في خضم هذا المشهد الدموي، الكل يبحث عن مصالحه ونفوذه، روسيا والولايات المتحدة في حرب باردة من اجل تبادل الورقات والمعادلات ..تركيا من جهتها تبحث عن امنها القومي وهي تحاول اقامة شريط امني عازل على حدودها لمنع قيام ما يسمى بـ « الدولة الكردية » .وقد وسعت الفصائل المدعومة من تركيا -بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان- سيطرتها الى ما يقارب ألفي كيلومتر مربع من مساحة الشمال السوري . اما عن الدور العربي والخليجي فيكاد يكون غائبا عن الفعل والتأثير وهو لا يخرج عن اطار الاصطفافات السياسية والعسكرية وراء هذا الفريق او ذاك..
واقع المشهد الحالي
يرى الكاتب والمعارض السوري المستقل حسام محمد في حديثه لـ «المغرب» ان موسكو لا تزال مصرة على الخيار العسكري في سوريا لإبقاء الأسد رغم إدراكها المسبق بأن ورقة الأسد قد احترقت، ولن يبقى في سدة الحكم مهما فعلت روسيا. واضاف ان الحظر المتبع ضد تسليح المعارضين في سوريا يعيق معركة الحسم المصيرية مع نظام الأسد.
وعن الحل الممكن في سوريا أضاف قائلا :« ان كافة المؤتمرات لن تخرج بحل في سوريا مهما تغيرت أسماؤها ومهما تنوعت الأطراف المشاركة فيها، والسبب بكل بساطة هو اعتماد الدول الكبرى لما يجري في سوريا على إنه أزمة أطرافها نظام ومعارضة، ولكن الحقيقة أن ما يجري هو أن نظاما قاتلا دمويا استخدم كافة الطرق لكبح الشعب السوري».
وفي ما يتعلق بالتطورات الميدانية قال محدثنا ان « الجيش الحر» بدأ يعود إلى الواجهة مجدداً بفضل وقوف الدولة التركية في صفه ودعمه، وهذا بات واضحاً في ريف حلب الشمالي على حد قوله».
أوباما وسوريا
وحول صحة قيام اوباما بتدخل عسكري قال محدثنا :«لا شيء يدل على تدخل للرئيس الأمريكي في سوريا خلال الفترة المنظورة، وربما اتجه أوباما نحو الملف العراقي لإحراز صيد ثمين ضد تنظيم داعش الارهابي يختتم به حكمه للولايات المتحدة. وعما اذا كان هناك صفقة قريبة بين الروس والأمريكيين اجاب بالقول: «روسيا تقتل السوريين بضوء أخضر أمريكي ، وما كانت موسكو لتجرؤ على ان تدخل في سوريا لولا حصولها على موافقة أمريكية»، واضاف قائلا :«نعتقد أن الأمور لن تدوم بخير بين الأمريكان والروس لأسباب منها ، ان أمريكا وروسيا دولتان عظيمتان، ومن هذا المنطلق لن تقبل روسيا بذهاب الشرق الأوسط الى موسكو مهما كلف الثمن، بل أمريكا تستخدم موسكو كعامل تنجز من خلاله ما تريد، وطرده يكون بعد انتهاء مهمته، ولا بد أن العلاقات بينهما لن تدوم كثيراً وقد تنتهي بحرب باردة أو مدمرة، وهذا ليس بخيار مستحيل».
وعن طبيعة التحالف بين واشنطن والأكراد قال :«أمريكا دوماً تعتبر الأكراد شريكا وحليفا مناسبا لها، فقد خاضت معه تجربة في العراق إبان مهاجمة العراق عام 2003 واسقاط نظام الرئيس العراقي، لذلك فإن واشنطن تدعم وبقوة المشروع الكردي في المنطقة، ولكنها غير مستعجلة في تحقيق النتائج، وهي تتلاعب على العامل الزمني لتحقيق مأرب أخرى.»