خلال القمة الأوروبية في بروكسل: زعماء الاتحاد الأوروبي يبحثون ملفّات روسيا وبريكست والنزاع السوري

عقد رؤساء دول وحكومات الاتحاد الاوروبي قمة امس الخميس في بروكسل تهيمن عليها ملفات ساخنة مثل الوضع في سوريا وازمة اللاجئين والعقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا بسبب دورها في اوكرانيا، في ختام سنة هيمن عليها قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد.

وبعد يوم من المحادثات بشأن المهاجرين وتركيا وروسيا والدفاع في عهد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب واقتصاد منطقة اليورو سيودع الزعماء رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماى ثم يجتمعون على مأدبة عشاء للاتفاق على كيفية خروج بريطانيا من الاتحاد.
وقال دبلوماسيون ومسؤولون شاركوا فى إعداد المجلس الأوروبي ربع السنوى أن التوصل إلى إجماع بشأن الإجراءات التي ستقرها الدول السبع والعشرون الأعضاء فور إعلان ماي انسحاب بريطانيا رسميا من الاتحاد يعد من بين القضايا التى لا تشهد انقساما كبيرا على طاولة البحث. وقال مسؤول كبير بالاتحاد الأوروبي «نحن نسير في حقل ألغام.»

مشاركة زعماء 28 دولة
وبدأ الزعماء الثماني والعشرون القمة باستعراض ما تم التوصل إليه بشأن التعامل مع الأزمة التى تفجرت العام الماضى عندما وصل إلى أوروبا ما يزيد عن مليون شخص -الكثير منهم لاجئون سوريون- أغلبهم وصل عبر تركيا بقوارب إلى الجزر اليونانية.
وسيؤكد الزعماء التزامهم بالحفاظ على تعهداتهم للرئيس التركى رجب طيب أردوغان رغم الغضب من حملة على معارضيه بعد محاولة انقلاب وقعت قبل ستة أشهر.كما تعمل بروكسل على كبح الهجرة من أفريقيا إلى إيطاليا من خلال الضغط على الحكومات هناك بتقديم مساعدات مالية وترحيل المهاجرين غير الشرعيين.

وستغيب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي عن مأدبة العشاء لتسمح لنظرائها ببحث تفاصيل النهج الذي سيتبعونه في المفاوضات مع بريطانيا بعد تفعيلها آلية الانفصال.وحذر مسؤول أوروبي كبير قبل القمة من «اننا نسير في حقل ألغام، ثمة نقاط نقاش كثيرة على جدول الأعمال يمكن أن تسير في اتجاه خلافي»، من أصل جدول أعمال يشمل أيضا تحريك الدفاع الأوروبي.

ومن المتوقع أن يتوصل القادة الـ28 الى توافق على تمديد العقوبات الاقتصادية المفروضة على موسكو منذ 2014 اثر اسقاط طائرة الخطوط الجوية الماليزية «إم إتش 17» فوق المنطقة التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا في شرق أوكرانيا، ما أسفر عن سقوط 298 قتيلا، وهو ما طالبت به المستشارة الألمانية انجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الثلاثاء.

ويقوم الاتحاد الاوروبي الذي يدين ضم روسيا القرم والانتهاكات الروسية لوحدة وسلامة أراضي أوكرانيا، بتمديد هذه العقوبات بانتظام منذ سنتين.
وان كانت بعض الدول مثل ايطاليا تبدي تحفظات على مواصلة فرض هذه العقوبات الى ما بعد جانفي، إلا أن مسؤولا ألمانيا توقع الأربعاء «أن يتم توافق» بين الدول الـ28.

وستكون روسيا ماثلة على طاولة المباحثات ايضا حين يناقش القادة الـ28 اتفاق الشراكة بين الاتحاد الاوروبي واوكرانيا، وقد أبرمته جميع البلدان باستثناء هولندا، إذ رفضه الهولنديون في استفتاء.
ويطالب رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي بـ»ضمانات» من اجل الاخذ بنتائج التصويت بدون عرقلة اقرار الاتحاد الاوروبي للمعاهدة. واوضح دبلوماسي اوروبي ان المطلوب هو ان «يكون من الممكن القول بأن هذا الاتفاق لا يمهد لانضمام أوكرانيا الى الاتحاد.وحذر دبلوماسي آخر بانه «في حال عدم ابرام الاتفاق فسيكون هذا انتصارا لروسيا».

المجهول مع انتخاب ترامب
في المقابل، قال دبلوماسي اوروبي ان «لا إجماع بشأن عقوبات مرتبطة بسوريا، لا سيما مع استحالة تبين نوايا الإدارة الأميركية المقبلة» حيال موسكو، ومع دعوة الرئيس المنتخب دونالد ترامب الى تقارب في العلاقات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، حليف النظام السوري.

غير ان مسودة خلاصات للقمة نشرتها» وكالة فرانس براس» تندد بشدة بالهجوم الذي شنه «النظام السوري وحلفاؤه لا سيما روسيا على حلب»، منتقدة «استهداف المدنيين والمستشفيات بصورة متعمدة».ويشير النص المؤقت الى ان الاتحاد الاوروبي «يدرس كل الخيارات المتاحة»، من غير أن يذكر امكانية فرض عقوبات على روسيا.

لكنه يضيف ان «الامور يمكن ان تتطور» على ضوء الوضع الميداني في حلب حيث يستعد آلاف المقاتلين والمدنيين للخروج بعد اتفاق برعاية روسية وتركية، وبعدما اقتربت قوات النظام من السيطرة على المدينة بكاملها.

الهجرة وبريكست
على صعيد ازمة المهاجرين، سيشدد القادة الـ28 على اهمية الاستمرار في تطبيق الاتفاق الاوروبي التركي الذي تم التوصل اليه في مارس وسمح بالحد بشكل كبير من تدفق المهاجرين الى اليونان عبر بحر ايجه. اما بالنسبة لتوافد المهاجرين باعداد كثيفة الى السواحل الايطالية، فسيطالبون بمواصلة الجهود الاوروبية من اجل التوصل الى اتفاقات مماثلة مع الدول الافريقية.

ومثلما سبق وحصل في اجتماعات سابقة، ستغيب تيريزا ماي عن عشاء العمل مع نظرائها تاركة القادة الـ27 الآخرين يبحثون طريقة تعامل الاتحاد في المفاوضات حول خروج بلادها من الاتحاد الاوروبي.
ومن المتوقع، بحسب مصدر أوروبي ان يتفق القادة على نص قصير يدعو الى «بدء المفاوضات بأسرع ما يمكن» مع لندن بعد تفعيل المادة 50 من معاهدة لشبونة التي ستطلق رسميا آلية خروج بريطانيا.
وستشدد الوثيقة على «الاستعداد للتفاوض» فور تلقي البلاغ الذي تعهدت حكومة تيريزا ماي المحافظة بتوجيهه بحلول 31 مارس 2017.

وأوضح دبلوماسي أوروبي ان الهدف هو «إعداد آليتنا وتدابيرنا لنكون مهيئين للتحرك»، مشيرا الى ان المحادثات لن تتطرق خلال العشاء الى جوهر المفاوضات المقبلة مع لندن، بل سيتم «توضيح» الادوار في المفاوضات المقبلة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115