مبادرة كيري لإحياء عملية السلام: رؤية «الوقت بدل الضائع» قبيل مغادرة باراك أوباما للبيت الأبيض

لاقت المبادرة لتي طرحها وزير الخارجية الامريكي جون كيري امس الاول لإحياء عملية السلام بين الفلسطينيين وكيان الاحتلال الاسرائيلي ترحيبا عربيا لم يخل من التشكيك في مدى الالتزام الدولي والمحلي بتنفيذ الخطة التي احتوت على 6 نقاط هامة قال كيري انها «رؤية شاملة»

لعملية السلام المتعثرة، مؤكّدا على ان حل الدولتين «هو الطريق الوحيد إلى السلام» بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وواجهت تصريحات كيري «غضبا» اسرائيليا مقابل ترحيب مصري- اردني -فرنسي .

وجاء خطاب كيري بعد سنوات من تعثر مفاوضات السلام بين الطرفين والتي توقفت في افريل سنة 2014، نتيجة التعنت الاسرائيلي واستمرار سياسة الاستيطان التي تتبعها سلطات الاحتلال .وفي خطابه أمس الاول دعا كيري الإسرائيليين والفلسطينيين إلى اتخاذ 6 مبادئ كطريق إلى «مفاوضات جدية» من أجل السلام، تشمل الاعتراف بحدود دولية أساسها عام 1967 المحددة في قرار مجلس الأمن رقم 242.

والمبدأ الثاني، وفق كيري، هو «تنفيذ رؤى الأمانة العامة للأمم المتحدة المتمثلة في القرار 181 من وجود دولتين بشعبين، احداهما عربية، والأخرى إسرائيلية، وباعتراف متبادل وبحقوق كاملة متساوية لكل مواطنيهما».وأشار وزير الخارجية الأمريكي إلى أن المبدأ الثالث يتضمن «تقديم حلّ عادل، مقبول وواقعي لأزمة اللاجئين الفلسطينيين».والمبدأ الرابع، بحسب كيري، أن تكون القدس «عاصمة معترف بها لكلا الدولتين»، وحماية وضمان حرية الوصول إلى المواقع المقدسة بما يوافق حالة الوضع الراهن. ولفت كيري إلى ضرورة «الإيفاء بمتطلبات أمن «إسرائيل» ووضع حد نهائي للاحتلال» الذي تمارسه القوات الاسرائيلية للأراضي الفلسطينية منذ عام 1967، وأن تضمن المفاوضات لإسرائيل «الدفاع عن نفسها بشكل فعال»، وتمكن «فلسطين من تقديم الأمن لشعبها في دولة ذات سيادة منزوعة السلاح»، وذلك كمبدإ خامس. وطالب كيري في المبدإ السادس الذي اقترحه بـ»إنهاء النزاع حول جميع القضايا العالقة بما يسمح بتطبيع العلاقات وتعزيز الأمن الإقليمي للجميع كما حددته المبادرة العربية للسلام».

وفي هذا الخطاب دافع كيري بشدّة عن قرار مجلس الأمن الدّولي الأخير بإدانة الاستيطان وهو القرار الذي لم تعارضه واشنطن عبر الامتناع عن التصويت. وقال كيري إن هذا القرار «يهدف إلى الحفاظ على حلّ الدولتين» الذي «بات في خطر». وخلف هذا التحول في السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية في الوقت بدل الضائع من مغادرة الرئيس باراك اوباما للبيت الابيض يوم 20 جانفي المقبل ، عديد التساؤلات حول أبعاد ذلك وتداعياته على مسار القضية بشكل عام علما وانّ الموقف الامريكي كان منذ البداية داعما لكيان الاحتلال .

«رؤية الوقت بدل الضائع»
في هذا السياق قال الكاتب الفلسطيني فادي عبيد لـ«المغرب» أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عرض رؤية الوقت بدل الضائع ، مضيفا انه توقف عند عناوين تبدو جديدة ومختلفة لكنها بلا قيمة في هذه المرحلة بالذات .
وعن التغير في الاستراتيجية الامريكية ازاء القضية الفلسطينية اجاب محدّثنا انه لا يمكن الحديث عن تغير استراتيجي في السياسة الأمريكية لأن المسألة مبنية على إدارة وليست أشخاصا، وتابع «إسرائيل و أمريكا حليفان أبديان وهذا لن يتغير ، حتى الإدارة المنصرفة التي يمثلها كيري هي من وقعت أضخم اتفاق مساعدات عسكرية للكيان الإسرائيلي وهذا الأمر مجرد مثال لا حصر للدعم الأمريكي للاحتلال فما تابعناه مؤخرا من انتقادات إعلامية متبادلة بين الطرفين أمر عابر لا يشي بأي تصحيح في السياسة الأمريكية تجاه الفلسطينيين ، النفوذ الذي يتمتع به اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة مؤثر بشكل كبير و يفرض نفسه على سياساتها لجهة دعم إسرائيل».

وعن المتغيرات التي شهدتها القضية الفلسطينية خلال سنة 2016 قال الكاتب فادي عبيد انّ عام 2016 لم يحمل تغييرا كبيرا على مختلف الأصعدة ؛ ولعل أبرز ما سجل كان في الربع الأخير منه وتحديدا قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334 بشأن إدانة الاستيطان في الضفة الغربية و القدس المحتلتين ، مشيرا الى أنّ ما تحقّق جيّد لكن ينبغي البناء عليه وهذه مسؤولية المستوى الرّسمي الفلسطيني.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115