سحب فوق العلاقات الفرنسية الروسية: استخدام الفيتو يهدد لقاء باريس بين هولاند و بوتين

إثر استخدام روسيا الفيتو ضد نص قرار مجلس الأمن المقدم من قبل فرنسا و المتعلق بحضر القصف على مدينة حلب السورية و بوقف إطلاق النار، تأزمت العلاقات بين فرنسا و روسيا و أصبحت تهدد زيارة الرئيس الروسي إلى باريس المبرمجة ليوم 19 أكتوبر الجاري.


لم تقبل السلطات الفرنسية استخدام موسكو حق الفيتو ضد نص القرار المتعلق بحلب والرامي إلى إيقاف القصف الروسي السوري على الأحياء التي تحصنت فيها مجموعات المقاتلين الإسلاميين. و كان الرئيس هولاند قد اعتبر قبل التصويت على النص أن «أي بلد يستعمل حق الفيتو يفقد مصداقيته أمام العالم». بعد فشل فرنسا في تمرير القرار بمجلس الأمن لوح الرئيس الفرنسي، يوم السبت الماضي في حديث لقناة «تي أم سي» الفرنسية، إلى إمكانية عدم ملاقاة بوتين في باريس معتبرا أنه « لا يزال يتساءل» خاصة بعد « جرائم الحرب» المقترفة. و قال.» هل هناك فائدة في ذلك؟ هل ذلك ضروري؟ هل يمكن أن يشكل ذلك وسيلة ضغط؟ هل يمكن أن نتوصل إلى إمكانية أن يكف على ما يقترفه مع النظام السوري، وهو الدعم لطيران النظام الذي يلقي قنابل على أهالي حلب؟» و أضاف «إذا ما استقبلته سوف أقول له أن ذلك غير مقبول و أنه شيء خطير على صورة روسيا.»

تهديد بالمحكمة الجنائية الدولية
في رده على سؤال حول متساكني شرق حلب، أين يتمركز المقاتلون ، قال الرئيس الفرنسي للقناة الفرنسية:» هؤلاء السكان هم ضحايا جريمة حرب. من هو مسؤول على هذه الجرائم سوف يدفع ثمنها أمام المحكمة الجنائية الدولية». واعتبر الملاحظون الفرنسيون أنه تهديد واضح لا يستثني الجانب الروسي وهو تطور في الموقف الفرنسي. على غير عادة المحكمة الجنائية الدولية، التي استهدفت بالأساس شخصيات من إفريقيا، يتعلق الأمر هنا بزعيم ثاني دولة عظمى و ليس بأحد سياسيي دولة نامية.

من ناحية أخرى، تحركت أجهزة الأمم المتحدة منذ أسابيع للتلويح بإحالة المسألة للمحكمة الدولية. من ذلك أن عبرت المفوضية العليا لللاجئين عن امتعاضها من الوضع الذي خلف 300 ألف قتيل منذ عام 2011 و طالبت مرارا بتقديم شكوى في الغرض لمجلس الأمن بعد أن أكدت لجنة التقصي التابعة للأمم المتحدة استهداف الطيران السوري والروسي المدنيين في مدينة حلب.

الأزمة الفرنسية الروسية الحالية هي آخر حلقة في مسلسل الأزمات في عهد الرئيس فرنسوا هولاند الذي وجد نفسه في معارضة سياسات الكريملين في الأزمة الأوكرانية ثم في قضية ضم القرم من قبل روسيا. و استخدم هولاند حقه في نقض صفقة حاملتي الطائرات «ميسترال» التي صنعت في فرنسا خصيصا لروسيا. و ذهب الرئيس الفرنسي إلى أبعد من ذلك عندما باع الباخرتين لمصر بتمويل خليجي مظهرا صراحة تحالف فرنسا مع المحور السني بزعامة المملكة العربية السعودية. وهو الشق المقابل في النزاع الدائر في سوريا علما و أن روسيا عقدت حلفا استراتيجيا مع سوريا و إيران و العراق و حزب الله في المنطقة و ركزت في بغداد وحدة مشتركة لتبادل المعلومات بين الحلفاء في شأن محاربة تنظيم داعش.

إصرار روسي على زيارة باريس
في المقابل واجه الكريملين العاصفة، كعادته، بهدوء دبلوماسي رفيع. و أكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف أن « الإستعدادات لزيارة الرئيس بوتين لباريس جارية» وأن «هنالك .....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115