بمشاركة مختلف أطراف المشهد السياسي في ليبيا: تكتم شديد وتضارب حول لقاء حفتر والسراج في مصر

– تشكيل مجلس عسكري يضم كافة التشكيلات المسلحة بما فيها مصراته ويرأس هذا المجلس المشير خليفة حفتر.

واستكمالا لما تم الاتفاق عليه بين السراج وحفتر كشفت مصادر اعلامية مصرية وصول رئيس مجلس النواب عقيلة صالح ووفد برلماني الى القاهرة مساء امس .وأضافت ذات المصادر بان مجموعة من القيادات العسكرية من مصراته وبرئاسة العقيد سالم جحا وصلت هي الأخرى الى القاهرة للاجتماع مع قيادات عسكرية تابعة لعملية الكرامة ، مضيفة -اي تلك المصادر- أن مختلف الاجتماعات بين الفرقاء الليبيين تتم برعاية محمود حجازي .
يشار الى ان اللقاء الاول الذي جمع حفتر بالسراج احتضنته مدينة المرج دون التوصل لاتفاق ،ومن ثمة تصاعد الخلاف بين المعنيين غير انه بالتزامن مع اعلان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إحداث لجنة تتعلق بالأزمة الليبية برئاسة محمود حجازي، كان لتلك اللجنة

نتائج ملموسة تمثلت في توسيع قاعدة الحوار السياسي من إعلاميين ونشطاء بالمجتمع المدني وممثلين عن القبائل والمرأة والشباب .

وكان اجتماع الاربعين من أهم أعمال وإنجازات اللجنة المصرية إذ أنّ التوصيات التي تمخضت عن ذلك الاجتماع هي التي تم التوافق حولها خلال لقاء حفتر والسراج مساء أول امس بعث مجلس عسكري وحكومة أزمة، وإعادة تشكيل المجلس الرئاسي أما باقي التوصيات التي تخص عودة النازحين في الداخل والخارج وجبر الضرر وملف اعادة الإعمار فلا خلاف حولها. وبإتمام الترتيبات اللازمة سوف يتمكن النازحون من العودة الى مدنهم .

تحديات أمام تشكيل المجلس العسكري
من بين النقاط التي توافق حولها المشير حفتر وفايز السراج كانت بعث مجلس عسكري برئاسة حفتر ،ولئن يبدو من السهل تشكيل المجلس العسكري حيث يجمع في عضويته ضباطا من مختلف مناطق ليبيا، فإن العوائق والإشكاليات التي سوف تعترض رئاسة المجلس هي تلك المتعلقة بتصنيف المليشيات المسلحة .فكتائب مثل الفرقان موالية لشورى ثوار بنغازي وكتيبة أبو سليم التي تحول فيما بعد لتصبح اسمها مجلس شورى مجاهدي درنة والمسيطر الآن على المدينة وتحارب الجيش كتائب ارتبط اسمها بالإرهاب ،وتجاهر بالولاء لتنظيمات ارهابية دولية مثل القاعدة ، هذه الكتائب ماهو مصيرها هل تنضم الى المجلس العسكري أم تبقى خارجه .
الواضح ان هذا المجلس سوف يجمع تحت مظلته كل التشكيلات المسلحة باعتبار الحاجة الملحة لجمع السلاح،وإنهاء ظاهرة المليشيات المسلحة خارج شرعية الدولة والبدء في بناء اجهزة الدولة وعلى رأسها الجيش والشرطة .

القمة الثلاثية
وفي سياق التسريع بإقرار الحل السياسي للأزمة وفي اطار التمهيد لانعقاد القمة الثلاثية اعلن وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي عن انعقاد اجتماع وزراء خارجية تونس مصر الجزائر بحر الاسبوع القادم في الجزائر .ومن جانبه اعلن الامين العام لاتحاد المغرب العربي الطيب البكوش عقب لقائه رئيس الجمهورية الباجي القائد السبسي عن وجود اتصالات له مع مسؤوليين من ليبيا وأطراف محلية من اجل تقريب المواقف ورحب البكوش بالمبادرات و الجهود القائمة لحل الأزمة .
ويرى المراقبون بان نجاح القمة الثلاثية بين تونس الجزائر مصر المتوقعة قريبا رهين وجود أرضية توافق وتفاهم بين الفاعليين في الداخل الليبي ، وهذا العنصر توفر مساء اول أمس بلقاء السراج مع حفتر فالأول يحظى بالدعم الدولي ويستمد شرعيته من الاتفاق السياسي وقرارات مجلس الأمن وضمنها القرار 2258، والثاني اي المشير حفتر يستمد شرعيته من تكليف صادر عن مجلس النواب المعترف به دوليا اضافة الى انتصارات حققتها قواته المسلحة مما جعله يمثل رقما صعبا في المعادلة المحلية .
إلى ذلك جدد الامين العام للأمم المتحدة اسفه الشديد بعد الفيتو الأمريكي الذي رفعته مندوبة الولايات المتحدة امام ترشيح سلام فياض كمبعوث للسلام في ليبيا وفق التسريبات الدبلوماسية الواردة من نيويورك .