لرفضها تنفيذ حظر الهجرة: «ترامب» يقيل القائمة بأعمال وزير العدل ومطالب دولية بالتراجع عن القرار

وقال البيت الأبيض في بيان له إن «ييتس خانت وزارة العدل».وعين ترامب دانا بوينتي، المدعي العمومي لولاية فرجينيا في منصب وزير العدل. وكان الرئيس الأمريكي الجديد أصدر قراراً تنفيذياً مؤقتاً بحظر دخول رعايا سبع دول إسلامية إلى الولايات المتحدة، الأمر الذي أثار موجة

من الاحتجاجات الشعبية في الولايات المتحدة وخارجها.وقالت ييتس في رسالة كتبتها إنها «غير مقتنعة بأن الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب بخصوص الهجرة قانوني».

وأضافت حينها «طوال فترة تولي وزارة العدل بالوكالة، فان وزارة العدل لن تقدم حججا للدفاع عن الأمر التنفيذي إلا اذا اقتنعت بانه من المناسب فعل ذلك». وما هي إلا بضع ساعات، وأعلن البيت الأبيض عن أن « الرئيس ترامب أعفى ييتس من مهامها».وأضاف بيان الرئاسة الأمريكية أن « ييتس خانت وزارة العدل برفضها تنفيذ قرار ترامب التنفيذي الذي يهدف لحماية مواطني الولايات المتحدة». ووصفها البيان بأنها «ضعيفة في ما يتعلق بالحدود وضعيفة جدا في ما يتعلق بالهجرة غير الشرعية».

مسودة انتقاد
ويعمل المئات من الدبلوماسيين على صياغة مسودة ينتقدون فيها قرار ترامب التنفيذي بشأن الهجرة.ويمنع القرار التنفيذي الذي أصدره ترامب رعايا الدول من العراق وسوريا وإيران والصومال واليمن والسودان وليبيا من الدخول الى الولايات المتحدة. ودافع البيت الأبيض مراراً وتكراراً عن قرار ترامب التنفيذي رغم أنه مثير للجدل، وقال الناطق باسم الرئاسة الأمريكية شون سبايسير «إن على الدبلوماسيين تقبل الأمر».
من جهة ثانية، خالف الرئيس الأمريكي باراك أوباما التقاليد المتعارف عليها بالعمل على تفادي التعليق على قرارات خليفته، قائلاً إنه « من حق المواطنين الأمريكيين ممارسة حقوقهم الدستورية وإسماع صوتهم لمن انتخبوهم ، وهذا ما نتوقع حدوثه عندما تكون القيم الأمريكية على المحك».

« التزموا أو ارحلوا»
هذا وقال مسؤولون أمريكيون، إن عددا من الدبلوماسيين احتجوا على الأمر الذي أصدره الرئيس دونالد ترامب بوقف وصول اللاجئين وحظر منح التأشيرات لمواطني سبع دول غالبية سكانها من المسلمين، إلا أنّ ترامب لم يعر أهمية لهذا الاحتجاج مطالباً من لا يعجبه القرار بالرحيل.

وقال المتحدّث بالإنابة باسم وزارة الخارجية مارك تونر: «لقد علمنا برسالة احتجاج انشقاقية تتعلق بالأمر التنفيذي»، مضيفاً أن مذكرة الاحتجاج لم تسلم بعد.
ورسالة «الاحتجاج الانشقاقية» هي عملية رسمية في وزارة الخارجية يسجل فيها الدبلوماسيون القلقون بشأن سياسة رسمية استياءهم لدى صانعي السياسة الأعلى رتبة.ولم يوزع تونر المذكرة ولم يكشف عن عدد الموقعين عليها، إلا أنه قال إنها تشير إلى الأمر التنفيذي الذي يحمل اسم «حماية الأمة من دخول الإرهابيين الأجانب إلى الولايات المتحدة».
وتعليقاً على هذا الاحتجاج، انتقد البيت الأبيض الدبلوماسيين الذين وقعوا على رسالة الاحتجاج، وقال إن عليهم الالتزام بقرار ترامب أو الرحيل. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر إن الرسالة «تم تضخيمها والمبالغة فيها .. أعتقد أن عليهم إما الالتزام بالبرنامج أو الرحيل».

تركيا تحث ترامب على اعادة النظر
من جهته اعتبر مسؤول تركي كبير ان القيود التي فرضها الرئيس الامريكي دونالد ترامب على المهاجرين والمسافرين إلى الولايات المتحدة «غير مقبولة» ويجب اعادة النظر فيها، وذلك في اول انتقاد مباشر من قبل انقرة لهذا المرسوم المثير للجدل.
وقال نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتلموش ان على ترامب اعادة النظر في القرار معتبرا ان دوافعه تنطوي على معاداة للإسلام كما افادت صحيفة «خبر ترك» امس الثلاثاء.وأضاف «من غير الممكن قبول هذا الأمر بحسب ما نقلت عنه الصحيفة قائلا «يجب اعادة النظر في هذه السياسة».

ويوم الجمعة اصدر ترامب مرسوما يمنع دخول رعايا سبع دول ذات غالبيّة مسلمة (العراق وإيران وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن) لمدة 90 يوما، كما يحظر دخول جميع اللاجئين أيا كانت أصولهم الى الولايات المتّحدة لمدة اربعة أشهر ولمدة غير محددة للاجئين السوريين.

ودافع ترامب عن السياسة الجديدة التي اعتمدها بعد أسبوع على توليه الرئاسة والتي اثارت موجة احتجاجات هذا الأسبوع قائلا انها ستجعل امريكا اكثر امانا بوجه «الارهابيين الاسلاميين المتطرفين». واعتبر كورتلموش ان تزايد مشاعر معاداة الاسلام والعداء للمهاجرين والاجانب في الغرب تقف وراء هذا القرار، داعيا الادارة الامريكية الجديدة الى «تصحيح» هذه السياسة.وقال «من المهين جدا ان يتخذ مثل هذا القرار في بلد مثل الولايات المتحدة معروف بانه أمة مؤلفة من كل الاديان والمجموعات الاتنية المندمجة» في البلاد. وتابع «ليس قرارا صائبا، انه فعلا يؤدي الى تمييز. لا يمكن وصف رعايا اي من الدول بشكل قاطع بانهم سيئون».

لجنة ايرانية للرد على القرار
من جهتها أعلنت طهران عن تشكيل لجنة معنية بإعداد حزمة إجراءات للرد على القرار الأمريكي بفرض الحظر المؤقت على دخول مواطني عدد من الدول المسلمة، بينها إيران، إلى الولايات المتحدة. وأوضح بهرام قاسمي، الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، في تصريحات نقلها موقع «روسيا اليوم»، عن وكالة «مهر»، امس الثلاثاء، أن اللجنة المشتركة بين عدد من الوزارات، بدأت عملها بإعداد تعليمات للسفراء الإيرانيين عبر العالم، حول سبل الدفاع عن كرامة الإيرانيين في الخارج، ولاسيما أولئك الذين قد يواجهون صعوبات في أراضي الولايات المتحدة.

ولم يكشف الدبلوماسي الإيراني عن مضمون الإجراءات الأخرى التي ستدرسها اللجنة. تجدر الإشارة إلى أن إيران، ثاني دولة بعد العراق، أعلنت نيتها الرد على أوامر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التمييزية، التي تنص على حظر استقبال أي لاجئين لمدة 120 يومًا، وفرض الحظر المؤقت على دخول مواطني 7 دول ذات أغبية مسلمة إلى الأراضي الأمريكية.والدول ذات الأغلبية المسلمة التي يشملها حظر السفر، هي: إيران والعراق وسوريا والسودان والصومال وليبيا واليمن. وكان البرلمان العراقي قد صوت، أمس الأول على قرار يطالب حكومة البلاد بـ»التعامل بالمثل» مع واشنطن، ردًا على قرار ترامب، القاضي بمنع دخول العراقيين إلى الولايات المتحدة.

‘مرسوم معادٍ للإسلام’
نددت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، الاثنين، بالقيود التي فرضها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على الهجرة والسفر إلى الولايات المتحدة، معتبرة أنها تستهدف المسلمين. وقالت ميركل للصحافيين معلقة على تقييد دخول مواطني 7 دول ذات غالبية مسلمة إن «مكافحة الإرهاب الضرورية والحازمة لا تبرر إطلاقاً تعميم التشكيك بالأشخاص من ديانة معينة، وتحديداً هنا الإسلام». وأضافت ميركل قائلة: «في رأيي أن هذا التصرف يتعارض مع المبادئ الأساسية للمساعدة الدولية للاجئين والتعاون الدولي. ستقوم المستشارية ووزارة الخارجية بكل ما يمكن خاصة مع حاملي الجنسيات المزدوجة المتضررين (من القرار) لتوضيح التداعيات القانونية وتمثيل مصالحهم وفقا للقانون».وقالت المستشارة الألمانية: «نقوم بمشاورات وثيقة مع شركائنا الأوروبيين بشأن القضية برمتها».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115