أدلى كبار مسؤولي المخابرات الأمريكية بشهاداتهم امس الخميس عن عمليات تسلل إلكتروني تردد أن روسيا نفذتها خلال الحملة الانتخابية الرئاسية العام 2016 رغم أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يشكك فيما توصلت إليه وكالات المخابرات بأن روسيا وراء تلك العمليات.يأتي ذلك قبل يوم واحد من استقبال ترامب لمديري وكالات المخابرات لإطلاعه على عمليات الاختراق الإلكتروني التي استهدفت الحزب الديمقراطي.
ويلوح صراع بين ترامب والديمقراطيين وأعضاء حزبه الجمهوري في الكونغرس الذين يشعر كثير منهم بالقلق من روسيا ولا يثقون في مديح ترامب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجهوده لرأب الصدع بين الولايات المتحدة وروسيا.ومن المقرر أن يمثل أمام لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ والتي يرأسها الجمهوري جون مكين -وهو من منتقدي بوتين- كل من مدير المخابرات العامة جيمس كلابر ومدير وكالة الأمن الوطني مايك روجرز ووكيل وزارة الدفاع لشؤون المخابرات مارسيل ليتر.وتقول وكالات المخابرات الأمريكية إن روسيا كانت وراء عمليات اختراق لمنظمات تابعة للحزب الديمقراطي وعمليات سرية قبل الانتخابات الرئاسية وهو استنتاج أيدته عدة شركات خاصة تعمل في مجال أمن المعلومات. وتنفي موسكو تلك المزاعم.
وقال مسؤولون بالمخابرات الأمريكية إن عمليات الاختراق الروسية كانت تهدف لمساعدة ترامب على إلحاق الهزيمة بمنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في الثامن من نوفمبر. ويعتقد عدد من الجمهوريين بحدوث تسلل إلكتروني خلال الانتخابات لكنهم لم يربطوا ذلك بمسعى لمساعدة ترامب على الفوز.
تضارب في المعلومات
وكانت وثائق سرقت من اللجنة الوطنية الديمقراطية ومن جون بوديستا مدير حملة كلينتون قد سربت إلى وسائل الإعلام قبل الانتخابات ما سبب حرجا لحملة كلينتون.
وفي تدوينة له على تويتر أمس الأول قال ترامب إن مؤسس موقع ويكيليكس «جوليان أسانج قال إنه كان بإمكان فتى عمره 14 عاما أن يخترق حسابات بوديستا- فلماذا كانت اللجنة الوطنية الديمقراطية بكل هذا القدر من اللامبالاة؟ كما قال إن الروس لم يوفروا له المعلومات!»
كما نقل ترامب عن أسانج قوله لفوكس نيوز إن تغطية وسائل الإعلام الأمريكية للأمر افتقرت للنزاهة بشكل كبير.وقدم خمسة ديمقراطيين بمجلس الشيوخ أمس الأربعاء تشريعا يدعو لإنشاء لجنة مستقلة غير حزبية للتحقيق بشأن التدخل الروسي في الانتخابات. ورشح ترامب أشخاصا تعتبر مواقفهم ودية تجاه موسكو لمناصب قيادية في إدارته من بينهم ريكس تيلرسون المرشح لوزارة الخارجية الذي قلده بوتين وسام الصداقة العام 2013 أثناء توليه الرئاسة التنفيذية لشركة إكسون موبيل.