وشأن مصر تشهد باقي دول الجوار حراكا سياسيا ونشاطا سياسيا لافتا والجميع يبحث عن الحل المنشود هذا خارجيا ،لكن ماذا عن الداخل الليبي؟ وهل ثمة تجاوب وتفاعل مع المبادرات التي تعلنها دول الجوار ؟.
الإجابة تبدو غير مطمئنة فالمشهد المحلي عنوانه وسمته التخبط والدوران في حلقة مفرغة حتى ان المراقبين وصفوا الأزمة الراهنة بالثقب الأسود، فكلما تقدم الفرقاء خطوة نحو الأمام جدت تطوّرات تعيد الأمور الى المربّع الاول أي الصّراع على السلطة وكل طرف يدعي الشرعية.
تخبط مستمر
المجلس الرئاسي الذي دخل طرابلس في 30 مارس 2016 واستقر داخل القاعدة البحرية بوستة تحت حماية المليشيات وجد نفسه رهينة لدى تلك المجموعات المسلّحة التي سريعا ما دب الخلاف بينها، وتتالت نكسات الرئاسي وتصاعد الخلاف والصراع داخله لتتطور الأمور الى توتر العلاقة بين السراج ونائبه فتحي المجبري .
حالة التخبط داخل الرئاسي تمثلت في اصدار القرارات والتعيينات ثم التراجع عنها بجرة قلم . وكان طبيعي أن تهتز ثقة المواطن وحتى المجتمع الدولي في قدرة الرئاسي على فرض نفسه ونيل ثقة الشعب واثبات ما كان يبحث عنه المجتمع الدولي في ايجاد شريك فعلي يتفاوض معه ، ومن التداعيات المباشرة لذلك الفشل الذريع ما نراه الآن من قناعة لدى المجتمع الدولي ودول الجوار والإقليم بحتمية اجراء تغيير على الرئاسي مع الابقاء على فايز السراج قائدا للسفينة .
أما عن مجلس النواب فهو الآخر يعاني من الانقسامات داخله في البداية انشق عنه نواب الغرب والجنوب الليبي وعارضوا مخالفة رئاسة المجلس للإعلان الدستوري الذي ينص على أن مقر البرلمان بنغازي لكن رئاسة البرلمان نقلت المقر إلى طبرق لأسباب امنية ، غير أن المستجدات أكدت ان طبرق أيضا غير آمنة حيث تعرض مقر البرلمان الى تفجيرين مما دفع رئاسة المجلس الى الإنتقال الى بناية ثانية .
البرلمان فشل في تحصيل النصاب لأغلب جلساته و في مراقبة الحكومة المؤقتة لأكثر من مرة وتميزت علاقته بحكومة عبد الله الثني بالبرود والتوتر ، ونذكر هنا مسالة اقالة وزير الداخلية عمر السنكي وتجميد وزير الخارجية محمد الدايري لشهر كامل قبل السماح له بالعودة الى عمله.
رئاسة مجلس النواب شكلت أكبر عقبة أمام تنفيذ الاتفاق السياسي وماطلت وناورت معتمدة على بعض الأطراف الخارجية ، وعلى قبائل الشرق الليبي والمؤسسة العسكرية وصمدت رئاسة البرلمان أمام العقوبات الدولية ولكن في النهاية نجحت الرئاسة في تشكيك العالم في قدرة السراج على النجاح .
اما عن أهم مكون في ليبيا فهو المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية فقد عانى خلال سنوات الأزمة من الخلافات والاقتتال بين القبائل خاصة بالمنطقة الغربية والجنوبية ، الزنتان والمشاشية غربا وأولاد سليمان والقذاذفة جنوبا و خير مثال على فشل المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية في حل النزاعات القبلية بقاء الطريق الساحلي بين ورشفانة والزاوية مغلقا لأكثر من عامين بسبب خلافات بين الطرفين .
التخبط والفشل يرى متابعون للشأن المحلي ان من شبه المستحيل تجاوزه بسهولة وهو ما يفتح أمام القائد العام للجيش الإنقضاض على السلطة واقتحام طرابلس، كما يمكن ان تستغل أطراف خارجية للتمادي في انتهاك السيادة الليبية والمجاهرة بالتدخل العسكري .
زيارة حفتر لحاملة طائرات روسية
وكان آمر المنطقة العسكرية الغربية التابعة لحفتر العميد ادريس مادي كشف امس بأن الجيش بات قاب قوسين أو أدنى من دخول العاصمة طرابلس ، في حين قام المشير حفتر بزيارة حاملة الطائرات الروسية المتواجدة في المياه الاقليمية المقابلة لمدينة بنغازي بمناسبة انتهاء مناورات البحرية الروسية، وأفادت القيادة العامة للجيش الليبي في بلاغ لها بأن حفتر ناقش مع وزير الدفاع الروسي سبل دعم التعاون في محاربة الارهاب ودعم ليبيا بهدف رفع خطر توريد السلاح المفروض من طرف مجلس الامن الدولي منذ 2011 .
يشار الى أنّ موسكو تعمل جاهدة لاستعادة شراكتها وتحالفها مع ليبيا التي افتقدتها بعد تدخل حلف شمال الأطلسي وإطاحته بنظام القذافي .