لتحضير زيارتها كانت تيريزا ماي قد أرسلت خلال شهر ديسمبر أقرب مستشاريها فيونا هيل و نيك تيموثي للتشاور مع مستشاري دونالد ترامب. ثم قام وزير الخارجية بوريس جونسون بداية الشهر الحالي بزيارة لواشنطن ليعبد الطريق أمام اتفاق تجاري محتمل مع الولايات المتحدة بعد خروج بريطانيا الفعلي من الإتحاد الأوروبي. و قررت تيريزا ماي أن تركز على أربعة ملفات تتعلق بالعلاقة مع روسيا و التمسك بالحلف الأطلسي وقيادة الحرب على الإرهاب و التبادل الحر. وكانت الوزيرة الأولى محل تساؤلات و انتقادات من زعماء المعارضة البريطانية و لجنة تحقيق مجلس العموم الذين رفضوا أن تتعامل بريطانيا مع رئيس دولة يدعو إلى اللجوء إلى التعذيب و إلى التخلي عن حقوق المرأة ويعبر عن توجهات عنصرية.
التأكيد على مبادئ الحرية والتسامح
في طريقها إلى واشنطن، قامت تيريزا ماي بزيارة فيلادلفيا أين عبرت لزعماء الحزب الجمهوري عن تمسكها بالقيم الكونية الداعمة للحرية و التسامح مشيرة إلى أن إيمانها ب»مسؤولية مشتركة لقيادة» المرحلة القادمة في إطار «العلاقات المتميزة» لا يعني بالضرورة توخي المسلك الذي اتخذه توني بلار و جورج بوش. و أضافت «الأيام التي قامت بريطانيا و أمريكا بالتدخل ضد سيادة الدول في محاولة لتغيير العالم على الصورة التي نريد قد ولّت.»
وعبرت تيريزا ماي للمسؤولين الجمهوريين بكل وضوح عن رفضها للتعذيب و عن رفض أن تتحصل أجهزة المخابرات عن معلومات باستخدام التعذيب. وقالت «إنه في صالحنا – بريطانيا وأمريكا معا – أن نقف بقوة معا للدفاع عن قيمنا، عن مصالحنا وعن الأفكار التي نؤمن بها وهي قيم الحرية و العمل الكريم والمبادئ القومية والعائلية و توخي الحذر في الإقتصاد و الوطنية و كذلك أن نضع السلطة في يد الشعب. وقد بسطت هكذا طريقها قبل أن تدخل المكتب الرئاسي.
تراجعات بالجملة من قبل ترامب
إثر اللقاء المغلق الذي جمع دونالد ترامب و تيريزا ماي في البيت الأبيض شارك الزعيمان في مؤتمر صحفي مقتضب، كان من أقصر المؤتمرات التي شهدها البيت الأبيض. و اتضح من تصريحات تيريزا ماي و دونالد ترامب أن هذا .....