الكاتب والمحلل السياسي العراقي هشام الموزاني لـ«المغرب»: «نهاية «داعش»الإرهابي كقوّة ضاربة مرتبطة بنهاية سيطرته على الموصل»

• «المصالح الأمريكية في العراق تتجاوز جزئية النفط إلى البعد الجيوسياسي»


قال الكاتب والمحلل السياسي العراقي هشام الموزاني في حوار لـ«المغرب» أنّ معركة استعادة «الموصل» خطوة هامة على طريق إنهاء تنظيم «داعش» الإرهابي ، مضيفا أن العراق يتقدم بقوة نحو النصر العسكري لكن بقية مكونات المعادلة سياسيا واقتصاديا لم تحسم إلى حد الآن على حد تعبيره.

• لو تقدمون دلالات وأبعاد معركة الموصل ؟ وماهو تقييمكم لنتائجها الحالية ؟
ان معركة الموصل لها رمزية مهمة خصوصا أنها اكبر المدن وأكثفها سكانا ويصح القول أنها العاصمة الفعلية لكيان «داعش» الإرهابي وتعتبر من أهم الموارد الاقتصادية من النفط والزراعة والكبريت وطرق التجارة إضافة إلى جباية الضرائب من السكان (مثل الزكاة) إضافة إلى غنائم «داعش» من أموال الشيعة والمسيحيين والايزيدين والشبك، لذلك تعتبر الحكومة العراقية أنّ نهاية هذا التنظيم كقوة ضاربة قادرة على المبادرة مرتبطة بنهاية سيطرته على الموصل،كذلك وجود قدرات علمية كبيرة في المحافظة خصوصا في جامعة الموصل واحدة من اعرق جامعات العراق، إضافة إلى أن الوقت الطويل الذي قضاه «داعش» الارهابي في الموصل أهّله لخلق مجموعات عسكرية محترفة من العراقيين المحليين ومد جذور تحالفاته فيها إلى عمق العشائر العربية في المنطقة في محاولة لخلق حلف عسكري يكوّن جنوده لاستخدامهم (نتيجة الكثافة السكانية أكثر من مليون مواطن يعيش الآن في الموصل) في معارك التوسع المستقبلية.
إن المتتبع للعملية العسكرية الخاطفة والقوية يلاحظ أنّ الانكسار قريب خصوصا بسقوط مناطق محورية ذات أهمية جيوسياسية كبيرة مثل الشورة ، تلكيف، برطلة وقبلها القيارة والشرقاط مما افقد «داعش» الكثير من النقاط التي كان يتمتع بها.

• هل يمكن القول أن العراق يسير نحو كسب معركته ضد الإرهاب ؟
عسكريا من المؤكد أن العراق يتقدم بقوة الى النصر العسكري ولكن بقية مكونات المعادلة سياسيا واقتصاديا لم تحسم إلى حد الآن ولا يبدو أن الفرقاء الذين يحاربون «داعش» إضافة إلى سياسيي الموصل الذين هم ليسوا جزءا أساسيا من قوى محاربة داعش (الأخوين نجيفي مثالا)، لايبدو أنهم سيكونون بعيدين عن الاصطدام العسكري فيما بينهم إذا لم تأخذ الحكومة العراقية -بدعم التحالف وإيران- بترتيب أوراق المنطقة بطريقة ما.

• ماهي قراءتكم للمشهد العراقي مابعد «داعش» ؟
أصبح العراق ساحة للصراعات الدولية والإقليمية بقوة بعد 2003 وهذا انعكس على شكل صدام هويات طويل ودموي ، لا نعول كثيرا لقراءة مابعد «داعش» إذا لم يكن هناك وضوح سياسي أثناء القضاء على هذا التنظيم الإرهابي، ان المصالح الإقليمية والدولية وتمظهراتها في الواقع العراقي خصوصا على شكل قوى عسكرية تفوق عددا وعدة مجموعة جيوش بالمنطقة العربية هو انعكاس لهذا الصدام أو المصالح السابقة الذكر.

• لو تقيمون الأدوار الخارجية في العراق (أمريكا إيران وتركيا) وتأثيرها على المشهد العام في العراق والمنطقة؟
ان الحضور الإيراني هو الأكبر والاهم والأكثر خطورة على الأرض بأذرعها الممتدة داخل البنية السياسية والاجتماعية والدينية إذا صح القول (إن الأذرع الإيرانية تشمل مكونات شيعية وسنية وكردية وتركمانية تتمتع بنوع من التفاهمات بمختلف الدرجات مع الجمهورية الإسلامية)، كما ان الهاجس الأمني الإيراني على طول الحدود العراقية_ الإيرانية والبالغة 1458 كم هو هاجس وجودي خصوصا في ظل تسريبات تشير إلى أن الحركات الجهادية (داعش وأمثالها) ستكون ذات تهديد وجودي يعصف بالدولة الإيرانية.

أصبح العراق في العرف السياسي بما لا يقبل الشك منطقة نفوذ أمريكي وما الاتفاقية الأمنية المبرمة بين العراق والولايات المتحدة إلا إحدى الخطوات لتعميق هذا النفوذ . إن المصالح الأمريكية في العراق تتجاوز جزئية النفط إلى.....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115