• أولا لو تقدمون لنا قراءة واضحة للمشهد السياسي الراهن في ليبيا ؟
المشهد السياسي الراهن انقسام واضح حول المجلس الرئاسي بقيادة فايز السراج وحكومته المفوّضة ، مقابل اتفاق على مخرجات اﻻتفاق السياسي بوضعية رئيس ونائبين يتم خلالها استبعاد السراج. هذا يؤكد انّ الخلافات مستمرة اليوم في ليبيا وﻻتزال حكومة فايز السراج للأسف ﻻتمتلك شيئا على اﻻرض حتى في طرابلس نفسها .لكنها تمتلك اعترافا دوليا ثمينا .
• وكيف ترون مسار الاتفاق السياسي بعد أكثر من سنة على التوقيع عليه ؟
مسار اﻻتفاق السياسي بعد سنة يراوح مكانه وهناك أمل في دفعه للأمام من خلال إعادة فتحه بالرجوع للمسودة الرابعة. أي باعتماد رئيس ونائبين .
لم ينجح السراج وفشل في تجاوز المرحلة الحرجة ﻻنه عول على الخارج أكثر من الداخل وهذا خلل سياسي وتجاهل للواقع ، الحرب على»داعش» مثلا في مراحلها اﻻخيرة في سرت لكن الحسم النهائي ربما يتأخر بالنظر إلى وضعية حصار الجماعات التي ﻻ مخرج أمامها اﻻ القتال حتى الموت.
• لو تقيمون لنا المشهد الأمني في ليبيا والى أين وصلت الحرب ضد داعش» ؟
المشهد اﻻمني في وضع حرج وخاصة في المنطقة الغربية إذ تغيب تماما سلطة الدولة وﻻ توجد اﻻ بعض السلطة اﻻدبية التي تحول دون الدخول في فوضى عارمة ﻻ نهاية لها. يوجد ردع ذاتي بحكم امتلاك الجميع للسلاح وتشكل الشعب في مجموعات مسلحة منها القبلي ومنها الجهوي ومنها السياسي والديني .
• ماذا تتوقعون من الحراك الدولي الحالي بخصوص الأزمة الليبية ؟
الحراك الدولي اﻻن يهدف إلى تحريك اﻻتفاق السياسي ولو بتعديلات كبيرة وموضوع انتخابات رئاسية جديد على الطاولة أيضا . الغرب الآن يركز على المشهد الليبي لعدة اعتبارات أهمها ملف الهجرة غير الشرعية وهو ماجعلها نقطة تركيز الغربيين وأوروبا تحديدا..سيستمرون في محاصرة السواحل الليبية بهدف التقليل منها وينتظرون تشكل حكومة ليبية قادرة على ضبط اﻻمن الداخلي ليورطوها في المسألة من خلال اتفاقات ستعقد بالخصوص وهذا ما يدفعهم إلى استعجال اﻻمر. .اﻻتفاق قد يحتوي إقامة مخيمات للمهاجرين في اﻻراضي الليبية وإمكانية إعادتهم إلى بلدانهم حيث سيكون ذلك مرفوقا بدعم أوروبي مادي بالخصوص.
وفي حال عدم وجود حكومة ليبية واحدة يبقى خيار الضغوطات قائما وقد يستغل الغرب اﻻمر لفرض واقع معين للتعامل مع المهاجرين مباشرة من داخل اﻻرض والشواطئ الليبية
• كيف تتوقعون مستقبل المشهد الليبي في ظل هذه الضغوطات الخارجية ؟
أتوقع انفراجة في المشهد الليبي تبدأ بتوافق اﻻطراف المتصارعة على معطيات حكومة واحدة وجسم تشريعي واحد وقد تتفاعل اﻻحداث ميدانيا في هذا اﻻتجاه خلال النصف اﻻول من عام 17 وفي النصف الثاني اتوقع ان ملامح اﻻنفراج تبدأ في الظهور وسينعكس ذلك على الوضع اﻻمني بالدرجة اﻻولى.