واعتبر عبيد أنّ العودة إلى مربع التفاوض لازال غير متوقع في ظل غياب أفق التغيير في الوقت الراهن.
• لو تقدّمون لنا قراءتكم للمشهد الفلسطيني الراهن وإمكانية إحياء مفاوضات السلام ؟
المشهد الفلسطيني قاتم للأسف ، في ضوء غياب الأفق للتغيير وهنا نتحدث عن مراوحة المستوى الرسمي في مربع التسوية الذي أثبت فشله نتيجة التعنت ‘الإسرائيلي’ وعدم الجدية في تنفيذ استحقاقات العملية السياسية .. تبعا لذلك لا أمل في إحياء هذا المسار التفاوضي.
• ماتعليقكم على مشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في جنازة بيريز، خصوصا أنها أثارت جدلا كبيرا ومظاهرات في الشارع الفلسطيني؟
المشاركة من حيث المبدأ مرفوضة ، بيريز يده ملطخة بدماء الشعب الفلسطيني وهذا لا يستطيع أحد إنكاره .. ردة الفعل الشعبية والفصائلية المنددة بذلك مستوعبة وطبيعية ، ولا يمكن القبول بالمبررات التي ساقتها رئاسة السلطة لتبرير ما حصل تحت داعي الدبلوماسية والسياسة والتكتيك وغير ذلك هذه الأمور لا محل لها من الإعراب في ‘إسرائيل’ التي قتلت رئيس وزرائها إسحاق رابين لمجرد حديثه بنوع مغاير عن التسوية و الحل للصراع. هذه حقائق ينبغي أن لا تغيب عن أذهاننا.
• تصريحات أوباما خلال جنازة بيرير ألا تحيل إلى وجود تنازلات من السلطة الفلسطينية مقابل العودة إلى المفاوضات؟
أوباما حديثه لا يعول عليه ؛ فهو يتحدث كشخص غير مسؤول لأنه على بعد أسابيع من مغادرة موقعه ، وبالتالي لا يبنى عليه .. ما يتصل بتنازل السلطة هذا أمر ليس جديدا وبات معهودا للأسف ومرد ذلك هو التعويل على ذات النهج والمسار من دون إعطاء المسارات الأخرى أية أهمية .. المطلوب اليوم هو العودة لخيار الشعب و إرادته كي لا تضيع القضية.
• هناك جهود دولية تسعى إلى إحياء عملية السلام سواء من الطرف الفرنسي مؤخرا أو الأمريكي أو المصري ، لو تقيّمون لنا هذه الأدوار وأهدافها ؟
من حيث الشكل قد تختلف المسميّات لكن الفكرة واحدة ، فلا خلاف في مضمونها .. على أية حال الكل يسعى فقط لإحياء التسوية لمجرد أنّ تكون هناك مفاوضات فقط من دون أي مراعاة لإلزام الاحتلال باستحقاقات ، الكلّ يركز على دفع الفلسطينيين بهذا الاتجاه ولا أحد يتطلع للأمر الواقع الذي تفرضه ‘إسرائيل’ على الأرض.
• برأيكم هل ستشهد القضية الفلسطينية تحولا في ظلّ الإدارة الأمريكية المقبلة ؟
الإدارة الأمريكية أيا كان من سيتولاّها تحافظ على ودّها مع ‘إسرائيل’ ويكفي شاهدا على ذلك ، اتفاق المساعدات العسكرية غير المسبوق بين واشنطن و’تلّ أبيب’ .. أمريكا أثبتت من زمن بعيد أنّها وسيط غير نزيه ، وأنها شريكة في العدوان على الشعب الفلسطيني وحقوقه وهذا يستدعي من قيادة السّلطة التوقف عن ارتهانها للولايات المتّحدة.
• أين الموقف العربي من القضية الفلسطينية؟
حضور جنازة مجرم حرب مرفوضة مهما كانت الظروف .. مسألة المفارقات كثيرة يكفي أن نقول بأن الذين لم ينتصروا لنساء القدس اللواتي يسحلن في الطرقات على أيدي شرطة الاحتلال لن يلتفتوا للدماء التي تسيل على هذه الأرض منذ عقود .. المتنفذون داخل المنظومة الرسمية العربية باعوا فلسطين وينتظرون بفارغ الصبر أن تطمس هذه القضية اليوم قبل الغد لأنها تشكل حاجزا أمامهم وأمام سيدتهم ‘إسرائيل’.