السياسية التي رافقت ترشيحه لهذا المنصب منذ بداية السباق الرئاسي.
لم يخف ميشال عون -وهو العسكري والسياسي ورئيس التيار الوطني الحر الذي كان قائدا للجيش اللبناني من 23 جوان 1984 إلى 27 نوفمبر 1989، ورئيس الحكومة العسكرية التي تشكلت في عام 1988 حلمه الأوحد القديم الجديد ، بتولي رئاسة لبنان ..لقد ارتبط اسم الرجل بمفارقات لافتة في مسيرته السياسة والعسكرية الصاخبة، اذ كلف في نهاية سنوات الحرب اللبنانية بتسلم رئاسة مجلس الوزراء ، ليكسر الزعيم المسيحي العرف الدستوري القائم على تسمية شخصية سنية لرئاسة الحكومة..فشهدت تلك المرحلة انقساما سياسيا كبيرا مع حكومتين..واحدة يقودها ميشال عون وأخرى برئاسة سليم الحص .
وبعد عودة عون من المنفى القسري في فرنسا في ماي 2005 ، بدأ الرجل يقلب الاوراق والموازين ، فدخل بقوة الى الانتخابات التشريعية ثم وقّع على وثيقة تفاهم مع حزب الله في 6 فيفري 2006 في كنيسة مار مخايل ، فاتحا بذلك صفحة جديدة مع النظام السوري الذي كان الد اعدائه في الماضي القريب .بل ليصبح المرشح الرئاسي رقم واحد لدمشق .
اليوم ..يحصد ميشال عون ثمار المتغيرات التي تشهدها المنطقة ..ففي خضم الفوضى والحروب المحيطة بلبنان ..وفي لحظة استثنائية انكبت خلالها المملكة السعودية على معالجة ملفاتها الداخلية وانشغلت بالحرب في اليمن ..يجد الزعيم السني سعد الحريري نفسه مضطرا الى تأييد ترشح عون لمنصب الرئاسة بالرغم من معارضته الشرسة له في السابق ..والمعلوم ان عون الذي يرأس اكبر كتلة مسيحية في البرلمان اللبناني وكان يحظى منذ بداية السباق الرئاسي بدعم حليفه حزب الله، لم يتمكن من ضمان الاكثرية المطلوبة لانتخابه بسبب المعارضة التي واجهها من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي يتنافس معه في حصد «شعبية» الشارع المسيحي، ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري. والآن بعد ان عقد مجلس نواب الجلسة الانتخابية الرابعة في اليوم نفسه ،سيكون اللبنانيون على موعد مع استحقاق آخر يتعلق بتشكيل حكومة جديدة ، من المتوقع ان يرأسها القيادي السني سعد الحريري وذلك ضمن التسوية التي اوصلت عون الى الرئاسة .
ميشان عون اليوم هو الرئيس الثالث عشر للبنان وتنتظره ملفات عديدة اولها الوضع الاقتصادي الهش لبلد الارز وتفاقم الأزمات الاجتماعية مع تزايد اعباء اللاجئين السوريين في البلد ..وقد وعد في خطاب القسم ان يكون رئيسا لكل اللبنانيين ..فهل يتمكن من كسب تأييد الشارع المعارض له ..والذي لم يكف طوال الايام الماضية على نشر آراء عبر وسائل التواصل الاجتماعي معارضة ومناوئه لوصوله الى قصر بعبدا ..؟