يرى متابعون للشأن الدولي ان السياسة الامريكية تجاه ليبيا ستشهد ، في حال تمسك ترامب بتنفيذ برنامجه الانتخابي ، تغيرا جذريا سيما وان المرحلة الاخيرة شهدت بروز دور روسي جديد في ليبيا .
وبعد تسلم الرئيس الأمريكي الجمهوري دونالد ترامب للسلطة امس اول الجمعة فقد أصبح تيار الاسلام السياسي يتخوف من خسارة مكاسبه السياسية . ويأخذ تيار الاسلام السياسي المتلهف للسلطة دون مشروع وطني لديه الرسائل الأخيرة لإدارة البيت الابيض الجديدة مأخذ الجد ، بالإضافة الى تصريح مسؤول من فريق ترامب لصحيفة ‘لاستامبا’ الايطالية بأنّ واشنطن غير ملزمة بدعم الرّئيس الدّيمقراطي السابق اوباما للمجلس الرئاسي الليبي وما يعرف بحكومة الوفاق الوطني .
وباعتبار كل تلك التحولات المحلية والدولية المتسارعة سوف يظهر الفرقاء الليبيون المزيد من الليونة والمرونة وسوف تقل معارضتهم لمطالب رئاسة مجلس النواب والقائد العام للجيش ، واقع جديد ما على دول الجوار سوى استغلاله للتسريع بإرساء حل سياسي.
قلق حلف الناتو
في سياق المتغيرات والمستجدات دوما عبر حلف الناتو عن توجسه خوفا من التقارب الروسي الليبي في اشارة الى تحالف روسيا مع حفتر وامكانية انشاء روسيا لقواعد عسكرية بحرية او جوية شرق ليبيا، وأكد رئيس لجنة الدفاع بالناتو على هامش اجتماع وزراء دفاع دول الحلف ببروكسل بأن وجود قواعد روسية على مقربة من القواعد الأمريكية في الجنوب الايطالي يشكل خطرا كبيرا اضافة الى قرب شرق ليبيا من باقي الدول الاوروبية .
التخوفات الاوروبية من التقارب الروسي الليبي ليست عسكرية وامنية فحسب بل اقتصادية ايضا فايطاليا لها مصالح كبيرة في غرب ليبيا وشركة ايني الايطالية تستغل أكبر حقل غاز بالبحر الابيض المتوسط وتخشى ذلك التواجد الروسي .
لجنة الحوار تختار تونس لعقد اجتماعها
من جهة اخرى كشف عضو المؤتمر الوطني السابق وعضو لجنة الحوار السياسي اختيار مدينة الحمامات التونسية لاحتضان اجتماع لجنة الحوار وذلك قبل نهاية جانفي الحالي ، فيما اعلنت الخارجية المصرية انعقاد الاجتماع الدوري العاشر لوزارة خارجية دول الجوار الليبي برئاسة وزير الخارجية سامح شكري وبحضور رئيس بعثة الامم المتحدة للدعم لدى بليبيا والأمين العام للجامعة العربية احمد ابو الغيط ومبعوث الجامعة الخاص لدى ليبيا صلاح الجمالي ،وأيضا مبعوث الاتحاد الافريقي وممثل عن الاتحاد الاوروبي وسفراء الدول الكبرى بالقاهرة اليوم السبت.
بالتوازي مع ذلك وصل القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر الى القاهرة في زيارة مفاجئة تستمر لأيام ولا يعرف ان كان لتلك الزيارة علاقة بالحراك الذي تشهده مصر من أجل الدفع نحو حل نهائي للأزمة الليبية ام لا .
وبالعودة لتصريح بلقاسم قرنيط عضو لجنة الحوار السياسي لإحدى الفضائيات المحلية الذي اعلن فيه عقد اجتماع لجنة الحوار السياسي في الحمامات التونسيّة أكدت مصادر من داخل غدامس ان الاجتماع الماضي للجنة الحوار الّذي كان مقررا في غدامس تعذر انعقاده لأسباب امنية وليست لوجستية كما قال المجلس البلدي بالمدينة حيث تعرضت الوفود لمضايقات منذ نزولها بالمطار ،وحتى لا تتطور الأمور تم الغاء الاجتماع المذكور ليتأكد من جديد استحالة عقد جلسات الحوار داخل ليبيا .
لكن رغم هذه العقبات اقر قرنيط بأنّ جميع الأطراف أصبحت مواقفها مرنة وغير متصلبة والدليل على ذلك يضيف قرنيط في شهر أوت 2016 ذهبت الى مدينة البيضاء شرق ليبيا واقترحت توسّعة المجلس الأعلى للدولة ليشمل كل أعضاء المؤتمر الوطني ،وعندما عادت الى طرابلس قررت الجماعات المتشددة بالمجلس الأعلى للدولة مساءلتي ووجهت لي انتقادات على موقفي لكن الآن حصل تحول لافت، واغلبية اعضاء المجلس الأعلى للدولة تثبت اقتراحي واصبحت تؤيد توسيع تركيبة المجلس .
وبذلك بات رئيس المجلس الرئاسي حريصا اكثر من الدول على لقاء حفتر بحثا عن الحل .ويرى متابعون للمشهد السياسي المتعثر في ليبيا بأن اجتماع لجنة الحوار السياسي المتوقع في الحمامات التونسية من الممكن أن يسفر عن خطوات مهمة على درب انفراج الازمة خاصة إذا ما شارك مجلس النواب والمجلس الرئاسي بعد أن قرر المجلس الاعلى للدولة ارسال وفد للمشاركة في اجتماع اللجنة المذكورة.
ويجمع المتابعون على ان ليونة الاطراف المحلية وجنوحها للحوار من جديد كانت بسبب التحولات الداخلية والمتغيرات الخارجية، وليس بصفة طوعية من تلك الأطراف وتتمثل المتغيرات المحلية في زحف قوات حفتر نحو الغرب الليبي وتوسع شعبية القيادة العامة للجيش وأيضا تصدع المجلس الرئاسي وتحاشي وقوع صدام مسلح كارثي بين مليشيات مصراته وقوات حفتر .