التعليم الثانوي مرشد ادريس في تصريح لـ«المغرب» بالمحاولة لدفع الوزارة إلى العودة العاجلة للتفاوض الجدّي لتجنّب شبح السنة الدراسية البيضاء الذي بدأ يلوح جدّيّا مع كل يوم يمتدّ في عمر الازمة بين الجامعة والوزارة التي اعتبرها ادريس تتعمّد تجاهل كل تحركات قطاع الثانوي التي ستتواصل غدا الاربعاء بتنفيذ يوم غضب جهوي قبل يوم 6 فيفري الذي سيكون تاريخ يوم غضب وطني بالتوازي مع مقاطعة امتحانات الثلاثي الثاني الذي لا يزال قرارا قائما.
في حدود الساعة الثالثة بعد ظهر امس فاجأ اعضاء المكتب التنفيذي للجامعة العامة للتعليم الثانوي وزير التربية حاتم بن سالم بالدخول الى مقرّ وزارته مرفوقين ببعض قيادات الهياكل الجهوية في تونس الكبرى، ليعلنوا مباشرة عن انطلاق اعتصام مفتوح مركزي تحوّل بعد حوالي الساعة والنصف الى تجمّع لما يفوق الـ150 استاذا وقياديا نقابيا لن يبارحوا مقرّ الوزارة الا بعودة رأسها حاتم بن سالم الى التفاوض، وفق ما اكده الكاتب العام المساعد لجامعة التعليم الثانوي مرشد ادريس لـ«المغرب».
واعتبر الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للتعليم الثانوي مرشد ادريس في افادته لـ«المغرب» ان قطاع التعليم الثانوي استوفى منذ حوالي الـ14 شهرا كل الآليات والتحركات الاحتجاجية، من وقفات احتجاجية ومسيرات واضرابات وحجب اعداد وتعليق للدروس وصولا الى مقاطعة الامتحانات، الا ان الوزارة تتعمّد تجاهل كل تلك التحركات للدفع نحو اطالة امد الازمة لبلوغ سنة دراسية بيضاء، وفق تعبيره وهو ما دفع المكتب التنفيذي لجامعة التعليم الثانوي الى اقرار اللجوء الى اعتصام مفتوح، دون الاعلان عنه كما هو معمول به عند اقرار اي تحرّك، للضغط على الوزارة ومن ورائها الحكومة للعودة للتفاوض في اسرع وقت لتفادي تهديد السنة الدراسية الذي يصبح اكثر جدّية مع كل يوم ينضاف إلى عمر الازمة بين جامعة الثانوي والوزارة التي اعتبرها مرشد ادريس مسؤولة عن الدفع اكثر نحو تأزيم الوضع لبلوغ سنة دراسية بيضاء في مواصلة لسياسة الحكومات المتعاقبة لتدمير المرفق العمومي بداية من المدرسة العمومية.
كما اكد الكاتب العام المساعد لجامعة التعليم الثانوي لـ«المغرب» ان الجامعة ستوجّه دعوة إلى هياكلها النقابية الجهوية والاساسية وقواعدها الاستاذية في تونس الكبرى وبقية الجهات للالتحاق بالاعتصام المفتوح الذي سيقطعه «يوم الغضب الجهوي» المنتظر تنفيذه يوم الاربعاء القادم بخروج المعتصمين من الوزارة مع حدود منتصف النهار والنصف للتوجّه نحو ساحة الحكومة بالقصبة قبل العودة مجدّدا لبهو الوزارة في انتظار يوم 6 فيفري الذي سيكون تاريخ يوم غضب وطني بالتظاهر امام الوزارة في شارع باب بنات ومن ثمّ التوجّه في مسيرة الى شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة في اعادة لتحرّك 19 ديسمبر 2018.
الجامعة ستكون مرنة...وتراجع الحكومة اطال الازمة
اما بخصوص مدى استعداد جامعة الثانوي للتنازل نوعيّا بخصوص ملفّها المطلبي لتيسير التوصّل إلى اتفاق يطوي صفحة مقاطعة الامتحانات واللاإستقرار في الاعداديات والمعاهد الثانوي، فقد قال الكاتب العام المساعد لجامعة التعليم الثانوي مرشد ادريس لـ«المغرب» ان الجامعة تسعى إلى إنهاء الازمة لتمكين التلاميذ من حقّهم في المدرسة العمومية وسيكون مكتبها مرنا في حال استجابت وزارة التربية ومن ورائها الحكومة لمطلب العودة إلى التفاوض.
وأكد عضو المكتب التنفيذي لجامعة التعليم الثانوي ان الجامعة تفاعلت ايجابيّا مع مقترحات الوزارة وممثلي الحكومة خلال جلسات التفاوض السابقة بخصوص مطالبها المادية والمتعلّقة بالتقاعد المبكرّ وانقاذ المدرسة العموميّة، الا ان تراجع الوزارة والحكومة خلال الجلسة الاخيرة في 23 نوفمبر عمّق الازمة واطال امدها لتصبح تهديدا للسنة الدراسية الحالية.
يُذكر ان جامعة الثانوي تؤكّد ان تراجعت ومن خلفها الحكومة عن موافقتهما المبدئية عن مطلب التقاعد المبكرّ على قاعدة 32 سنة عمل و57 سنة عمر وطرحت تكفّل الاساتذة الراغبين في التقاعد المبكّر بتمويل كامل فترة التنفيل، ووفق جامعة الثانوي شمل التراجع كذلك الترفيع في المنح.