بعد تجميد مفاوضات دخول أنقرة إلى الاتّحاد الأوروبي: تركيا تهدّد أوروبا بفتح الحدود أمام المهاجرين وألمانيا تقلّل من قيمة التهديد

حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الجمعة من أن تركيا قد تفتح أبوابها أمام المهاجرين إلى أوروبا إذا ما دفعها الاتحاد الأوروبي الى ذلك. جاءت تصريحات أردوغان بعد يوم من تصويت البرلمان الأوروبي على وقف محادثات انضمام تركيا للتكتل مؤقتا.
وقال أردوغان

في تصريحات بثّت على الهواء أدلى بها خلال مؤتمر عن العدالة للنساء في اسطنبول «إذا ذهبتم إلى ما هو أبعد من ذلك فستفتح أبواب هذه الحدود. لن أتأثر أنا أو شعبي بهذه التهديدات المملّة. لا يهمّ لو أيدتم جميعا تصويت (البرلمان الأوروبي).»
وأضاف أن اقتراحا مثيرا للجدل للحزب الحاكم يتيح إفلات الرجال المتهمين بارتكاب انتهاكات جنسية من العقوبة لم يعد بعناية وعبر عن اعتقاده أن الأمر سيحال من جديد إلى البرلمان. ويجيز الاقتراح تأجيل الحكم بعقوبة في حالات الانتهاكات الجنسية لأجل غير مسمى إذا ارتكبت «دون استخدام القوة أو التهديد أو الخداع» قبل 16 نوفمبر 2016 إذا تزوج المعتدي من الضحية.

طوفان من المهاجرين
كما حذر رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدرم، أمس الأول، من أنه بدون مساعدة تركيا فإن أوروبا قد «تغمرها» موجات من المهاجرين، معتبراً أن قطع المحادثات مع الاتحاد الأوروبي سيكون ضارا لأوروبا أكثر بكثير من تركيا.
وقال يلدرم في تصريحات بثت على الهواء في التلفزيون: «نحن أحد العوامل التي تحمي أوروبا. إذا تركنا اللاجئين يعبرون فإنهم سيتدفقون على أوروبا ويجتاحونها. تركيا تحول دون ذلك».وتابع: «أعترف بأن قطع العلاقات مع أوروبا سيضر تركيا، لكنه سيضر أوروبا بخمسة أو ستة أمثال».

«تهديد لا يؤدي إلى نتيجة»
من جهتها اعتبرت الناطقة باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن «تهديد» الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا «لا يؤدي إلى نتيجة» وذلك بعدما هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بفتح الحدود أمام المهاجرين الراغبين في التوجه إلى أوروبا.
وقالت اولريكي ديمير «نعتبر الاتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي نجاحا مشتركا، والاستمرار به يصب في مصلحة كل الأطراف»، مؤكدة أن «تهديدات من الجانبين لا تؤدي إلى نتيجة». وجاءت تهديدات أردوغان بعدما اعتمد البرلمان الأوروبي قرارا غير ملزم يدعو إلى «تجميد مؤقت» لمفاوضات انضمام أنقرة إلى الاتحاد.

« نحتاج إلى دعم الغرب»
من جهته قال نائب رئيس وزراء تركيا نعمان قورتولموش إن بلاده تواجه تهديدات إرهابية من ثلاثة تنظيمات مختلفة وتحتاج الى دعم دول الغرب في مواجهتها.
وقال قورتولموش من «تشاثام هاوس» (المعد الملكي للدراسات الدولية) في لندن إن تركيا هي «جزيرة الاستقرار» في منطقة تسودها الاضطرابات لكنها تواجه تهديدات من تنظيم الدولة الإسلامية وحزب العمال الكردستاني وأتباع الداعية الإسلامي فتح الله غولن الذي يعيش في الولايات المتحدة وتتهمه أنقرة بأنه العقل المدبر للانقلاب الفاشل في 15 جويلية.

وقال قورتولموش «نحن في حالة حرب مع تنظيمات إرهابية ونحتاج إلى مساعدة المنظمات الغربية.» وأدت محاولة الانقلاب وتداعياتها إلى تدهور العلاقات بين تركيا والغرب. وصوت أعضاء البرلمان الأوروبي هذا الأسبوع على تعليق محادثات انضمام تركيا للاتحاد مؤقتا بسبب رد فعل أنقرة «غير المتناسب» على الانقلاب الفاشل.

وقال ساسة أتراك إن هذه الخطوة ستكون أكثر ضررا على أوروبا إذ أنها قد تفتح الأبواب لتدفق المهاجرين إلى أراضيها. لكن قورتولموش قال «إن أنقرة لن تحول نهجها في السياسة الخارجية بعيدا عن الغرب». وأضاف قورتولموش «ستستمر تركيا في تنويع سياستها الخارجية المتعددة الأطراف وتقييمها استنادا إلى مصالحها القومية.» واعتبر قورتولموش أن الأمم المتحدة فقدت القدرة على حل مشاكل العالم السياسية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115