مؤشر الإرهاب في العالم لسنة 2015: عدد قتلى ضحايا الإرهاب تراجع 10 % مقارنة بسنة 2014

• «داعش» الإرهابي ينشط في 28 دولة بعد أن كان في 13 دولة سنة 2014»
• « الهجمات الإرهابية في الدول المتقدمة ازدادت بنسبة 650 % »

أكّد مؤشر الإرهاب العالمي لسنة 2015 الصادر عن مؤسسة الاقتصاد والسلام الدولية أنّ عدد القتلى ضحايا موجة الإرهاب في العالم شهد انخفاضا ملحوظا مقارنة بمؤشر سنة 2014 ، نتيجة عدّة عوامل أرجعها التقرير بالأساس إلى تراجع نفوذ التنظيمات الإرهابية ونجاح الدول المعنية في تقليص نشاطها وعلى رأسها تنظيما «داعش» و جماعة «بوكو حرام» النيجيرية.

ولأول مرّة منذ 5 سنوات يسجل عدد القتلى تراجعا وفق مؤشّر الإرهاب الدّولي ، وجاء في التقرير الذي صدر أمس أن الانخفاض بلغ 3389 قتيلا ، أي بنسبة 10 بالمائة اقلّ من العام 2014. وفي عام 2015 بلغ عدد قتلى الإرهاب 29376 سقط 90 بالمائة منهم في دول تشهد حروبا ونزاعات متأجّجة على غرار أفغانستان، العراق باكستان، سوريا ونيجيريا .

ومن بين أكثر الدول التي شهدت سقوط قتلى ضحايا الإرهاب من غير الدول التي تشهد نزاعات، ذكر تقرير مؤشر الإرهاب فرنسا وتركيا والسعودية والكويت وتونس وبوروندي. وحذر التقرير أيضا من أن أوروبا باتت تواجه موجة «غير مسبوقة» من التهديدات الإرهابية . فرغم انّ التقرير أكّد أن تراجع عدد القتلى جاء نتيجة تراجع نفوذ تنظيمي «داعش» الإرهابي وجماعة «بوكو حرام» النيجيرية ، الاّ انه ألقى الضوء أيضا على التهديدات المتنامية التي بات يمثلها التنظيمان خصوصا مع نجاحهما في خلق موطئ قدم لهما في عدة دول أخرى جديدة وتوسع نشاطهما .وأضاف التقرير أن جماعة بوكو حرام مثلا عززت وجودها في النيجر والكاميرون وتشاد مما أدى إلى ارتفاع ضحايا الإرهاب بنسبة 157 % في هذه البلدان الثلاثة.

وأوضح التقرير ان تنظيم «داعش» الإرهابي مع المجموعات التي بايعته «ينشط في 15 بلدا جديدا» الأمر الذي يرفع عدد البلدان التي ينشط فيها إلى 28 دولة مقابل 13 بلدا سنة 2014. هذا وزاد تنظيم «داعش» الإرهابي مثلا من نشاطه في القارة الأوروبية خلال السنة الأخيرة حيث أكد مؤشر الإرهاب العالمي أن الهجمات الإرهابية في الدول المتقدمة ازدادت بنسبة 650 % العام الماضي ، وذلك بعد خسارة التنظيم لأراض كانت تحت سيطرته في كل من العراق وسوريا وليبيا أيضا، وذلك نتيجة الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والحرب الشرسة التي تشنها دول العالم لتحجيم دور ونفوذ هذا التنظيم الارهابي.

ولعلّ الهجمات الأخيرة التي شنها تنظيم «داعش» في أوروبا (فرنسا بلجيكا ألمانيا وغيرها ) قد ساهمت في زيادة مخاوف الغرب من التهديدات الإرهابية التي وصلت إلى عقر داره خصوصا مع خسارة التنظيم لأراضي التمكين (الواقعة تحت سيطرته) وتوجه مقاتليه للعودة إلى دولهم الأصلية وما يمكن أن ينجر عن ذلك من هجمات فردية قد تهدد أمن القارة .

وجاء في التقرير أيضا أن «داعش» هي الجماعة الأكثر فتكا في العالم بعد إعلانها المسؤولية عن قتل 6 آلاف و141 شخصا في أكثر من 250 مدينة حول العالم عام 2015. ومن بين 274 جماعة تعدهم المنظمة تنظيمات إرهابية، قامت «داعش» و»بوكو حرام» والقاعدة وطالبان بارتكاب 75 % من هذه الجرائم وفق مانشرته صحيفة «الاندبندنت» البريطانية أمس .

تزايد الإنفاق العسكري الدولي
يشار إلى انّ التقرير السنوي لمؤشر السلام العالمي لسنة 2015 الصادر عن معهد السلام والاقتصاد (IEP)الصادر منذ أشهر ، رصد خسائر مختلف دول العالم الناجمة عن الحروب والنزاعات ، ونشر التقرير أرقاما مفزعة عن الإنفاق العسكري -لدول في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في محاربة الإرهاب على مستوى داخلي وخارجي. وبلغت تكلفة الإرهاب في العالم مايقارب 13.6 تريليون دولار أمريكي بارتفاع ملحوظ عن سنة 2014 ، فوفق نفس التقرير، بلغت الخسائر الناتجة عن الحروب والصّراعات المسلّحة في العالم 742 مليار دولار ،فيما بلغ الإنفاق العسكري 6.2 تريليون دولار، كما وصل إنفاق الدول على الأمن الداخلي إلى 4.2 تريليون دولار.

تزايد الإنفاق العسكري في دول العالم وتراجع عدد القتلى ضحايا الإرهاب في العالم لم ير مراقبون أنهما كافيان للحديث عن تقدّم في الحرب ضدّ الإرهاب خاصة وان انتقادات واسعة رافقت صدور تقرير مؤشر السلام باعتبار أن الأرقام المرفقة كانت صادمة وتبرز كارثية تداعيات الحروب على دول العالم ، حيث يرى مراقبون انّ تكلفة الصراعات والإرهاب فاقت الاعتمادات الممنوحة لحفظ السلام والأمن الدوليين ممّا يجعل المشهد الإنساني في مناطق الحروب يسير نحو الأسوأ .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115