وسط مطالبات بوقف قصف حلب: الولايات المتحدة تعلّق المحادثات مع روسيا بشأن سوريا

أعلنت الولايات المتحدة أنها علقت المحادثات مع روسيا حول الأزمة السورية، متهمة موسكو بـ«عدم الوفاء بتعهداتها» فيما يتعلق باتفاق وقف إطلاق النار الذي انهار الشهر الماضي. وحملت واشنطن موسكو والحكومة السورية مسؤولية زيادة الهجمات على المدنيين.

وهددت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي بوقف المحادثات مع الجانب الروسي إذا استمرت موسكو في قصف مدينة حلب السورية.وأعربت روسيا عن أسفها للتحرك الأمريكي، متهمة واشنطن بأنها تحاول التملص من مسؤولية انهيار الهدنة الأخيرة.
وتتعرض حلب، أكبر المدن السورية، لقصف جوي مكثف منذ أسبوعين بعد انتهاء وقف إطلاق النار في 19 سبتمبر الماضي.وقُصف مستشفى الطوارئ الرئيسي في أحياء حلب الشرقية، التي تسيطر عليها المعارضة السورية، للمرة الثالثة في أسبوع واحد، وفقا لناشطين.وقُتل المئات، بينهم أطفال، منذ بدء هجوم القوات الحكومية بهدف استعادة السيطرة على كامل حلب بعد هدنة استمرت نحو أسبوع.

ولا يزال 250 ألف شخص يعانون تحت وطأة الحصار شرقي مدينة حلب.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيري إن «الولايات المتحدة ستعلق مشاركتها في القنوات الثنائية التي فتحت مع روسيا للحفاظ على اتفاق وقف الأعمال القتالية.»وأضاف أنه «لسوء الحظ، لم تلتزم روسيا بتعهداتها...ولم ترغب أو تستطيع ضمان التزام النظام السوري بالترتيبات التي وافقت عليها موسكو».

اجتماع دولي
من جانبه قال مسؤول بوزارة الخارجية الألمانية إن مسؤولين كبارا من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا سيجتمعون في برلين اليوم الأربعاء لبحث سبل حل الصراع السوري مؤكدا بذلك تقريرا نشرته صحيفة «تاجشبيغل» اليومية.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من وزير الخارجية قوله إن الهدف في مثل هذا الوقت العصيب هو البحث عن اقتراحات بشأن كيفية القضاء على العنف في سوريا والعودة إلى العملية السياسية.من جهته انتقد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس الثلاثاء روسيا «لقرارها الطائش غير المسؤول» بدعم الرئيس السوري بشار الأسد وقال إن جهود إنهاء الحرب في سوريا يجب أن تستمر رغم القرار الأمريكي بتعليق المحادثات مع موسكو.

هجوم روسي
ميدانيا قال مقاتلو المعارضة السورية أمس إنهم صدوا هجوما للجيش السوري في جنوب حلب في الوقت الذي واصلت فيه طائرات روسية وسورية قصف مناطق سكنية في الأجزاء المحاصرة من المدينة حيث تقطعت السبل بآلاف المدنيين.
وأضافوا أنهم ألحقوا خسائر بمقاتلين موالين للحكومة بعد ساعات من الاشتباكات على حدود منطقة الشيخ سعيد الواقعة على الحافة الجنوبية لشرق حلب الذي تسيطر عليه المعارضة.
وقال مقاتل تابع لفيلق الشام المعارض ذكر أن اسمه عبد الله الحلبي إنّ الفصيل الذي ينتمي إليه تصدى لمحاولات التقدم صوب منطقة الشيخ سعيد وقتل عشرة من المقاتلين الموالين للنظام السوري ودمر عددا من المركبات.
وقالت وسائل إعلام مؤيدة للحكومة إن الجيش يواصل حملة كبرى بمؤازرة من فصائل تدعمها إيران وغطاء جوي روسي لاستعادة السيطرة الكاملة على المدينة المقسمة في أعقاب انهيار وقف لإطلاق النار الشهر الماضي. وقال التلفزيون السوري إن اعتداءات المعارضة باستخدام القذائف أسفر عن مقتل خمسة أشخاص في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في حلب.

مطالب بوقف قصف حلب
في الاثناء طالب الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، امس الثلاثاء، بوقف إطلاق نار عاجل في حلب لإيصال المساعدات الإنسانية للسكان في الوقت الذي تشهد فيه هذه المدينة الإستراتيجية في شمال سوريا معارك عنيفة.
وقال أبوالغيط، في كلمة افتتح بها اجتماعاً غير عادي عقده مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين لمناقشة الوضع في حلب، إن «ما يجري في هذه المدينة العريقة منذ انهيار ترتيبات الهدنة في 19 سبتمبر الماضي هو مذبحة بالمعنى الحرفي».
وأضاف «يتعين العمل بصورة عاجلة لإقرار وقف إطلاق النار في حلب وفي عموم سوريا من أجل إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية للسكان المحاصرين».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115