اكد الكاتب والمحلل السياسي العراقي ثائر عبطان حسن أن الدور الامريكي في العراق أخر حسم معركة الموصل وطرد تنظيم «داعش» الارهابي منها ، معتبرا انّ الادارة الجديدة للبيت تحاول تغيير سياسة باراك اوباما الفاشلة بأخرى من شأنها التماشي مع حقيقة النفوذ الايراني في العراق.
• لو تقدمون لنا اخر تطورات معركة الموصل وهل اقتربت ساعة الحسم ؟
المعركة محسومة .. لكن تدخل الولايات المتحدة على الخط ومحاولتها الحد من تدخل الحشد الشعبي والحد من نفوذ ايران في هذه المعركة لتسجيل النصر باسمها في هذه المعركة ولتحسين صورتها وإيجاد موطيء قدم لها خسرته في السابق .. أخّر حسم معركة النصر .
• هل تغيرت برأيكم استراتيجية امريكا في العراق بعد تغير الادارة الامريكية ؟
أكيد .. فالرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب تمّ تنصيبه على أنقاض سياسات اوباما الفاشلة في العراق .. يعني المؤسسات الامريكية التي انتصرت لترامب هي من تشير عليه بضرورة هذا التغيير .. أما ترامب فهو موظف ورجل اعمال ليس له في السياسة اي شيء.
• ماذا عن بقية أدوار دول المنطقة خصوصا تركيا وإيران وتأثيرها على معركة الموصل ؟
ايران هي اللاعب الأكبر في المعركة لنفوذها الفاعل في كل مفاصل الجيش بمدّه بالمال والسلاح والخبراء وطائرات بدون طيار .. وهذا ما تخشاه تركيا التي تحاول تعويض ذلك عبر زجّ قواتها وإنشاء قاعدة لها في بعشيقة لتقليل النفوذ الإيراني .. وتقليل وجود حزب العمال الكردستاني»بي كا كا» التركي المدعوم من روسيا وإيران وكل من لا يرغب بالنفوذ التركي بما في ذلك ألمانيا.
• يرى البعض أن أمريكا فتحت أبواب الحرب على إيران وستحاربها في العراق ايضا هل هذا صحيح؟
الحرب مفتوحة على ايران منذ ثورتها عام 1979 لكن ايران دولة عظيمة بإمكانياتها البشرية وثرواتها المتعددة وجغرافيتها المترامية الأطراف وسياستها الحكيمة بدهاء قادتها .. جعلت العالم كله يركع لمطالبهم .. علاوة على تحالفهم الاستراتيجي مع روسيا والصين .
أمريكا اوباما أثبتت عجز وفشل سياستها امام ايران ، وإدارة دونالد ترامب جاءت لرد الاعتبار .
• كيف يمكن أن تحارب إدارة أوباما إيران في العراق ؟
ايران أفشلت سياسة ادارة اوباما بالعراق بسبب جهل هذه الادارة بإمكانيّات إيران وقوّتها.. وهذا كلفها الكثير .. ولم تحصل على عقد نفطي واحد في العراق، في الوقت الّذي اضحى فيه العراق سوق بضائع ايران الرديئة وسيطرتها على كل مفاصل الاقتصاد العراقي وكل المشاريع الاستثمارية .. فالعراق يستورد من ايران الحديد والخشب والصناعات البلاستيكية والبصل والزيوت وحتى الماء وعيدان تنظيف الأسنان .. وليس لأمريكا شركة واحدة في عموم العراق.
الأهم من كل هذا .. لا يمكن تنصيب اي وزير او مسؤول مهم في الدولة العراقية دون موافقة ايران بما في ذلك رئيس الوزراء .. وهذا واقع حال جاء بحيدر العبادي للسلطة .. وأبقى سليم الجبوري رئيسا لمجلس النواب .. وكذلك هو الحال لرئيس المحكمة الاتحادية مدحت المحمود .. وهذا ما يتعارض مع مصالح امريكا التي تحاول اعادة اعتبارها في العراق .
• كيف ترون تأثير قضايا المنطقة على واقع العراق خصوصا الملف السوري؟
سوريا والعراق عبارة عن أرض وحقل للصّراع بين القوى الإقليميّة الفاعلة وهي تركيا وإيران والسعودية والإمارات وقطر ، كل هذه القوى الإقليمية مدعومة دوليّا من أمريكا وفرنسا وبريطانيا و»إسرائيل» .. اما روسيا فقد شكلت محورا مع ايران وسوريا والعراق والصين من خلف الكواليس لمحاربة هذا التحالف. يمكن ان يكون للعراق دور خاص وفاعل ومؤثر بِعد اجتيازه هذه المرحلة الصعبة والهامة.