جاء البرنامج الانتخابي لمارين لوبان ردا على مشاريع اليمين واليسار مستهدفا وعود فرنسوا فيون الذي يتخبط في فضيحة «بينيلوب غايت» و مقترحات بونوا هامون مرشح الحزب الاشتراكي الذي يجد صعوبة في لم شمل فصائل اليسار. وأخذت «مارين لوبان» من التطرف إستراتيجية لتقديم عرض سياسي مختلف يمس مشاعر الطبقات المحرومة ويحمل مسؤولية معاناتهم للنخبة السياسية في فرنسا و بروكسل وكذلك للمد «الإسلامي» في البلاد.
وإن كان الموقف الرسمي للحزب اليميني المتطرف قد ركز من قبل على انتقاد العولمة والإتحاد الأوروبي و بخطاب كراهية ضد المهاجرين والمسلمين، فإنها المرة الأولى التي يجرؤ الحزب على تقديم مقترحات واضحة لفض الوحدة مع أوروبا و محاربة «الإسلام» بهذا الوضوح. وركزت «لوبان» على مد يد المساعدة للشباب و الأسر الضعيفة وهي الفئات المستهدفة من قبل السياسات الشعبوية التي تقترحها.
مسايرة المد اليميني
الهجوم على أوروبا المعتبرة «مشروعا فاشلا» يدخل في سياسة عامة موجهة نحو «استرجاع السيادة» المفقودة و التركيز على مبدأ «فرنسا أولا». قالت « مارين لوبان» في خطابها : «قام الإتحاد بوضعنا تحت الوصاية. وجب التوصل إلى توافق مع أوروبا لاسترجاع سيادتنا». خطاب ذات صبغة تحررية سبق و أن استقطب ملايين الناخبين في الانتخابات السابقة. وتأمل الزعيمة اليمينية في ربح أصوات جديدة تؤهلها للعب الأدوار الأولى باقتراحها تنظيم استفتاء حول «الفركسيت» في حال فشلت في التفاوض مع أوروبا خلال الستة أشهر الأولى من انتخابها، «للخروج من كوابيسها ولنصبح أحرارا».
مجمل خطاب «مارين لوبان» يساير الموجة السوداء لليمين المتطرف التي تهز أركان أوروبا والتي رافقت وصول عديد الحكومات اليمينية الراديكالية في بولندا والمجر وتنامي الحركات الشعبوية في النمسا و ألمانيا و إيطاليا وبريطانيا. وان خروج هذه الأخيرة من الإتحاد الأوروبي ونجاح «دونالد ترامب» في الولايات المتحدة غير التوازنات الأوروبية و سهل الأمور أمام «مارين لوبان» التي لم تخف ما كانت تضمر له.
استهداف الإسلام والمسلمين
كان الإسلام محورا أساسيا في خطاب «مارين لوبان» حيث هيكلت .....