سفير مصر في تونس نبيل حبشي لـ «المغرب»: العلاقات المصرية التونسية أمامها آفاق واسعة للتطوير وهذه أبرز مهامي

قال سفير مصر في تونس نبيل حبشي لـ «المغرب» ان العلاقات المصرية التونسية وصلت إلى مستوى عال في كافة المستويات ولكنه يأمل بزيادة تطوير العلاقات وخاصة في مجال التجارة والاستثمارات المتبادلة ومكافحة الإرهاب موضحا في أول حديث له بعد تقديمه أوراق

اعتماده رسميا إن مهمة تطوير هذه العلاقات تقع الآن على عاتق قطاعات من المجتمع المدني ورجال الأعمال والمثقفين..

• أمضيتم حتى الآن عدة أسابيع منذ وصولكم إلى تونس.. فما الذي آثار اهتمامكم حتى الآن؟
لم يسبق لي أن قمت بزيارة إلى تونس قبل وصولي للعمل كسفير لمصر.. ولكن كان لدى تصور عن الشعب التونسي واهتمامه بالثقافة والفنون وخاصة أن كثير من المبدعين التونسيين يعيشون في مصر ويقدمون نماذج طيبة عن بلدهم.
ولكن.. هذه الصورة أضيف إليها الكثير بعد مضي أسابيع قليلة على وجودي بينكم.. اكتشفت أشياء أخرى جميلة وعظيمة عن تونس وشعبها..
وكان أكثر ما أثار اهتمامي هو المستوى الثقافي والسلوك الحضاري للمواطن التونسي، فالثقافة في تونس ليست فقط ملكاً للأدباء والمبدعين.. ولكن اهتمام المواطن العادي بالثقافة والفنون والسياسة أمر مثير للإعجاب فعلاً.. معروف عن الشعب التونسي أنه يهتم بالإبداع في كل المجالات ويتذوق الفنون والآداب ويقدم للأمة العربية أجيالاً من المبدعين، وهذا ليس غريباً عن بلد أبو القاسم الشابي.. ولكن الجديد حقاً هو قدرة المواطنين العاديين على الإلمام بالثقافتين العربية والأوروبية بشكل فريد في العالم العربي.. واعتزازهم بانتمائهم العربي والثقافة العربية..

• ما هي رؤيتكم لتطوير العلاقات المصرية التونسية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.. وما هي العقبات التي تواجه تطوير هذه العلاقات؟
العلاقات المصرية التونسية علاقات متميزة وممتازة على أعلى مستويات التنسيق بين قيادتي البلدين.. وفي المجال الثقافي هناك اندماج حقيقي وشراكة فنية وثقافية بين المبدعين من البلدين، ولا توجد عقبات حقيقية تواجه هذه العلاقات.
ولكن.. لا يعني ذلك أن هذا هو كل ما نطمع إليه.. فالعلاقات المصرية التونسية أمامها أفاق واسعة للتطوير وهذه أبرز المهام التي أركز عليها في عملي..
إن مهمة تطوير هذه العلاقات تقع الآن على عاتق قطاعات من المجتمع المدني ورجال الأعمال والمثقفين.. وغيرهم، وتُشجع حكومتا الدولتين كل تعاون ممكن، فنحن في حاجة إلى مزيد من التجارة والاستثمارات بين بلدينا.. وفي حاجة إلى مزيد من السياحة المتبادلة.. وإلى مزيد من التعاون الثقافي بمعناه الواسع بشكل دائم وممنهج.
وأتمنى من الإعلام في كل من مصر وتونس أن يساعدني في مهمتي، وأن يكون أداة بناء إيجابية في تعزيز العلاقات بين البلدين وتشجيع التعاون..

• كيف ترى التعاون المصري التونسي في مجال مكافحة إرهاب “داعش”؟
إن مصر وتونس لديهما نفس الرؤية والموقف بشأن الإرهاب.. كل من الشعبين عانى من الإرهاب الأعمى الذي استهدف المواطنين والسياح ودور العبادة ورجال الأمن وغير ذلك.. وليست مصادفة أن مصر وتونس من أكثر دول المنطقة التي نجحت في كسر شوكة الإرهاب وإضعافه وهزيمته إلى حد كبير.. فالتنسيق بين البلدين قائم سواء في الإطار العربي والإقليمي لمواجهة الإرهاب أو على المستوى الثقافي بينهما..

• كيف ترى كل من الدور المصري والدور التونسي في الأزمة الليبية وإمكانية التنسيق بينها؟.
ان البلدين مصر وتونس يتمنيان الاستقرار والسلام للشعب الليبي الشقيق.. ويسعيان لرؤية هذا الشعب وقد تخلص من الإرهاب وانتهى الخلاف بين الفرقاء لكي يتحقق الرخاء والأمن لكل الليبيين من كل الأطياف والاتجاهات.. ليبيا بلد عزيز على مصر وتونس.. وهناك علاقات أخوة ومصاهرة وتاريخ من المودة بين الشعوب الثلاثة.. ونحن في مصر وتونس أقرب الناس إلى الليبيين.. فضلاً عن ان استقرار ليبيا هو في صالح أمن واستقرار مصر وتونس والمنطقة كلها.

• مقاربتكم لواقع القضية الفلسطينية في ضوء الوضع الراهن والمبادرة التي قدمتها مصر من أجل استعاده جهود السلام؟!
القضية الفلسطينية بالنسبة لمصر هي قضية محورية والتزام تاريخي ومسألة أمن قومي لمصر وهي القضية الأولى على جدول اهتمام السياسة الخارجية المصرية وستظل كذلك.. والشعب المصري مرتبط عضوياً بقضية فلسطين ولم ولن تنشغل مصر بأي أمر عن مساندة شعب فلسطين لنيل حقوقه المشروعة..ولن تتوقف جهود مصر في سبيل دعم قضية فلسطين سواء من خلال المبادرة الحالية أو من خلال كل المحافل الممكنة..
ولاشك ان القضايا الساخنة في المنطقة الآن في سوريا وليبيا وغيرهما.. قد أثرتا بالسلب علي أولوية الاهتمام بالقضية الفلسطينية.. وما تسعى مصر للتأكيد عليه دائماً هو أن هذه الأحداث لا يجب ولا يمكن أن تكون على حساب الاهتمام بالحقوق المشروعة لشعب فلسطين في نيل استقلاله وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس..

ستظل هذه القضية إحدى أهم أولويات السياسة الخارجية المصرية لتحقيق الاستقرار في المنطقة والعالم.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115