الكاتب والناشط السياسي الكردي زيد سفوك لـ «المغرب »: العديد من أطفال سوريا والعراق هم ضحايا شبكات الاتجار بالبشر

• أكثر من عشرة آلاف طفل اختفوا من دون ذويهم منذ وصولهم إلى أوروبا في الأشهر الأخيرة
أكد الكاتب والناشط السياسي الكردي زيد سفوك ان اطفال سوريا والعراق يتعرضون الى انتهاكات عديدة وهم ضحايا شبكات تهريب والاتجار بالبشر . واضاف في حديثه لـ «المغرب» ان شبكات التهريب استغلت اوضاع السوريين لتنفيذ أجنداتها والقيام بعمليات الخطف

والقتل وبيع الاعضاء البشرية التي تم اكتشافها فيما بعد في عدة مناطق متفرقة في سوريا على حد قوله . ودعا المنظمات المعنية وعلى رأسها الأمم المتحدة الى مراجعة سجلات موظفيها للتأكد من عدم تورط البعض بالاتجار بالأطفال .

• لو توضح لنا ظاهرة اختفاء الاطفال السوريين والعراقيين ومن وراءها ؟
بالنسبة لظاهرة اختفاء الاطفال السوريين بشكل عام والكرد بشكل خاص . هي عملية منظمة ومدروسة يقف خلفها اصحاب نفوذ في تركيا مرتبطين بشكل او بأخر بالمافيا او وسطاء لدى منظمة عالمية معروفة تعتمد بالدرجة الاولى على تدريب الاطفال بشكل ممنهج ومدروس في سبيل حصولها على ولائهم المطلق . وصرحت الكثير من دول الاوروبية ومن ضمنهم بريطانيا في العام الفائت بانها فقدت الاتصال بالكثير من الاطفال الذين دخلوا اراضيها ولا تعلم مكان تواجدهم ، وتركيا هي المنفذ الوحيد لدخول السوريين وهجرتهم الى الغرب . ومنذ بداية «الثورة» السورية تكاثرت المنظمات الارهابية داخل اراضيها بالإضافة الى مجموعة كبيرة من المهربين الذين استغلوا اوضاع السوريين وقاموا بتنفيذ أجنداتهم والقيام بعمليات الخطف والقتل وبيع الاعضاء البشرية التي تم اكتشافها فيما بعد في عدة مناطق متفرقة ، دون ان تتخذ الحكومة التركية اي اجراء بحقهم او ملاحقتهم او حتى اتخاذ اي اجراءات وقائية لمنع تكرار ذلك ، بل انها تسهل كافة الوسائل لعملهم . وهذه الوقائع جميعها تؤكد تورط بعض النافذين داخل الحكومة التركية بالتنسيق والمشاركة مع تلك المنظمات وفروعها المتواجدة في اسطنبول وعنتاب مركز تواجد اللاجئين السوريين بكثافة .

• وهل لديكم معلومات بخصوص شبكات الاتجار المتورطة بالاتجار بالاطفال؟
الفوضى والحروب في منطقة الشرق الاوسط عادت بالفائدة وزادت من نشاطات شبكات الاتجار بالبشر . وهناك تقارير من وكالة الاستخبارات الجنائية للاتحاد الأوروبي تحدثت عن أن أكثر من عشرة آلاف طفل اختفوا من دون ذويهم منذ وصولهم إلى أوروبا في الأشهر الأخيرة، وربما أصبح كثير منهم ضحايا للاتجار بالبشر ، وتلك حقيقة ويتواجد الكثير من تلك الشبكات في تركيا وسوريا والعراق والتي اصبحت موردا لتدفق المال وشراء السلاح .

• وكيف هو وضع الاطفال في سوريا والعراق ؟
وضع الاطفال في سوريا والعراق متدهور بشكل خطير . فهم يشاهدون يوميا مشاهد الدمار التي تقتل تلك الطفولة الطاهرة بأعماقهم . كما أن الهجرة قد أثرت بشكل سلبي على الوضع النفسي لهؤلاء الاطفال . وأماكن الايواء – ان وجدت- تفتقد لسبل الترفيه. وكل هذه الأسباب وغيرها تسجل كنقط سوداء في ذاكرة هؤلاء الأطفال، مما سيؤثر بشكل كبير على مستقبلهم . لذلك انقاذ هذا الجيل يعني إنقاذ أجيال عدة في المستقبل .

• ما هو نداؤكم للمنظمات الدولية المعنية بملف الاطفال ضحايا الحروب؟
المنظمات المعنية اصبحت خارجة عن دائرة القرار لارتباطها بتنفيذ سياسات الممولين. هناك المئات من المنظمات تعمل على الارض وان تم التدقيق في سجلات البعض من عامليها من قِبل جهات مستقلة سيظهر ان البعض ينفذ اجندات لشبكات الاتجار بالبشر ويسربون معلومات حول الاطفال الأيتام ومكان تواجدهم وبعض العائلات الفقيرة التي يمكن اغراؤها بالمال وبذلك تقع تلك العائلات طريدة سهلة لتجار الحروب في المنطقة . لذلك من الاهمية بمكان ان تقوم المنظمات الدولية بالتحقيق صلب اجهزتها ومع العاملين معها لمحاسبة كل من اساء للإنسانية ، للأسف بعض العاملين في هذه المنظمات لديهم سجلات غير نزيهة فيما يتعلق بالتعامل مع الاطفال ضحايا الحروب .

• وماذا عن تجنيد داعش للاطفال وتدريبهم ؟
بات تنظيم داعش الارهابي في ايامه الاخيرة ، وداعش متورط ايضا في اختطاف الاطفال وتجنيدهم وهذا موثق ومؤكد . وظهرت الكثير من اشرطة الفيديو لمعسكرات يتم فيها تدريب الاطفال من قبل امراء التنظيم. كما ان غالبية معسكرات التدريب تتعامل مع مستشفيات مشبوهة يتم فيها اخذ اعضاء الاطفال وبيعها .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115