الانتخابات الامريكية: قضية بريد كلينتون تثير جدلا واسعا و«الاف بي آي» وسط التجاذبات

صعد فريق هيلاري كلينتون الانتخابي هجماته على ما اعتبره تدخلا من جيمس كومي في الحياة السياسية، مشيرا إلى أنه لم يكن يتحتم عليه إبلاغ الكونغرس بأن محققيه عثروا على رسائل إلكترونية جديدة قد تكون على علاقة بقضية بريد كلينتون الخاص التي أغلقت في جويلية.

واستخدمت كلينتون حين كانت وزيرة للخارجية خادما خاصا بدل حساب حكومي آمن في مراسلاتها الإلكترونية. واعتبر المحققون في جويلية من غير المبرر الشروع بملاحقات قضائية بحقها، بالرغم من وصف سلوكها بـ«الاهمال الكبير».
وأكدت كلينتون أن «الملف فارغ. انني واثقة من أنهم سيتوصلون الى الاستخلاص ذاته الذي توصلوا اليه عندما حللوا رسائلي الالكترونية العام الماضي».

 

حجة السلاح النووي
وبعدما أثيرت مجددا قضية بريدها الخاص، عادت المرشحة الديمقراطية للبيت الأبيض هيلاري كلينتون إلى وسيلة سبق وأثبتت فاعليتها، وهي التنديد بالخطر الذي يمثله خصمها الجمهوري دونالد ترامب في حال أوكل إليه قرار استخدام السلاح النووي.
قبل أسبوع من موعد الانتخابات لاختيار خلف لباراك أوباما في 8 نوفمبر، جاب ترامب الولايات المؤيدة للديمقراطيين، على أمل استغلال القنبلة التي فجرها مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) جيمس كومي قبل ثلاثة أيام حول مسألة الخادم الخاص الذي استخدمته هيلاري كلينتون حين كانت وزيرة للخارجية بين 2009 و2013، وهي قضية أغلقت في جويلية غير انها تعود لتبلبل نهاية الحملة الانتخابية.

وأعلن ترامب خلال تجمع انتخابي في غراند رابيدز بولاية ميشيغان التي فاز بها اوباما في الانتخابات الأخيرة «اذا انتخبت هيلاري، ستكون موضع تحقيق جنائي مطول، وربما محاكمة جنائية» مؤكدا «هي وحدها مسؤولة».وتابع «ان انتخابها سيغرق الدولة وبلادنا في أزمة دستورية».

وبعد ساعات قليلة، أعلن رجل الأعمال الثري أن الحظوظ الى جانبه في السباق الرئاسي، مرددا رسالته المناهضة للنظام السياسي التقليدي.وقال في وارن «بعد ثمانية أيام ستحصلون على التغيير الذي انتظرتموه طوال حياتكم».

كلينتون تدعو الى التهدئة

من جهتها، دعت كلينتون الناخبين الى الهدوء وسط العاصفة.وعادت الى التنديد بشخصية خصمها، منتقدة «طباعة النزقة».

وقالت كلينتون في سينسيناتي بولاية أوهايو (شمال)، إحدى الولايات الأساسية التي قد تنقلب لصالح الجمهوريين «تصوروه في المكتب البيضاوي، في مواجهة أزمة حقيقية».وتابعت «تصوروه يقحمنا في حرب لأنه استاء من شخص ما. آمل أن يكون ذلك ماثلا في أذهانكم حين تضعون بطاقتكم في صندوق الاقتراع».
وما عزز موقعها حصولها على دعم عشرة ضباط سابقين كانوا مكلفين بالإشراف على إطلاق الصواريخ البالستية النووية في حال استخدامها، وقد كتبوا رسالة ضد دونالد ترامب. وقام أحدهم يدعى بروس بلير بتقديمها خلال تجمع انتخابي.

مهمة صعبة أمام «ترامب»
تقلص الفارق بشكل واضح بين المرشحين منذ أسبوعين، لكن يبدو ان إعلان مدير «الاف بي آي» المفاجئ لم يعد خلط الأوراق، وهو ما أظهرته أولى استطلاعات الرأي التي تلته.
وكشف تحقيق لشبكة إن بي سي صدرت نتائجه أمس أن كلينتون تحظى بـ47 % من نوايا الأصوات مقابل 41 % لترامب، فيما أظهر استطلاع آخر تم في عطلة نهاية الأسبوع فارقا قدره ثلاث نقاط مئوية.وتبقى الطريق للفوز بالانتخابات في غاية الصعوبة على الملياردير النيويوركي.

وتكمن الصعوبة في أن «قاعدته» من الولايات المحافظة ممثلة بعدد من كبار الناخبين أقل من قاعدة منافسته. وينتخب الأميركيون في 8 نوفمبر كبار الناخبين في كل من الولايات، على أن يعينوا فيما بعد الرئيس المقبل.
وهذا ما يبرر المحطات التي قام بها المرشح الجمهوري في نيو مكسيكو وميشيغان وويسكونسن، ثلاث ولايات فاز بها باراك اوباما وتعتبر زرقاء بلون الديمقراطيين على الخرائط الانتخابية.وقال الخبير السياسي في جامعة فرجينيا لاري ساباتو وفق وكالة «فرانس براس» «يتحتم على دونالد ترامب أن يفوز بولاية زرقاء او ولايتين زرقاوين، إضافة إلى الفوز بجميع الولايات المتأرجحة غير المحسومة النتائج».ولخص الوضع بالقول «عليه أن يفوز بكل شيء تقريبا».

دعاوي قضائية ضد حملة ترامب
في الاثناء اتهم ديمقراطيون حملة المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، ومؤيديه الجمهوريين بالتآمر لترهيب الناخبين، داخل ما لا يقل عن 4 ولايات، قبيل أيام من الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 8 نوفمبر الجاري.
وأوضحت وكالة «الأسوشيتد براس»، في تقرير أمس الاول ، أن الحزب الديمقراطي يسعى الى اتخاذ تحرك قضائي لاستباق أي محاولات من الجمهوريين لترهيب أو مضايقة الناخبين. وتقدم الديمقراطيون بدعاوى قضائية، هذا الأسبوع، في ولايات أوهايو وبنسلفانيا ونيفادا وأريزونا ضد حملة ترامب، والحزب الجمهوري في الولايات.
وكان ترامب أوصى أنصاره بالعمل كمراقبين للانتخابات في مناطق معينة من الولايات المتحدة لمنع حدوث أي تزوير لصالح منافسته الديمقراطية. وهو ما أثار مخاوف بين الجانب الديمقراطي من ترهيب الناخبين أو وقوع مواجهات عند نقاط الاقتراع.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115