وبعد تعثر تطبيق الاتفاق السياسي وبلوغه النفق المسدود أكد فائز السراج رئيس الحكومة المكلف بإطلاق عملية مصالحة شاملة لا تقصي أي طرف بما في ذلك أتباع النظام السابق.
يشار إلى أن جولات من المباحثات انطلقت منذ أشهر بين قيادات من الجماعة الليبية المقاتلة بمشاركة خالد الشريف وأتباع القذافي ورموز سلطته المنهارة بقيادة أمين مؤتمر الشعب العام محمد الزوي ومتابعة من طرف أحمد قذاف الدم مسؤول العلاقات الليبية- المصرية زمن القذافي. مباحثات ومفاوضات جرت وتجري في كنف السرية من بين ما سوف ينتج عنها الإفراج عن رموز القذافي. هذه المباحثات تدور بين سجن الهضبة أين يعتقل رئيس مخابرات القذافي عبد السلام السنوسي، البغدادي المحمودي ونجل معمر القذافي الساعدي والعاصمة المصرية حيث يوجد قذاف الدم ومحمد الزوي وغيرهما من مسؤولي النظام السابق.
وأكدت مصادر متوافقة لـ»المغرب» في هذا الأمر أن الجماعة الليبية المقاتلة طلبت مهلة زمنية لتهيئة ظروف إعلان نتائج المباحثات. ذات المصادر أضافت أيضا بأن سبب طلب المهلة يعود لوجود شيء من المعارضة للإفراج عن مسؤولي القذافي ،سواء صلب الجماعة المقاتلة أو الإخوان المسلمين لكن المصادر قللت من أهمية تلك الأصوات المعارضة. معلوم كذلك أن نجل القذافي سيف الإسلام لم يوافق على الانخراط في تلك المشاورات بين أتباع القذافي والجماعة المقاتلة بسبب انقلاب الجماعات الإسلامية عليه خلال آخر سنوات حكم والده في إطار مشروع ليبيا الغد.
قانون العفو العام
ويرى متابعون للشأن السياسي للأزمة الليبية بأن مجلس النواب المعترف به دوليا استبق عملية المصالحة بإصداره لقانون العفو العام 2015 وبموجب ذلك القانون جرى الإفراج عن سيف الإسلام القذافي والسماح بعودة الطيب الصافي أحد أبرز رجالات القذافي.
أما في ما يتعلق بضباط كتائب النظام السابق فنجد ان المنتمين إلى مناطق شرق ليبيا قد انضموا إلى قوات حفتر بل أكثر من ذلك فإن العسكريين التابعين للواء 32 معزز بقيادة خميس القذافي هم أيضا التحقوا بحفتر وعلى نفس الخطى سار ضباط الجنوب والغرب الليبي، وضمنهم العقيد محمد بن نايل وإدريس مادي وعمر تنوش وفي حين فضل باقي ضباط الجيش السابق البقاء في الخارج في انتظار العفو العام.
الجدير بالإشارة كذلك أن القائد العام للجيش التابع لحكومة طبرق ورغم الانتقادات الموجهة إليه من أتباع القذافي واتهامه بالخيانة على خلفية أسره في حرب تشاد إلا أنهم الآن يدعمونه بقوة حيث أن رجل مثل الطيب الصافي قابل حفتر عديد المناسبات.
التسوية السياسية رهينة تواجد حفتر
إلى ذلك تتالت التصريحات الغربية المؤكدة لضرورة منح المشير حفتر منصبا عسكريا هاما ضمن مؤسسة عسكرية واحدة تجمع الجيش الوطني الليبي ،وعلى الرغم من التنافر الموجود بين حفتر ورئيس البعثة الأممية في ليبيا إلا أن الأمم المتحدة من جانبها أكدت ما أكدته التصريحات الغربية إلى ضرورة منح منصب هام لحفتر في جيش وطني ليبي.
وبعد ما كانت كل الاجتماعات والمؤتمرات الدولية تطالب مجلس النواب بالمصادقة على حكومة الوفاق وتضمين الاتفاق السياسي بالإعلان الدستوري أصبحت تلك اللقاءات الدولية تطالب وتبحث كيفية إدماج المشير خليفة حفتر في المشهد المقبل.