العام المساعد للجامعة العامة للبريد حبيب التليلي لـ«المغرب» ان تركيز تلك المؤسسة من طرف وزير تكنولوجيات الإتصال والإقتصاد الرقمي سيجعلها تحتكر كل المعطيات الحساسة للدولة مما سيمس بالأمن القومي ودعت النقابات الـ10 كل العاملين في القطاع الى تنفيذ وقفة إحتجاجية يوم الخميس 5 جويلية امام المسرح البلدي بالعاصمة.
أعلنت 10 نقابات من مؤسسات القطاع العام المختصة في الإعلامية والإتصالات والبريد رفضها إحداث مؤسسة «التونسية للتنمية الرقمية» من طرف وزير التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي أنور معروف، وطالبت رئاسة الحكومة بالغاء قرار احداث تلك المؤسسة بعد موافقة مجلس وزاري على الأمر الحكومي المتعلق بتركيزها في 20 جوان الجاري.
وإعتبرت النقابات الـ10 ان وزير تكنولوجيات الإتصال والإقتصاد الرقمي تجاوز كل الخطوط الحمراء وزج برئاسة الحكومة في مشروع يمسّ من الأمن القومي المعلوماتي وحتّى بالسيادة الوطنية من خلال تحويل المهام والمعطيات المخزنة لدى المركز الوطني للإعلامية وبدرجة اقل الوكالة التونسية للأنترنيت الى مؤسسة «التونسية للتنمية الرقمية» مما يهدد الأمن الوطني للمعلومات والعمليات والمعطيات الحساسة للدولة وللمواطن.
دورها غامض
الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للبريد وهي احدى النقابات الـ10 التي ترفض إحداث المؤسسة، حبيب التليلي أوضح في تصريح لـ«المغرب»،ان الهيكل المزمع إحداثه سيكون إطارا لتجميع كل المعطيات المتعلّقة بمؤسسات الدولة والمواطنين والهياكل تحت غطاء إضطلاعها بمهام اخرى يقوم بها حاليا المركز الوطني للإعلامية مما يجعل دورها غامضا ومثيرا للشبهات ويمثّل خيارا خطيرا من طرف وزير الإتصالات خاصة في ظل عقده لإتفاقيات مع شركات تركية خاصة.
كما اعتبر الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للبريد حبيب التليلي ان هذه المؤسسة التي يسعى وزير تكنولوجيات الإتصال لإحداثها ستكون موازية للمركز الوطني للإعلامية وبالتالي ستشكل خطرا على ديمومة كل المؤسسات المختصة في الإعلامية والاتصالات وخدمات البريد، كمركز الإعلامية لوزارة الصحة والوكالة التونسية للسلامة المعلوماتية وشبكة تونس للتجارة والمركز الوطني للتكنولوجيات في التربية ومركز الإعلامية لوزارة المالية والبريد التونسي ووزارة تكنولوجيات الاتصال والاقتصاد الرقمي.
الإحتجاج للتحسيس بالخطر...
النقابات الـ10 دعت الى تنفيذ وقفة إحتجاجية امام المسرح البلدي يوم الخميس 5 جويلية المقبلة ووفق الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للبريد حبيب التليلي يتمثل الهدف من الوقفة الإحتجاجية وإختيار المسرح البلدي لتنفيذها في تحسيس التونسيين بخطورة المؤسسة المزمع إحداثها حيث أكد انها أكثر من مجرّد إشكالية قطاعية لتمثّل خطرا محدقا بكل البلاد.
المؤسسة ستحلّ إشكالية التنفيذ
خلال مناقشة ميزانية وزارة تكنولوجيات الإتصال والإقتصاد الرقمي لسنة 2018 وُجهت لانور معروف إنتقادات بخصوص إحداث المؤسسة التونسية للتنمية الرقمية من طرف النائب عن الجبهة الشعبية الجيلاني الهمامي، الذي تقلّد في السابق خطة كاتب عام للنقابة العامة للبريد. وقد أكد وزير تكنولوجيات الإتصال ان المركز الوطني للإعلامية مؤسسة وطنية مهمة ولن يكون هناك اي تداخل في الأدوار بين المركز والمؤسسة المزمع إحداثها بل بالعكس ستكون عاملا لدعم دور عمل المركز الوطني للاعلامية.
كما ان تنفيذ المشاريع إستوجب التوجه نحو إحداث المؤسسة التونسية للتنمية الرقمية التي ستحلّ وفق وزير الإتصالات 3 إشكاليات، وهي الشرعية الأفقية بين الوزارت المتداخلة في مختلف المشاريع والتمويل ومشكلة الكفاءات البشرية لتنفيذ المشاريع ذات البعد الاستراتيجي، بالإضافة الى رقمنة كافة المسارات الادارية سيساهم في تركيز الحوكمة الرشيدة ومقاومة الفساد.