تراوح مكانها الى اليوم بدفع من الحكومة كما إعتبر ان الازمة بين حكومة يوسف الشاهد والإتحاد ستكون لها تداعيات خطيرة وكل الإحتمالات متوقّعة في ظلّ الأزمة التي تبدو في الظاهر متعلّقة بالتعليم الثانوي في حين انها أعمق وتشمل ملفات كبرى وكذلك الخلاف بخصوص صياغة وثيقة قرطاج 2.
لا تزال أزمة التعليم الثانوي تراوح مكانها من خلال مواصلة تعليق الدروس لليوم الرابع بالتوازي مع تشبّث الحكومة بالتخلّي عن التحركات للتفاوض بخصوص المطالب مع تأكيدها انها صعبة التحقيق خاصة في جانبها المادي، وقد أكد الأمين العام المساعد لإتحاد الشغل سامي الطاهري لـ»المغرب» ان كل محاولات ومساعي إنهاء الازمة التي كانت آخرها تدخّل البرلمان فشلت بسبب غياب أي إرادة للحكومة لتجاوزها بل إنها تدفع لتعقيدها أكثر لتصل اليوم الى حدّ أزمة بينها وبين الإتحاد.
تلك الأزمة بين اتحاد الشغل والحكومة وفق تأكيد الناطق الرسمي بإسم الإتحاد سامي الطاهري ستكون لها انعكاسات وتداعيات خطيرة، وعن إمكانية ان يكون الإنسحاب من إتفاق قرطاج أحد تلك التداعيات إكتفى الطاهري بالقول ان كل الإحتمالات متوقّعة في ظل الأزمة التي تتجاوز إشكالية التعليم الثانوي لتصل حدّ صياغة وثيقة قرطاج 2 من خلال الخلاف بخصوص إدراج عدد من النقاط التي يطالب إتحاد الشغل بتضمينها في الوثيقة.
البرلمان لم يتوصل الى حلّ
لم تفض اي من المحاولات والتحركات المتعدّدة الإتجاهات لحلحلة أزمة التعليم الثانوي التي تتعمّق أكثر بمرور الوقت، وآخر تلك المحاولات قام بها البرلمان من خلال لجنة برئاسة محمد الناصر إجتمعت بوزير التربية حاتم بن سالم ومن ثم أمين عام إتحاد الشغل نور الدين الطبوبي والامين العام المساعد سمير الشفي دون الخروج بالنتيجة التي وُضعت كهدف وهي الدفع بأطراف الأزمة للجلوس على طاولة الحوار.
تلك النتيجة يبدو انها كانت متوقّعة على الأقلّ بالنسبة لرئيس كتلة الولاء للوطن رياض جعيدان الذي أكد لـ«المغرب» ان اللجنة لم تتعهّد بحلّ الازمة او إعادة الإتحاد والحكومة الى طاولة الحوار، بل فقط تقوم بمحاولات في ذلك الإتجاه دون التدخل في المفاوضات بل فقط تقريب وجهات النظر بين الحكومة والإتحاد الذي كان أمينه العام مستعدّا للبقاء في البرلمان الى حدود صباح اليوم الموالي في حالة توصّل اللجنة الى إقناع الشاهد بالقدوم والتفاوض لحلّ أزمة التعليم الثانوي.
لكن ما طرحه أمين عام الإتحاد خلال الجلسة التي تمت في ساعة متأخرة من ليلة الإربعاء الماضي صعب التحقيق حتى من وجهة نظر رئيس كتلة الولاء للوطن الذي يرى انه من غير المعقول ان تضع الحكومة شروطا للتفاوض وكذلك ربط حلّ أزمة التعليم الثانوي بعدد من الملفات الأخرى في حين ان الإشكال كان يمكن حلّه منذ البداية لتفادي تحوّل مشكل شغلي الى ازمة مجتمعية وتهدد السلم الاجتماعية في البلاد.
مواصلة تعليق الدروس
الجامعة العامة للتعليم الثانوي ستواصل اليوم الجمعة تنفيذ تعليق الدروس لليوم الرابع، بالتوازي مع دعوتها للأساتذة الى تنفيذ تجمعات احتجاجية امام المندوبيات الجهوية للتربية بكل الجهات مباشرة إثر إنتهاء الإجتماع في قاعة الأساتذة الذي يقع عقده يوميّا منذ الإنطلاق في تنفيذ تعليق الدروس يوم الثلاثاء الماضي والتي كانت نسبة المشاركة فيه تناهز الـ97 بالمائة ليرتفع في اليوم الثاني الى 98.24 بالمائة لتبقى في حدود تلك النسبة أمس الخميس وفق ما أعلنته جامعة التعليم الثانوي.
في كلمة عبر الصفحة الرسمية للجامعة على موقع التواصل الإجتماعي «فايسبوك» توجّه الكاتب العام لجامعة التعليم الثانوي لسعد اليعقوبي بخطاب أكد فيه ان كل محاولات امين عام اتحاد الشغل لحلحلة الأزمة باءت بالفشل، والسبب وفقه هو توجّه الحكومة للمساومة ومقايضة ملف التعليم الثانوي بتنازل الإتحاد وتغيير موقفه في علاقته بعدد من الملفّات على رأسها القطاع العام والصناديق الاجتماعية.
وهو ما يجعل الخيار الوحيد للأساتذة من وجهة نظر اليعقوبي مواصلة التحرّك في مقابل خيار وحيد للحكومة ووزارة التربية كذلك يتمثّل في فتح مفاوضات جدية لإنهاء ازمة التعليم الثانوي والتي إتهمها بـ»تأليب الرأي العام ضد المدرسين» من خلال مغالطة حصر مطالبهم في الجانب المادّي والترويح بأنهم منعوا الأساتذة الراغبين في التدريس من العمل.