سوريا بعد الأستانة: بداية طريق نحو التسوية؟

بعد مؤتمر الاستانة تتطلع انظار العالم صوب جنيف اين ستحتضن هذه المدينة جولة جديدة من المحادثات بين النظام السوري والمعارضة خلال الاسابيع القادمة.. تغيرات عديدة بدأت ترتسم في المشهد السوري بين اطياف الصراع الدائر منها قبول روسيا بإقامة ما يسمى بالمناطق

الآمنة ورغم انها وضعت شروطا لذلك من بينها موافقة النظام على إقامة تلك المناطق، ومشاركة الأمم المتحدة في إدارتها، الا ان تلك الخطوة قد تفتح بارقة امل نحو حل شامل ينهي الازمة المستفحلة بأقل الخسائر الممكنة.
والهدف المعلن للمؤتمر القادم هو اشراك اكبر عدد من المكونات السياسية السورية ..ولعل السؤال الاهم هل ستحافظ هذه التسويات -ايا كان شكلها وأركانها- على جغرافية البلاد ووحدتها كما هي ام انها ستنذر ببدء مرحلة جديدة عنوانها التقسيم تحت مسميات عديدة؟.

ترتيب الأوراق
يقول المحلل السياسي السوري د. خيام الزعبي ان سوريا اليوم في طور إعادة ترتيب أوراقها وإستعادة المبادرة من جديد، على أساس ثوابت ليست قابلة للمساومة، ويمكن تلخيصها أن محاربة الإرهاب ووحدة سوريا خط أحمر. ويضيف ان المتتبع لتطورات الأحداث الحالية التي تتفاعل على الساحة السورية يدرك جيداً تصاعد وتيرة الجهود التي تبذلها قوى إقليمية ودولية عديدة لتعزيز الحل السياسي وإنهاء الصراع الدائر في سوريا منذ أكثر من 6 سنوات. واعتبر محدثنا ان نتائج محادثات الأستانة بين ممثلي الحكومة السورية وفصائل المعارضة المسلحة التي رعتها روسيا وتركيا وإيران كانت ايجابية بالنسبة لجميع الأطراف المشاركة كونها نجحت في تحقيق هدف تثبيت وقف الأعمال القتالية لفترة محددة الأمر الذي يمهد للحوار واستئناف العمل بين السوريين، إذ ستعاود الأطراف المتحاورة الإجتماع مرة أخرى في جنيف وستتابع التحاور بهدف الوصول إلى خارطة طريق يسير عليها طرفا الحوار السوري بهدف الوصول إلى صيغة سياسية ترضي كل السوريين.

ويشير الزعبي الى ان محادثات الاستانة ليست النهاية وإنما هي لبنة يمكن البناء عليها لمفاوضات جنيف القادمة بعد تثبيت وقف إطلاق النار في مختلف المناطق السورية».

وبحسب البيان الختامي للمحادثات، تعهدت كل من «روسيا وإيران وتركيا» بمحاربة تنظيم داعش الارهابي وجبهة النصرة وفصلهما عن باقي الفصائل الأخرى، كما تم الإعلان عن انطلاق جولة جديدة من «المفاوضات السورية السورية» إنطلافاً من منصة أستانة تتضمن قضايا أمنية في جنيف. وعن قراءته لنتائج المحادثات يقول المحلل السياسي السوري «إن فصل أو تحييد بعض القوى المعارضة المسلحة وخروجها مؤقتا من ساحات القتال سيمنح الجيش السوري فرصة لتقليص جبهاته و حصرها في مواقع تواجد داعش و جبهة النصرة والقوى المتطرفة الأخرى فضلاً عن الشرخ الذي حصل بين هذه القوى و معارك التصفيات التي تحدث الآن في إدلب وغيرها من المناطق السورية أكبر دليل على ذلك».على حد قوله.

التطبيع التركي الروسي
ويرى محدثنا ان المصالحة والتطبيع التركي - الروسي أدّيا إلى تفاهمات واتفاقات ثنائية وإقليمية كثيرة، بعضها أعلن عنه وبعضها الآخر لا يزال غيرَ معروف بالنسبة إلى كثيرين، مشيرا الى ان التنسيق الروسي- التركي قد عرّض التوازنات الإقليمية القائمة للاهتزاز، فمعظم الدول الغربية خاصة أمريكا وبريطانيا وفرنسا، تراقب بقلق التقارب بين موسكو وأنقرة، لما يمكن أن يحدثه ذلك من تأثيرات على التوازنات الدولية.
فهل سيكون مؤتمر جنيف القادم بداية طريق نحو حل سياسي يعطي الثقة للشعب السوري في الخلاص من الصراع، ويساعد على مكافحة الإرهاب و تحقيق التسوية السياسية الدبلوماسية للأزمة السورية وفق بيان الأستانة؟ .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115