«حرصت هذه التجربة الفريدة على تشريك التلاميذ كأطراف فاعلة ومشاركة في تأسيس المناخ التعليمي الديمقراطي. وقد انطلقت هذه الندوة بالمنستير في يومها الافتتاحي الأول بحضور الاتحاد الجهوي بالمنستير الذي رحّب بالحضور وثمّن هذه التجربة التشاركية.
كما حضرت النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بالمنستير التي أكدت على حاجة الاساتذة والتلاميذ لمثل هذه الندوات لاستشراف الحلول التعليمية والتربوية الممكنة لمنظومتنا التعليمية.
وقد أكّد الأخ قاسم عفيّة ممثلا عن المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل بعد الترحيب على ضرورة ان تكون المدرسة التونسية وسيلة استراتيجية لمكافحة الارهاب وبناء نموذج تونسي يؤمن بالديمقراطية والانفتاح ويساهم في الرقي والمعرفة والإبداع.
وتلت كلمة النقابة الدنماركية ممثلة عن هان التي شكرت الجميع على حسن الضيافة وحرارة الاستقبال ونزّلت الندوة في إطارها العام من مشروع الشراكة بين النقابة العامة للتعليم الثانوي والنقابة الدنماركية وأكدت على شوق فريقها لتقديم ما يمكن تقديمه لتعريف الاساتذة التونسيين على تجربة تعليمية جديدة قائمة على الديمقراطية يمكن الاستلهام منها والاستئناس بما يصلح للواقع التونسي.
وختم كلمات الترحيب الأخ لسعد اليعقوبي عن النقابة العامة كاشفا عن التحديات المناطة بعهدة الجميع من أجل بناء تصور تعليمي شعبي ديمقراطي وطني منفتح عن الأخر مكرس لقيم المسؤولية والمشاركة والتجديد ومحقق لانتظارات كل الأطراف في العملية التربوية مربين و تلاميذ من اجل انفتاح حقيقي على المجتمع لمزيد تجذير الثقافة الديمقراطية.
وكان اليوم الثاني للندوة بسوسة حيث حضر الأخ سمير الشفي ممثلا عن المكتب التنفيذي والذي ثمن بدوره هذه التجربة وأكّد على ضرورة إيلاء ملف الإصلاح التربوي الضرورة القصوى باعتباره خيارا استراتيجيا لمكافحة الارهاب والنهوض بالوطن وبناء المستقبل .
وقد اشتملت الندوة على برنامج واضح جمع بين العرض (لرؤية الأصدقاء الأساتذة الدنمركيين لدمقرطة الحياة المدرسية ) وبين النقاش والتحليل في مجموعات أولية وأخرى ثانوية لهذه الرؤية واستلهام ما يمكن ان يساعدنا في تطوير المناخ الديمقراطي في مؤسساتنا التربوية.
وفي جانب آخر حرصت لجنة القيادة التي زارت مجموعة مؤسسات تربوية بالدنمارك على أن تقدم عرضا مصورا يصف المنظومة التربوية في الدنمارك وما وصلوا إليه من تطور في تثبيت الآليات الديمقراطية في الحياة المدرسية قانونا وتجهيزات وبرامج وانفتاحا على
الفضاء الخارجي بالمجتمع
وقد تركز المضمون على محاور ومواضيع محددة عولجت عرضا ونقاشا وفق ثلاث أسئلة جوهرية: ما المفيد مما قدّم ؟ ما رأيك فيه؟ كيف يمكن أن نستلهم ما يفيد تجربتنا التربوية وفق خصوصية واقعنا دون إسقاط؟
• دور البرامج التربوية وانتظاراتها في تحقيق الفعل الديمقراطي في المؤسسة
• دور الأسرة ورياض الأطفال والمدرسة في تجذير الثقافة الديمقراطية في الطفل
• المدرسة فضاء ثقة .. وفضاء صداقة..ومناخ امن وحميمية ..قبل ان يكون مكان تعليم وتعلم واكتساب المهارات.
• مشاركة المدرسين والتلاميذ وتأثيرهم في دمقرطة الحياة المدرسية.
• مجلس المدرسة /مجلس المدرسين./مجالس الاختصاص./مجلس التلاميذ ... الديمقراطية: انتخاب .. تشاركيّة ... مسؤوليّة.
• نظام التقييم داخل المؤسسة أنواعه غاياته وجودته.
إن الديمقراطية ثقافة اجتماعية وتقليد شعبي يمارس منذ الولادة بمبادئ الاحترام والمشاركة والمسؤولية ولذلك لا بد ان تكون المدرسة فاعلة في محيطها مدربة على معالجة ما حولها».