في الذكرى 72 لتأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل: نحو توحيد الموقف النقابي الدولي من أجل فلسطين

اختار الاتحاد العام التونسي للشغل ان يحتفل بالذكرى 72 لتأسيسه من خلال ملتقى دولي نقابي لدعم الشعب الفلسطيني ،

بحضور شخصيات نقابية تونسية وعربية ودولية اجتمعت امس بالعاصمة التونسية من اجل البحث عن سبل الرد على قرارات الادارة الامريكية بشأن القدس وكيفية دعم حقوق الشعب الفلسطيني، ومن اجل ايصال صوت احرار فلسطين لكل العالم عبر الهياكل النقابية الدولية . وقد عبر ضيوف المؤتمر عن اهمية ان يكون الملتقى بادرة لملتقيات اخرى نقابية عربية ودولية تدعم فلسطين وفي شتى المجالات والهياكل النقابية المختلفة. ومن ابرز الضيوف مامادو ديالو الأمين العام المساعد بالاتحاد الدولي للنقابات ودياقو زوريلا ممثل الامم المتحدة بتونس اضافة الى قيادات فلسطينية وشخصيات نقابية تونسية وعربية ودولية .

وقد اكد الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل ورئيس الاتحاد العربي للنقابات نور الدين طبوبي ان الحافز المباشر لهذا اللقاء كان القرار الذي اتخذته الادارة الامريكية بنقل سفارتها الى القدس ايذانا باعلانها عاصمة لدولة الاحتلال. واوضح في كلمته امام ضيوف المؤتمر ان هذ القرار ادانته المجموعة الدولية واجمع اغلب احرار العالم على بطلانه وهو يعد خرقا للقانون الدولي وانتهاكا لحق الشعوب في تقرير مصيرها . وقال انه يحمل مخاطر على الوضع الاقليمي والدولي بما يخلفه من تصادم وما يخلفه من تأجيج للتوتر وما يسببه من حروب وتقاتل . مشيرا الى ان لا احد يستطيع تخمين مالاتها ولا توقع تداعياتها على كل المنطقة والعالم . لتضاف لما تعانيه المنطقة العربية من ويلات الحروب والتدخلات الاجنبية ومن الارهاب الذي تقف وراءه دول وقوى تتناحر من اجل الهيمنة وبسط النفوذ .

دور الحركة النقابية العالمية
وشدد الطبوبي على دور الحركة النقابية العالمية والتي دأبت على النضال من اجل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للعمال حول العالم وعلى النضال من اجل تحرر الشعوب. وقال ان هذه الحركة لديها كل المقومات للضغط دفاعا عن الحق والعدل ودعما للقضية الفلسطينية . واضاف ان هذا اللقاء يمكن ان يلعب دورا فاعلا لدعم حق الفلسطينيين في اقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس وان يسعى الى عزل القرار الامريكي تماهيا مع موقف الاغلبية الساحقة للدول والمنظمات غير الحكومية التي ادانت هذا القرار .
واشار الى ان زيارة امين عام الاتحاد شارن برز الى غزة كانت بمثابة كسر للحصار الجائر. واعرب عن امله بان يكون اللقاء مناسبة لتوحيد الموقف النقابي الدولي سواء في هذا الاجتماع او في مؤتمر الاتحاد الدولي للنقابات القادم .

فلسطين عنوان التحرر العالمي
من جهته ، قال سفير دولة فلسطين هايل الفاهوم ان تونس كانت دوما حاضنة للقضية الفلسطينية . واشار الى ان اسرائيل تواصل ارتكاب جرائم ضد الشعب الفلسطيني . وقال ان من يدافع عن فلسطين يدافع عن ذاته فلا توجد مصداقية لاية استراتيجية دون تحرير فلسطين باعتبارها العنوان الاساسي للامن ولإنفاذ عدالة القانون الدولي ، خصوصا وان فلسطين عنوان جوهري للتحرر العالمي ..وقال ان دعم الادارة الامريكية للدور الذي تمارسه اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني يعتبر من قبيل الارهاب الدولي خصوصا بعد اعلان ترامب المستفز باعلان القدس عاصمة لدولة الاحتلال . واشار الى ان هذا القرار جعل اسرائيل تمعن في انتهاكاتها للقوانين والشرائع والقيم . وفي استخدام القوة والارهاب للسيطرة على فلسطين . ودعا الى اتخاذ اجراءات ضد ترامب ولا يجب الاكتفاء بردات الفعل المعهودة بل لا بد للقوى الحية في العالم التحرك للدفاع عن مبادئ السلم العالمي للضغط على الادارة الامريكية كي تتراجع عن قرارها فورا بشأن القدس . وذلك من خلال الاعداد لتحركات نقابية على الساحة الدولية لدعم القضية الفلسطينية وردع الانتهاكات الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته .

التضامن الدولي
يؤكد عزام الاحمد عضو البرلمان الفلسطيني في مداخلته ان الادارة الامريكية تخلت عن القيام بواجبها والتزاماتها كدولة كبرى وقال ان القرار رغم خطورته على قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين، الا ان المجتمع الدولي لم يتحمل مسؤولياته حتى الان لتنفيذ القرار بل ازدادت وتيرة الاستيطان . واكد ان عدم ايجاد حل عادل ودائم يشكل احد العوامل الاساسية التي تدفع الى الياس وارتماء الشباب للانضمام الى الجماعات المتطرفة التي تقوم بتاجيج العنف والارهاب ... واردف ان الهدف من " صفقة القرن" بات جليا من خلال قرار ترامب حول القدس والاجراءات بحق الاونروا بتجميد مساهمة الولايات المتحدة بميزانيتها وقرار الكونغرس قطع المساعدات عن الشعب الفلسطيني .
وتابع بالقول :« ان الاوان للتخلص من اخر احتلال في العالم ومن نظام الابرتايد الذي تمارسه سلطة الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين».

حشد الدعم الدولي
من جهته اوضح سامي الطاهري الناطق باسم الاتحاد العام التونسي للشغل في حديثه لـ «المغرب» ان الغاية من الاجتماع هي حشد الدعم النقابي الدولي للقضية الفلسطينية باعتبار ان النقابات ممتدة عبر كل دول العالم ومنظمة تنظيما قويا ولها ضغط وخاصة في الدول الاوربية والامريكية حيث مصدر القرار . واضاف :"اردنا ان نوحد الخطاب النقابي بين الحاضرين لاصدار بيان تونس ليكون داعما للقضية الفلسطينية ومستنكرا لقرار الادارة الامريكية حول القدس ومتمسكا بالحقوق الشرعية لدولة فلسطين ". وشدد على ان هذا الملتقى يمهد لمؤتمر الاتحاد الدولي للنقابات الذي سينعقد قريبا ولا بد ان يكون له مواقف في هذا الاتجاه . وشدد على دور الجانب الدعائي والاعلامي من اجل ابلاغ صوت فلسطين بين النقابات والعمال لتبلغ القضية الفلسطينية لأماكن القرار وان يكون لهذا اللقاء تأثير في تغيير سياسات الكثير من الجمعيات غير الحقوقية ومن المنظمات وبالأساس النقابات التي اعتبر انها تناصر القضية الفلسطينية ولكن ليس بالدرجة التي يجب ان تكون عليها في اتجاه حق الشعوب في تقرير مصيرها وحقوق الفلسطينيين الشرعية والتاريخية . وقد اطلق المجتمعون امس "اعلان تونس لدعم فلسطين" والذي يؤكد على ضرورة اتخاذ اجراءات جادة وعملية لدعم فلسطين ومدينة القدس بالتحديد لكي تكون على مستوى الرد العملي على قرار ترامب اعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل السفارة الامريكية اليها .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115