الأهداف المزدوجة للاعتقالات في تركيا: أردوغان يقترب من تحقيق حلمه بتغيير نظام الحكم

أعلنت السلطات التركية أمس عزل 15 ألف موظف من العاملين في الخدمة المدنية والقطاع العسكري، فيما جرى إغلاق 500 مؤسسة ووسيلة إعلام ، علاوة على إصدار مذكرة اعتقال بحق زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني السوري صالح مسلم، ووجّه اليه اتهام بالتورّط

في تفجير أنقرة في شهر فيفري الماضي. الاعتقالات ليست الأولى في تركيا ، فمنذ إعلان فشل الانقلاب منتصف شهر جويلية الماضي ، شنّت السلطات التركية حملة اعتقالات طالت مختلف المجالات والميادين في خطوة استنكرها المجتمع الدولي وذلك نتيجة توسّع رقعتها لتطال عشرات الآلاف .

الحملة ليست الأولى في تركيا إلا أنها الحملة التي تلت إفشال الانقلاب وكانت الأوسع من حيث العدد، حيث شهدت السنوات الثلاث الأخيرة اعتقالات وإقالات ومحاكمات طالت صحفيين وقضاة وسياسيين في إطار ما يقول مراقبون انه سعي اردوغاني لبسط هيمنته ونفوذه على كافة مفاصل الدولة. ويرى مراقبون أنّ المحاولة الانقلابية الفاشلة أعطت حكومة أردوغان ضوءا اخضر لمواصلة هذه الحملة والتخلص من أعدائه في كافة المجالات مستغلاّ في ذلك المحاولة الانقلابية التي نفذتها قيادات في الجيش التركي .

ويضاف المعزولون الجدد إلى نحو 110 آلاف موظف حكومي، عسكري ومدني، جرى عزلهم منذ المحاولة الانقلابية . ويرى المنددون بسياسة الاعتقالات التي تعتمدها السلطات التركية أن رجب طيب أردوغان يحاول تحقيق أهداف مزدوجة كثمار لمحاولة الانقلاب الفاشلة أولها تصفية خصومه السياسيين -على رأسهم عدوه اللدود الداعية الإسلامي فتح الله غولن -وكل من هو غير متوافق مع سياسته وهوية الدولة التركية ، وثانيها القضاء على نفوذ حزب العمال الكردستاني نظرا للعداء المستمر لعقود بين الحكومة والأكراد في تركيا.
ولعلّ مذكرة الاعتقال الأخيرة التي أصدرتها السلطات التركية أمس بحق الزعيم الكردي ذي الأصول السورية صالح مسلم ، ليزيد من التوتر في الشارع التركي .

أردوغان والنظام الرئاسي
في هذا السياق وتعليقا على إصدار مذكر اعتقال في حق الزعيم الكردي صالح مسلم ، قال الباحث المختصّ في الشؤون التركية دانيال عبد الفتاح لـ«المغرب» أنّ الاعتقالات بصفة عامة في تركيا تأتي باتهام خطير جدا وهو الارتباط بالإرهاب ودعم التنظيمات الإرهابية (حزب العمال الكردستاني) وهذا يعني أن الأحكام القضائية ستكون من النوع الثقيل جدا.

وأضاف عبد الفتاح أنّ المعتقلين هم نوّاب وقيادات في ثاني أكبر حزب مُعارضة في البرلمان ، ما يعني إسقاط عضويتهم البرلمانية وفي هذه الحالة سيكون الحزب أمام خيارين إما الإغلاق بقرار من المحكمة الدستورية بسبب ثبوت تورّط قياداته ونوابه بدعم المنظمة الإرهابية (حزب العمال الكردستاني ) أو الذهاب إلى انتخابات برلمانية مبكرة بسبب سقوط عضوية أربعين نائبا في البرلمان (نواب حزب الشعوب الديمقراطي) .

وتابع محدّثنا «في كلتا الحالتين سيحقق أردوغان هدفه المنشود من اعتقال.....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115