الباحث في الشؤون الروسية د.خالد ممدوح العزي لـ «المغرب»: «حرب سوريا هي حرب النفط وتمرير خطوط الطاقة المتجهة نحو أوروبا »

قال د. خالد ممدوح العزي الباحث في الشؤون الروسية ان تصويت البرلمان التركي بالموافقة على الشروع بتمديد خطوط الغاز الروسية المتجهة نحو اوروبا والتي باتت تعرف بالأنابيب الحمر وهي بداية مرحلة جديدة من العلاقات بين تركيا وروسيا . ورأى ان هذا الاتفاق سيكون

له تداعيات على الملف السوري باعتبار ان روسيا ستعمل على انهاء الحرب لأن الشروع بمد خط الغاز عبر الاراضي السورية مرتبط بالاستقرار في هذا البلد.

• ما قراءتكم للاتفاق الجديد بين تركيا وروسيا على خط الغاز؟
لطالما حاولت روسيا استخدام ما تمتلكه من ثروة في المجال الطاقي في اتجاه اوروبا لكونها المصدر الاساسي للغاز والنفط الى القارة العجوز . من هنا كانت روسيا تعمل على تجنب تركيا وعدم الاشتباك معها لتمرير خط النفط الى المناطق الواقعة في الجنوب الاوروبي . وقد امتنعت بلغاريا عن تسيير هذا الخط عبر اراضيها بعد العقوبات الغربية والاوربية في عام 2014 بعد احتلال روسيا لجزيرة القرم .

• وأية تداعيات لهذا الاتفاق على الملف السوري؟
لابد من القول بان حرب سوريا هي حرب النفط وتمرير خطوط النفط المتجهة نحو اوروبا وهذه الخطوط الثلاثة (العربية /الروسية / الايرانية )هي التي اشعلت شرارة الحرب الدولية والصراع الدائر في سوريا . مع اندلاع الاحداث السورية تسابقت كل من ايران وروسيا على احقية تمرير خطوط الغاز ..وقد سعت روسيا الى عدم الدخول في أي صراع مع تركيا حتى المدة الاخيرة . ولكن بعد الخلاف الذي نشب بينهما في اكتوبر من العام الماضي بسبب اسقاط طائرة السخوي وما تلاه من قطع العلاقات بين البلدين ، كاد المشروع الروسي ان يفقد النور .

ايران من جهتها كانت تعمل بطريقة او بأخرى لأنهاء الحرب السورية من اجل تمرير خط النفط خاصة بانها وقعت مع البرلمان العراقي في فيفري من عام 2013 تمرير خط النفط والغاز الايراني عبر سوريا ولبنان وصولا الى اوروبا. ونلاحظ انه بعد تطبيع العلاقات بين موسكو وانقرة عاد العمل باتفاقية «ساوث ستريم»أو « السيل الجنوبي “ ابتدأ من العام الحالي . وينص الاتفاق على منح شركة (غاز بروم الروسية ) تمرير هذا الخط الذي كان مقررا أن يمر تحت مياه البحر الأسود من روسيا الى بلغاريا ثم الى وسط أوروبا .

• اذن هل هناك صراع آخر خفي بين الحلفاء انفسهم على مد انابيب النفط؟
اعتقد ان روسيا لن تسمح بأي شكل من اشكال المنافسة على الاســـــواق الاوروبية حتى ان كان الامر يتعلــق بايران التي تسعى من جهتها الى مد هذا الخط مع اوروبا.
روسيا حصلت اليوم على ما تريده في سوريا من خلال تكريس وجودها العسكري في قاعدتين عسكريتين مع ضمان مرور خط الغاز بالقرار امريكي . وروسيا دخلت في تحالف مع انقرة نظرا لتشابك المصالح فالروس يعلمون بانه لا يمكن حل الملفات الشائكة -ومنها الملف السوري- دون تنسيق مع تركيا والاعتراف بنفوذها وهذا مما شاهدناه في الاستثمارات التركية في القرم بعد ان كانت الاخيرة ترى بان ضم الجزيرة يشكل خطرا على اتراك القرم . وبالتالي هناك مصالح متبادلة بين الطرفين تتطلب استقرار المناطق الاسلامية في روسيا ودول اسيا الوسطى ومناطق الصراع في ناغورني كراباخ لان هذه المناطق تدين بالقومية التركية والمذهب الاسلامي السني .

وهنا لابــد من القول بان روسيا كانت مجبرة على العودة الى تركيا وتطبيع العلاقات معها من خلال مبدإ المصالح الاقتصادية والمالية فكان الاتفاق على تطوير الاستثمارات الاقتصادية والسياحية المتبادلة مع تركيا في مقدمتها احياء خط الغاز مجددا.
لذلك صوت البرلمان التركي بالموافقة على الشروع بتمديد خطوط الغاز الروسية المتجه نحو اوروبا والتي باتت تعرف بالأنابيب الحمر.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115