والذي تم بمقتضاه تأسيس المنتدى المشترك وذلك بحضور ثلة من المثقفين والمفكرين والنشطاء الحقوقيين والمدنيين.
ودعا المشاركون في الندوة إلى ضرورة الحفاظ على استقلال القرار الوطني ومنح الأولوية لإيجاد حلول بين أبناء «الامم الأربع» للقضايا الملحة المطروحة، بما يحميها من مخاطر التدخلات الخارجية ويعزز القدرات الذاتية لدولها.
من جانبه أكّد خالد شوكات رئيس المعهد العربي للديمقراطية خلال الندوة انّ المصالح المشتركة لشعوب المنطقة وبالأخص الامم الأربع (الكردية التركية الايرانية والعربية ) تفرض ضرورة الاصطفاف لمواجهة التحدي المشترك وهو الارهاب ، مُشيدا بالدور الكبير والفاعل الذي يجب ان يلعبه المفكر لمحاربة الارهاب عبر السير في انجاح المسار الديمقراطي.
وأضاف شوكات انّ مبادرة «الامم الأربع» انطلقت من مفهوم انّ المشروع الديمقراطي وان مواجهة التحدي الارهابي ليس مسؤولية المؤسسات الرسمية فحسب ، مشيرا الى انّ المعركة ليست معركة امنية وعسكرية فقط بل لها ابعادها الثقافية والدينية والتربوية والفكرية والروحية .
وأشار رئيس المعهد العربي للديمقراطية خلال كلمته الى أنّ هناك اطرافا لابد ان تقوم بدور مهم لربح هذه المعركة ضد الارهاب و لهزم مشروع الدم والخراب والفوضى ، مضيفا ان دور المفكر والمثقف والباحث يأتي في هذه الجزئية ، ليلعب بذلك دورا طلائعيا في ايجاد حلّ جذري لهذه المشكلة وفي ارشاد وتوجيه ونصح مراكز القرار الرسمية التي يبدو انها تفرّقت وتصادمت فيما بينها لاعتبارات متعددة منها ماهو داخلي -يهم هذه المنطقة التي تنتمي اليها الامم الأربع - ومنها ماهو متعلق بمصالح الدول الكبرى المتصارعة حول هذه المنطقة على حدّ تعبيره.
واعتبر ان مبادرة «الامم الأربع» تنطلق ايضا من تقديم لأهمية الدور الذي يلعبه المجتمع المدني في المتغيرات الراهنة ، مضيفا ان الحديث عن تميز التجربة التونسية -والتي استطاعت ان تحمي توجهها وان لا تسير في اتجاه الوراء او في اتجاه الفوضى مثل باقي دول الربيع – يرجع الى حركية المجتمع المدني وتطوره في هذا البلد .
من الصّدام الى الحوار
على صعيد متصل قال الكاتب العراقي الكردي شيرزاد نجار على هامش الندوة أنّ العلاقات بين «الأمم الأربع» متوترة وتشهد صراعات متأججة ، قائلا انّ الاوان اليوم لتحويل العلاقات الصدامية الى علاقات حوار لأجل مصلحة المنطقة عامة ».
وأضاف نجار «انّ جمع متناقضين مثل الارهاب والديمقراطية ، يجب ان يتمّ عن طريق مكافحة الارهاب بالديمقراطية. وقال «صحيح انّ الديمقراطية تنتج حلولا ولكنها ايضا تفرز مشاكل ، إلا انها بفتحها الابواب امام المساواة والحرية وسوء استغلال البعض لذلك قد استغلها تجار الإرهاب». ودعا الباحث الكردي العراقي الى ضرورة خلق توازن بين الحقوق والحريات ما من شأنه محاربة الارهاب .
«اعلان تونس» ومنتدى سنوي مشترك
يشار الى انه في ختام الندوة أصدر المشاركون «اعلان تونس» والذي تضمن جملة من الأهداف سيتم العمل على تحقيقها أولها العمل على تقريب وجهات النظر بين «الامم الأربع» بما يساعدها على إيجاد حلول ملائمة للقضايا الكبرى المطروحة عليها. وثانيها المساهمة في نشر ثقافة الحوار ودعم القيم الإنسانية ومحاربة الأفكار والمشاريع المتعصبة والمتطرفة والإرهابية العاملة على تخريب المنطقة وتدمير ماضيها وحاضرها ومستقبلها، بالإضافة الى تشجيع مراكز القرار على بناء سياسات حكيمة قائمة على تعميق قنوات التواصل البناء والتعاون والعمل المشترك بين دول وأقاليم الأمم الأربع بما يساعدها على ضمان مصالحها وتحقيق تطلعاتها.
وتمخضت الندوة التي استمرت على امتداد ثلاثة ايام عن تنظيم « المنتدى المشترك لحوار الأمم الأربع» سنويا، مع السعي إلى استضافة المنتدى من قبل الأمم الأربع بالتتابع فيما بينها، والى توسيعه ليضم عددا أكبر من المثقفين والنشطاء المدنيين، وليمثل منظمات المجتمع المدني في المنطقة بأممها جميعا. بالاضافة الى إطلاق موقع على الانترنت وصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي، تشكل أدوات لتحقيق اكبر قدر من التواصل والتفاعل مع أبناء المنطقة والتعريف على نحو أوسع بأهمية المبادرة.
خطوات لمجابهة الارهاب
وفي خاتمة أشغال الندوة اتفق المشاركون على تبني عدة مواقف حيال قضايا المنطقة الرئيسية اهمها المساهمة في العمل على تعبئة جميع القوى الديمقراطية والتحررية والتنويرية، لمجابهة المشروع الإرهابي الداعشي وسائر المشاريع المجابهة.
يشار الى انّ الندوة الدولية شهدت حضور ثلة من المفكرين والباحثين العرب والأكراد والأتراك والإيرانيين، من بينهم الكاتب عبد الحسين شعبان من العراق، والباحث والمفكر امين شيرزاد النجار من كردستان العراق والمفكر صلاح بدر الدين من كردستان سوريا، والمحلل والباحث محمد صالح صدقيان من إيران و الكاتب نوزاد صواش من تركيا وغيرهم من الباحثين العرب.