نقطة فاصلة في الحرب الدولية ضدّ الإرهاب ، باعتبارها ثاني اكبر مدينة تقبع تحت سيطرة هذا التنظيم الإرهابي منذ سنة 2014 ، ولما تحمله هذه المعركة من دلالات ونقاط استفادة لعدة أطراف دولية أبرزها الإدارة الأمريكية التي ستتخلى قريبا برئاسة باراك أوباما والإدارة الجديدة التي ستُنتخب أوائل شهر نوفمبر المقبل .
ومنذ انطلاق معركة تحرير «الموصل» بدأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما في تصريحاته واثقا من هزيمة تنظيم «داعش» في «خطوة أخرى نحو تدمير التنظيم الإرهابي في نهاية المطاف» وفق تعبيره .
وتمثل الولايات المتحدة الأمريكية طرفا في معركة الموصل لعدة اعتبارات أهمها قيادتها للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابي في العراق وسوريا ، كما يرى مراقبون ان واشنطن تجد نفسها ملزمة لتقديم الدعم لحكومة حيدر العبادي نتيجة عدة اسباب لعل اهمها الضغوطات الممارسة في أروقة المؤسسات الحكومة الأمريكية و الانتقادات التي طالت إدارة الرئيس الحالي باراك أوباما بالانسحاب المتسرع من العراق سنة 2011 ، حيث يحمّل شق من السياسيين إدارة البيت الأبيض مسؤولية هذا القرار وما تبع ذلك من فراغ ساهم في صنع «داعش» الإرهابي وانتعاشه في مناطق مهمة من العراق.
أمريكا في قلب المعادلة
ويؤكّد متابعون للشّأن الأمريكي أنّ المعركة في العراق تمتدّ إلى ما وراء أرض المعركة، وتؤثر على الانتخابات الأمريكية وعلى الإدارة الحالية للبيت الأبيض على حدّ سواء . إذ يسعى الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى تبييض ارثه الرئاسي قبيل انتهاء فترته الرئاسية الثانية ،خصوصا وانّ سياسته في الحرب ضدّ الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط لطالما واجهتها انتقادات قاسية ، نتيجة عجز إدارته عن إحداث اختراق حقيقي في أزمات المنطقة وعلى رأسها تنامي نفوذ التنظيمات الإرهابية. لذلك يحاول أوباما عبر دعم القوات العراقية تحقيق النجاح في معركة الموصل المعقل الرئيسي لتنظيم «داعش» الإرهابي وإنقاذ تاريخه الرئاسي من الفشل .
ويرى متابعون انّ تزامن معركة طرد «داعش» الإرهابي من مدينة الموصل العراقية مع معركة الانتخابات الأمريكية المُزمع إجراؤها في الـثامن من نوفمبر المقبل ، والحملة الانتخابية الشرسة بين المرشّحين الرئيسيين هيلاري كلينتون من الحزب الديمقراطي ومنافسها دونالد ترامب من الحزب الجمهوري كان لها وقع على أرائهما المتضاربة في ملفّ الإرهاب. فقد قالت كلينتون أنها سوف تحاول هزيمة «داعش» دون اللجوء الى استخدام قوات أمريكية مقاتلة، بينما أشار ترامب إلى الموصل باعتبارها دليلا على فشل الإدارة التي كانت كلينتون جزءا منها وفق تعبيره.وقد كانت معركة ‘الموصل’ موضوعا لجدل مرير أثناء المناظرة الأخيرة بين ترامب وكلينتون الأسبوع الماضي.
مخاوف «اوروبا»
على صعيد متصل تتزايد مخاوف الدول الأوروبية من تداعيات معركة «الموصل» من هروب لمقاتلي «داعش» الإرهابي من حاملي الجنسيات الأجنبية وتوجهّهم إلى بلدانهم الأصلية ممّا يزيد من مخاطر التهديدات الإرهابية.
وخلال العامين الماضيين توجه آلاف الأوروبيين إلى بؤر التوتر والصراع للانضمام إلى الجماعات المتطرفة، الاّ ان الهزائم التي حظي بها «داعش» مؤخرا جعلت عددا من المقاتلين يقررون العودة إلى أوروبا. وفيما تواصل القوات العراقية هجومها على الموصل التي سيطر عليها التنظيم قبل عامين، دقّ خبراء ناقوس الخطر داعين دول أوروبا الى الاستعداد لاستقبال مزيد من «الارهابيين» المستعدين لشن هجمات في أوروبا.ووفقا للإحصاءات الأوروبية يوجد حوالي 2500 مقاتل أوروبي في تنظيم «داعش» الارهابي الآن.
يشار إلى أن اجتماعا جمع وزراء دفاع 13 دولة من أعضاء في....