ليبيا: تصعيد أمني يهدّد بنسف التسوية السياسية

انهى رئيس الحكومة المكلف فائز السراج زيارته الى الجزائر حيث أجرى لقاءات مع المسؤولين الجزائريين على رأسهم عبد المالك سلال والوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والافريقية عبد القادر مساهل بحثا عن مصلحة الأزمة الليبية ، في ذات الوقت عرفت ليبيا تصاعدا

لافتا في الجانب الامني والعسكري تمثل في مواجهات مسلحة بين مليشيات طرابلس واستعداد ما يعرف بسرايا الدفاع عن بنغازي و مليشيات الجفران لمهاجمة الهلال النفطي للمرة الثالثة، وكذلك المجاهرة بتحالف المجلس العسكري مصراته مع سرايا الدفاع عن بنغازي بعد عقد اجتماع مشترك بمصراته .

وكانت مصادر ديبلوماسية جزائرية أكدت أن الحكومة الجزائرية تسعى جديا لإطلاق حوار مباشر بين الفرقاء الليبيين ،خاصة بعد استقبالها لكل من القائد العام للجيش خليفة حفتر ورئيس البرلمان عقيلة صالح وعلي الصلابي ثم بعد ذلك رئيس الحكومة فائز السراج .
ويخشى مراقبون أن تنسف الأحداث الحاصلة في طرابلس والتحشيد لمهاجمة الهلال النفطي محاولات حل الازمة السياسية ، من جانبها اعلنت القيادة العامة للجيش جاهزيتها لتدمير أي مجموعات تهاجم الموانئ النفطية وتنفيذا لذلك الإعلان قام سلاح الجو التابع لقوات حفتر بقصف مقر الكتيبة 199 في الجفرة ، مؤكدة أن ذلك المقر يحتوي على مخزن ذخيرة واليات عسكرية ، في عملية استباقية تؤكد تصميم قوات حفتر على عدم التفريط في الموانئ النفطية التي تمثل ورقة ضغط سياسية في أي مفاوضات مقبلة .

في هذا السياق تساءل الناشط السياسي المختار الجدال خلال حوار مع إحدى الفضائيات المحلية ما الذي تريده مليشيات الغرب الليبي والمجلس الرئاسي من وراء تكرار الهجمات على الهلال النفطي؟ فالجيش عندما سيطر على الموانئ سلمها لحرس المنشآت والمؤسسة الوطنية للنفط هي المشرفة على التصدير وايرادات التصدير تذهب لحساب مصرف طرابلس . يشار الى انّ حلفاء مليشيات تيار الاسلام السياسي والداعمين للمجلس الرئاسي وخاصة بريطانيا، نصحوا تلك المليشيات بأنه عليها أن تسيطر على الحقول والموانئ النفطية قبل تاريخ 20 جانفي القادم موعد دخول الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب للبيت الابيض إذا أرادت ضمان اعترافه بها ودعمها فالرئيس الأمريكي سوف يتعامل مع الطرف المسيطر على النفط .

فشل غربي
على مدى السنوات الفارطة فشلت جهود الغرب بقيادة الولايات المتحدة و بريطانيا في توطين الاسلام السياسي في ليبيا ، وأصبح الاتحاد الأوروبي على قناعة الآن بأن الارهاب القادم من ليبيا يهدد داخل أراضيه. لذلك تخلى الإتحاد الأوروبي عن فكرة دعم تيار الاسلام السياسي ، اذ ساهمت السياسات الخارجية الأوروبية الفاشلة كذلك في صعود اليمين المتطرّف، وأمام هذه التحولات والتغيرات لم يجد داعمو الاسلام السياسي وجماعة الاخوان المسلمين من طريقة سوى نصح أخوان ليبيا بضرورة السيطرة على النفط ، لذلك سوف يكون الهجوم الوشيك على الهلال النفطي قويا و علي غير العادة وربما لذلك السبب قامت قوات حفتر بعملية استباقية من خلال قصف الجفرة .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115