أحكام القبائل ذات النفوذ الواسع في ليبيا.

اصطفاف ايديولوجي
ومن اهم هذه الميليشيات المتصارعة في العاصمة طرابلس(هناك صعوبة في الحصول على عدد الميليشيات المتوزعة على كافة التراب الليبي) نجد ميليشيات تابعة لحكومة الانقاذ الوطني (تحت امرة خليفة الغويل تعمل على فرض دور له في المشهد السياسي وهي رافضة لحكومة الوفاق ومن قبله اتفاق الصخيرات) وأيضا ميليشيات تابعة لحكومة الوفاق الوطني بقيادة فايزالسراج وتتمركز في العاصمة طرابلس ايضا (حاولت الحكومة ادماجها ضمن حرس رئاسي مشرعن إلا أنّها فشلت) .

ومن هذه المليشيات المسلحة الداعمة للغويل ومن خلفه حكومة الانقاذ الوطني نجد لواء الحلبوص الجماعات الإسلامية الليبية المقاتلة ، كتيبة المرسى، الحرس الوطني والجماعة الليبية المقاتلة. اما بخصوص الميليشيات المدعومة من حكومة الوفاق فنجد الأمن المركزي وكتيبة النواصي ، قوة الردع الخاصة ، لواء المحجوب و كتيبة ثوار طرابلس .
هذا الاصطفاف ذو الخلفية القبلية الجهوية ساهم في خلق مناخ متوتر زاد من ظهور ميليشيات اخرى ذات افكار متشددة ،وأدت الى حرب عصابات امتدت نيرانها الى المدن الليبية وساهمت في تعثر التسوية السياسية الليبية . اذ تحذر تقارير ليبية وأجنبية من وصول قادة بعض هذه الميليشيات الى داخل وزارات حيوية في البلاد . وعلى صعيد الوضع الامني في ليبيا ، يرى مراقبون ان الخطوة الاخيرة التي اتخذها رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج بطلبه مساعدة حلف ‘الناتو’ ، قد زادت من فجوة الخلاف بينه .....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115