وأن التعامل مع هؤلاء لا يتم إلا عبر القصف الجوي.
وكان القصف الأمريكي انطلق في بداية شهر أوت الماضي بطلب من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني ثم مدد البنتاغون العملية بشهر واحد لكن الأفريكوم تفاجأ بصمود الدواعش، فبعدما أكدت القوات الأمريكية استغراق التدخل لأسابيع فقط ها هي الضربات تتواصل للشهر الثالث دون القضاء على الدواعش، ومنذ انطلاق الضربات الجوية شكك الخبراء في إمكانية القضاء على «داعش» الارهابي من خلال القصف الجوي استنادا على ما يجري في سوريا والعراق...
إلى ذلك تضاربت البيانات الصادرة عن غرفة عمليات البنيان المرصوص لتحرير سرت من تنظيم داعش الإرهابي إذ أكدت أولى البيانات تطهير الحي 1 – 2 و3 ،ثم استدركت الغرفة وتراجعت عما أعلنت عنه لتؤكد تجمع عناصر ارهابية لـ«داعش» في الحي رقم 3 ومنطقة المنارة البحرية والجيزة البحرية.
وكانت كتائب مصراتة تحت غطاء رئاسة أركان المجلس الرئاسي دفعت بالآلاف من المسلحين نحو سرت ودكت المدينة بالقذائف والصواريخ جوا وبحرا غير أنها بدورها لم تحقق المطلوب وهو تحرير المدينة من مقاتلي «داعش» الارهابية ،بل عكس ذلك تكبدت كتائب مصراتة ما يفوق 450 قتيلا و2600 جريح ونظرا لقوة صمود وردة فعل التنظيم الارهابي «داعش» ولمواجهة إشكالية علاج جرحى البنيان المرصوص تكفلت إيطاليا بتوفير مستشفى عسكري ميداني في مصراتة وقامت بإرسال قوة عسكرية لحمايته ويخشى نشطاء بالمجتمع المدني في مصراتة وغيرها من مناطق ليبيا نية الإيطاليين تحويل المستشفى الميداني إلى قاعدة عسكرية ويصعب فيما بعد إخراج القوات الإيطالية وتشغل إيطاليا ودول أخرى حالة الضغط على مصراتة لتكريس التدخل العسكري الخارجي وهو ما يحدث الآن.
فوضى أمنية
ويرى خبراء أمنيون بأن أحد أهم أسباب الفوضى الأمنية غرب ليبيا وطرابلس هو ضبابية الخطة الأمنية أو ما يسمى بوثيقة الترتيبات الأمنية، وضعف أداء المستشار الأمني والعسكري للبعثة الأممية الإيطالي بأونوسيرا ومراهنته على المليشيات في موضوع تأمين طرابلس.
من الأسباب التي أدت إلى تحقيق نجاحات أمنية وعسكرية في طبرق وفشل ذريع في طرابلس يلاحظ الخبراء والمتابعون بأن سلطات طبرق من مجلس نواب وحكومة وقيادة عامة للقوات المسلحة تتواصل مع مشائخ القبائل قبل إنجاز أي خطوة فقبل تقدم قوات الجيش لتنفيذ عملية البرق الخاطف وباعتراف كبير أعيان قبيلة المغاربة صالح لاطيوش نفسه عقدت القبيلة ست اجتماعات في أجدابيا، بنغازي، المرج وغيرها، والتزمت بمطالبة أبنائها المنتمين لحرس المنشآت تحت مسؤولية الجضران بتسليم أسلحتهم والانسحاب أو الانضمام للجيش وقامت القبيلة لاحقا برفع الغطاء الاجتماعي على كل من يتعنت ويرفض الهلال النفطي دون قتال أو مواجهة. بينما نجد قبائل غرب ليبيا منقسمة ومتصارعة فيما بينها ولعل صورة غلق الطريق الساحلي الرابط بين الزاوية وطرابلس لأكثر من سنة ونصف خير مثال على توتر العلاقة بين مدن وقبائل غرب ليبيا.
ويخشى متابعون من استغلال ارهابيي داعش سرت الوضع الأمني والصراع القبلي وغياب الدولة غرب البلاد لتسلل إلى تلك المناطق أو حتى طرابلس ذاتها لإيجاد موطئ قدم والتخطيط لعمليات إرهابية سواء داخل الأراضي الليبية أو في دول الجوار الليبي كما حصل في شهر مارس الماضي عندما تسللت مجموعة من داعش إلى مدينة بن قردان جنوب تونس ونفذت هجوما إرهابيا جبانا.