سعى السراج الى تغيير الواقع على الارض لكنه اصطدم كل مرة بعقبات وعوائق ، حيث فشل خلال سنة ونيف من توقيع الاتفاق السياسي في تمرير حكومته عبر مجلس النواب لتتضاعف الانتقادات من معارضيه .
ومع انسداد أفاق تنفيذ التسوية السياسية وتصاعد المواجهات العسكرية بين المجموعات المسلحة ، أضحى الجميع يبحث عن تغيير تركيبة الرئاسي والعودة الى اعتماد آلية رئيس ونائبين بنفس الصلاحيات وعن حكومة وفاق وطني منفصلة عن الرئاسي وقائد عام للجيش الوطني من اختصاص مجلس النواب ليس ذلك فحسب بل ان تسريبات عن المشاورات الجارية في مصر وتونس رشّحت أسماء عارف النايض – علي زيدان – عبد الرحمان شلقم – فوزي عبد العال لتولي رئاسة حكومة الوفاق القادمة .
معطيات وتطورات جعلت فايز السراج يعيش وسط محيط متوتر خاصة بعد انسحاب عضوين من الرئاسي واستقالة ثالث، واجبار السراج على الغاء قرارات نائبه فتحي المجبري. ولئن نجح المبعوث الاممي في اقناع الاخير بعدم تنظيم ندوة صحفية للرد على السراج إلا أنه لم يُنه المشكل، حيث تواصل غضب المجبري على السراج وهو ما جرى يوم الاحد وداخل قاعدة بوستة البحرية حيث مقر المجلس الرئاسي .وتفيد التفاصيل بأن فتحي المجبري حاول اقتحام مكان اجتماع السراج والمبعوث الاممي مارتن كوبلر بالقوة وعنوة مما دفع بالحراس الشخصيين للسراج الى منعه وهي صورة سيئة سوف ينقلها كوبلر الى المجتمع الدولي ، صورة تترجم عجز الليبيين في تنظيم الحوار، وتترجم أيضا على أن التراكمات بلغت حدها الأقصى وتعطي المبرر للمجموعات المسلحة للذهاب نحو الحسم العسكري والتخلي عن خيار استراتيجي اسمه الحوار السياسي .
وكان المبعوث الأمني مارتن كوبلر القادم من الجزائر التقى فايز السراج ثم نائبه أحمد معيتيق،حيث تدارس معه كيفية تنفيذ الترتيبات المالية وضمان اعتماد ميزانية 2017 من مصرف ليبيا المركزي طرابلس وتجاوز الموانع القانونية. بعد ذلك تحول كوبلر إلى مقر المجلس الأعلى للدولة حيث التقى عبد الرحمان السويحلي رئيس المجلس ، لتختتم زيارته الى طرابلس بعقد ندوة صحفية اعلن خلالها دعم الأمم المتحدة والمجتمع الدولي اجراء تعديلات طفيفة على الاتفاق السياسي.
من جانبه اشار عضو لجنة الحوار السياسي أشرف الشيخ بأنّ المادة 12 من الأحكام الاضافية تعرضت الى فرضية وقوع خلاف حول تطبيق الاتفاق السياسي ونصت على تشكيل لجنة من البرلمان والمجلس الاعلى للدولة .
حراك اقليمي
الى ذلك يتواصل حراك دول الجوار والاقليم لحل الازمة السياسية الراهنة في ليبيا، اذ جدد الوزير الجزائري المنتدب للشؤون المغاربية والافريقية عبد القادر مساهل لدى لقائه المبعوث الاممي مارتن كوبلر رفض بلاده التدخل الخارجي في ليبيا أوممارسة ضغوطات على أطراف الصراع ،فيما أعلنت الكونغو عقد اجتماع الجنة الرؤساء في الخامس و العشرين من جانفي الحالي للتشاور حول ازمة ليبيا .
ويرى متابعون للشأن الليبي بان دول الجوار تسابق الزمن لحلحلة الازمة السياسية في ليبيا قبل موعد تسلم الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب لمنصبه بسبب خوفهم من تغيير في سياسة واشنطن في المنطقة ،وعلى الرغم من تعدد المقترحات والمبادرات إلا أن دول الجوار اصطدمت باستمرار ضعف وتفكك المجلس الرئاسي الذي أصبح جزءا من المشكل بدل المساعدة في بلوغ الحل .
«سبها» تغرق في الفوضى
في خطوة مفاجئة أعلن الناطق الرسمي باسم القوة الثالثة المتحركة محمد قليوان تقديم استقالته من منصبه احتجاجا على عدم وجود دعم من المجلس الرئاسي ، ومضيفا بأن عناصر القوة الثالثة المكلفة بحماية سبها والجنوب لم تتلق الرواتب منذ عام ونصف العام .
وتتواجد في سبها قوتان مسلحتان مختلفتان واحدة تابعة لطبرق وثانية تابعة للرئاسي وكل قوة منهما تريد السيطرة على المدينة والمواقع العسكرية الحيوية . مما أثر بالسلب على الوضع الامني في المنطقة التي تعاني نزاعا قبليا قديما جديدا . وكان مركز شرطة سبها كشف وأعلن تسجيل 253 قتيلا خلال 2016 منهم 184 ليبيا ،والبقية من جنسيات افريقية وتسجيل اختطاف نجل وكيل بلدية سبها أمس الاثنين من طرف مجموعة مسلحة مجهولة .