«مساهمة الاتحاد في النهوض الاقتصادي والاجتماعي لتونس 1957 - 1962»، والثانية للأستاذ البشير اليزيدي الباحث بالمعهد العالي لتاريخ تونس المعاصر تحت عنوان: «الحبيب عاشور من خلال سيرته الذاتية و ما كتب عنه»
وقد أفاد «المغرب» الكاتب العام المساعد للإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس المنصف بن حامد المسؤول عن التثقيف النقابي و التكوين العمالي بالتصريح التالي:
« افتتح الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس عبد الهادي بن جمعة هذه الندوة بالتأكيد على دور المنظمة العتيدة الإتحاد العام التونسي للشغل منذ تأسيسها في معالجة المشاكل و العقبات التي عاشتها تونس سواء زمن الاستعمار أو بعده و ذلك على المستوى السياسي والاجتماعي و كيف أن زعماء الحركة النقابية كانوا في صدارة المقاومين للاستعمار وجبروته، و ما استشهاد حشاد إلا لأن السلطات الفرنسية آنذاك أيقنت أن حشاد لا يدافع عن حقوق العمال المادية فقط وإنما من أجل استقلال تونس وسيادتها».
ثم عرج عبد الهادي بن جمعة للحديث عن حملة التشويه التي يتعرض لها الإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس جراء وقوفه سندا لعمال شركة الخدمات البترولية بجزيرة قرقنة بيتروفاك و كذلك مساندته غير المشروطة لأعوان المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس الموقوفين عن العمل.
ثم شدد الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل على أن قيادات الإتحاد العام التونسي للشغل سواء منها المركزية أو الجهوية أو النقابات الأساسية متماسكة مع قواعدها و لا تفتأ تعمل دوما على إيجاد الحلول لكل القضايا العالقة من خلال الحوار الجدي والمسؤول و الدعوة إلى طاولة التفاوض قبل اللجوء إلى الأشكال النضالية المشروعة مبينا أن هناك أطراف مناوية للمنظمة لا تريد أن تتفاعل بالإيجاب لحل النزاعات الشغلية القائمة .
ثم أحيلت الكلمة للأستاذ الباحث عبد المجيد بالهادي ليتولى تقديم مداخلته التي كانت تحت عنوان «مساهمة الاتحاد في النهوض الاقتصادي والاجتماعي لتونس 1957 - 1962» شدد على مساهمة الإتحاد العام التونسي للشغل الفعالة والبناءة في بناء الدولة الحديثة مذكرا أن تقلد العديد من مناضلي الإتحاد العام التونسي للشغل و مؤسسيه مناصب وزارية في أول حكومة بعد الاستقلال ليس من باب الصدفة و إنما لما تميز به هؤلاء من فكر ثاقب و بصيرة يقظة لخوض معركة البناء والتشييد و كذلك لدور الإتحاد المهم على المستوى المركزي و الجهوي في تنقية المناخ الاجتماعي الذي لعب دورا كبيرا في استقرار البلاد .
ثم أحيلت الكلمة للمتدخل الثاني الأستاذ البشير اليزيدي الباحث بالمعهد العالي لتاريخ تونس المعاصر و الذي كانت مداخلته تحت عنوان: «الحبيب عاشور من خلال سيرته الذاتية وما كتب عنه».
وقد تناول الأستاذ بشير الزيدي سيرة المناضل النقابي والوطني الحبيب عاشور ودوره في تأسيس الإتحاد العام التونسي للشغل و الدور الريادي الذي لعبه في تاريخ الحركة النقابية في العاصمة و في جهة صفاقس بدءا من إضراب 28 جويلية 1946 مرورا بإضراب 5 أوت 1947 وصولا إلى عديد المحطات النضالية التي دافعت عن كرامة العمال و حقوقهم المادية والمعنوية فضلا عن مواقفه البطولية في مساندة قضايا التحرر الوطني خاصة في الوطن العربي وفي ما يتعلق بمساندته المطلقة للقضية الفلسطينية».
إحياء ذكرى تأسيس الإتحاد العام التونسي للشغل أمر محمود و إحياء وفاة عاشور فيها أيضا اعتراف بالجميل لمن قدموا الكثير للبلاد و العمال و لكن لا ينبغي أن تمر هذه المناسبات دون أن نتعلم من المناضلين الإيثار في سبيل تونس حتى لا نلحق بمنظمتنا العتيدة الإتحاد العام التونسي للشغل ما لا نرضاه لها دون أن نعي.