جاء ذلك في تصريح ، قيّم فيه مجريات الأحداث خلال الجولة الأولى من المحادثات، حيث أوضح بأنّ وفد المعارضة قدّم إلى المبعوث الأممي، ستيفان دي مستورا، وثيقة تتضمن مقترحاتهم لمرحلة الانتقال السياسي في سوريا، وأنّ الأخير تلقّى إجابات على 29 استفساراً، كان قد تقدّم به إلى هيئة التفاوض العليا سابقاً. وأضاف المسلط أنّ وفد المعارضة، يقوم بواجباته على أكمل وجه، وأنّ المشكلة تكمن في عدم أخذ وفد النظام السوري المحادثات، على محمل الجد، متهماً إياه بإضاعة الوقت.
وتابع المسلط قائلاً: «جنيف ليست مكاناً لمناقشة مرتفعات الجولان، أو مسائل أخرى لا علاقة لها بسبب تواجدنا هنا، نحن نسعى هنا إلى تخليص الشعب السوري من البراميل المتفجرة، بينما يقوم وفد النظام بطرح مواضيع غير منطقية».
ولفت المسلط إلى أنّ النظام السوري وداعميه من الإيرانيين، يقومون بدعم الإرهاب، مشيراً أنّ الممارسات الإرهابية أدت إلى نشوب أزمة اللاجئين، التي تشكّل ضغطاً على تركيا ودول الجوار.
اختتام المباحثات
هذا واختتمت الجولة الثانية من مفاوضات جنيف3 حول سوريا بنتائج متواضعة ربما تقتصر على إعلان المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا، الذي التقى مجدداً وفدَي النظام والمعارضة، أنهما توصلا إلى مجموعة قواسم مشتركة من بينها: وحدة الدولة وسلامة الحدود ورفض الفيدرالية وعودة اللاجئين وإعادة الأعمار.
وسيحدد دي مستورا في وقت لاحق موعد الجولة الثالثة من المفاوضات والتي يطالب وفد النظام بتأجيلها إلى ما بعد الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في سوريا في 13 من الشهر المقبل.
ووفقاً للجدول الزمني الذي كان المبعوث الأممي أعلنه الأسبوع الماضي فإن الجولة الثالثة يجب أن تبدأ في الرابع من الشهر المقبل في حين يرغب النظام في تأجيلها إلى الرابع عشر(أي بعد الانتخابات). وتعليقاً على هذه المطالبة بالتأجيل قال سالم المسلط الناطق باسم الهيئة العليا للمفاوضات (المعارِضة) إن ذلك لن يكون مقبولاً لأن كل يوم يمر في سوريا يسقط فيه ضحايا جدد، وبالتالي فإن المفاوضات يجب أن تتواصل دون توقف.
بموازاة ذلك تواكب الأطراف الدوليّة عملية التّفاوض في جنيف عبر اجتماعات تشاوريّة منتظمة فيما بين مبعوثي الولايات المتّحدة وبريطانيا وفرنسا من جهة، والمبعوث الأممي وأحيانا مع الهيئة العليا للمفاوضات.
اجتماعات مكثفة
وكانت جنيف شهدت أمس اجتماعات مكثفة، إذ التقى دي مستورا بوفدَيْ النظام والمعارضة ،كلاً على حدة، كما التقى بوفد من الديمقراطيين العلمانيين، وهم المعارضة المعروفة باسم مجموعة القاهرة-موسكو ومبادرة الآستانة، وشارك في هذا الاجتماع قدري جميل وجهاد مقدسي ورندة قسيس وآخرون، وفي ختام اللقاء عقدت قسيس مؤتمراً صحافياً دعت فيه الأمم المتحدة إلى عدم الخضوع لضغوط تهدف، كما قالت، إلى حصر تمثيل المعارضة السورية بفريق واحد، في إشارة واضحة الى الهيئة العليا للمفاوضات، وأعقب ذلك مؤتمر صحافي لمقدسي.
وكان منسق الهيئة رياض حجاب التقى دي مستورا ظهر الأربعاء على غداء عمل ثم التقى بمسؤولة السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني التي التقت بدورها رئيس وفد النظام السوري بشار الجعفري كما التقاها دي مستورا في مقر الأمم المتحدة.
قوات النظام تدخل مدينة تدمر
ميدانيا أعلن التلفزيون السوري الرسمي دخول القوات السورية مدينة تدمر الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش». وذكرت قناة الإخبارية الرسمية أن القوات دخلت إلى «قلب» تدمر. وعرضت القناة صورا من خارج المدينة التاريخية التي يسيطر عليها التنظيم المتشدد منذ ماي .
وأكد مصدر عسكري سوري أن قوات النظام نجحت في السيطرة على «الجزء الغربي» من مدينة تدمر، مشيرا إلى أن القوات على بعد 850 مترا من تدمر، متوقعا استعادتها من قبضة تنظيم «داعش» الإرهابي المسلح خلال ساعات. وقال المصدر، حسبما نقلت قناة «روسيا اليوم» الإخبارية «الآن يتحكم العسكريون السوريون بالجزء الغربي من تدمر، ويحاولون الهجوم على أجزاء أخرى، مضيفا أن «الجيش سيطر على عدة مناطق مهمة في المدينة».