وهو ما يثبته تقرير شهر أكتوبرالماضي حول الاحتجاجات الاجتماعية وحالات الانتحار ومحاولات الانتحار والعنف والذي يؤكّد ارتفاع عدد التحركات الاحتجاجية المرصودة خلال اكتوبر مقارنة بنفس الشهر من سنة 2018 او بالشهر الذي سبقه.
مع اقتراب نهاية كل سنة وبداية سنة جديدة يرتفع تدريجيا نسق التحركات الاحتجاجية الاجتماعية ليصل اقصاه خلال شهري ديسمبر وجانفي، قاعدة لم يحورها المناخ الايجابي الذي ساد البلاد عقب الدور الاول من الانتخابات الرئاسية ليستمر مع انتخاب قيس سعيد رئيسا للجمهورية بتسجيل وحدة الرصد بالمرصد الاجتماعي التونسي صلب المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية لارتفاع التحركات الاحتجاجية خلال شهر اكتوبر مقارنة بشهر سبتمبر الذي سبقه او شهر اكتوبر ذاته من سنة 2018.
فوفق تقرير شهر أكتوبر 2019 حول الاحتجاجات الاجتماعية وحالات الانتحار ومحاولات الانتحار والعنف والذي اصدره امس الاثنين المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، ارتفع عدد التحركات الاحتجاجية الاجتماعية خلال اكتوبر الماضي الى 834 تحركا احتجاجيا اجتماعيا فبعد ان كانت في سبتمبر 2019 في حدود 739 تحركا احتجاجيا فيما كان في اكتوبر 2018 في حدود 458 تحركا.
ومقارنة بشهر اكتوبر 2018 سجلت الاحتجاجات ذات الخلفية الاقتصادية حسب تقرير المنتدى ارتفاعا بنسبة 75 بالمائة فيما ارتفعت الاحتجاجات ذات الخلفية الاجتماعية بنسبة 397 بالمائة، كما ارتفع نسق الاحتجاجات ذات الخلفية الصحية والتربوية على التوالي بنسبة 175 بالمائة و 13 بالمائة فيما قدرت نسبة ارتفاع الاحتجاجات ذات العلاقة بالبنية التحتية بنسبة 26 بالمائة.
صيغة او طريقة التحركات الاحتجاجية خلال شهر اكتوبر الماضي كان على رأسها التجمع الاحتجاجي الذي يشكل اكثر الاشكال الاحتجاجية التي يلجأ اليها المحتجون حيث بلغت نسبة التجمعات الاحتجاجية 45 بالمائة من مجموع الاشكال الاحتجاجية المرصودة طيلة شهر أكتوبر ومن ثم الاضراب بنسبة 15 بالمائة وقطع الطرقات بنسبة 12 بالمائة والاعتصام بنسبة 6 بالمائة ومن ثم حرق العجلات المطاطية بنسبة 1.35 بالمائة من جملة الاحتجاجات المرصودة طيلة شهر أكتوبر.
الاحتجاجات العشوائية العنيفة
المعلوم ان التحركات الاحتجاجية وفق تصنيف التقرير الشهري تتوزع الى تحركات عفوية وتلقائية أوعشوائية والتي تعتبر اخطر التحركات الاحتجاجية واكثرها قابلية على افراز تحركات عنيفة، وخلال شهر اكتوبر الماضي مثلت التحركات الاحتجاجية العنيفة حوالي 22.1 بالمائة من جملة التحركات بتسجيل 184 تحركا احتجاجيا عنيفا، وقد اكد تقرير المنتدى انها النسبة الأقل مقارنة بالاحتجاجات العفوية والتلقائية. لكن في المقابل شدد تقرير شهر اكتوبر للتحركات الاجتماعية على ان الاحتجاجية العشوائية او العنيفة لا تزال مؤشرا لافتا للنظر باعتبار انها غير مؤطرة خاصة منها تلك التي لها علاقة بردات الفعل الآنية كردات فعل المتضررين من تسرب سيول الامطار الى منازلهم كما كان الحال مه سكان حي المستقبل بأريانة وغلق المدخل الشمالي للعاصمة بسبب اجتياح مياه الامطار لمنازلهم وفي ظل غياب أي تفاعل للمسؤولين مع ازمتهم الامر الذي تسبب في حالة من الهلع والفوضى والهستيريا والاكتظاظ في اغلب الطرقات، وفق ما اورده تقرير المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية.
القيروان اكثر الجهات احتجاجا
التوزيع الجغرافي للتحركات الاحتجاجية التي تم تسجيها خلال شهر اكتوبر الماضي وضع ولاية القيروان على لائحة الجهات التي شهدت أكثر تحركات احتجاجية بتسجيل 127 تحركا في الولاية التي اعتبر التقرير الشهري للتحركات الاحتجاجية الذي يصدره المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية انها منطقة لا تزال في طليعة المناطق الأكثر احتجاجا دون أن تلاقي مجمل هذه الاحتجاجات أي تفاعلات تذكر من قبل المسؤولين.
وبعد ولاية القيروان يضع تقرير شهر أكتوبر 2019 حول الاحتجاجات الاجتماعية وحالات الانتحار ومحاولات الانتحار والعنف ولاية القصرين في المرتبة الثانية من حيث التحركات الاجتماعية بتسجيل 94 تحركا في الولاية تليها ولاية سيدي بوزيد بـ 86 تحركا فولاية قفصة بـ67 تحركا احتجاجيا.