مسؤولية حادثة تهجم مخلوف على عبير موسي والتي أدت إلى تلويح موسي بمنع اجتماعات هياكل المجلس التي سيكون أولها اجتماع مكتب المجلس اليوم.
في متابعة لحادثة تهجم رئيس كتلة ائتلاف الكرامة سيف الدين مخلوف على رئيسة كتلة الدستوري الحرّ عبير موسي بقاعة العرش الذي تنفذ فيه كتلة الدستوري الحرّ اعتصاما مفتوحا منذ يوم الثلاثاء الماضي، اكدت موسي امس الخميس انها ستمنع انعقاد اي اجتماع لهياكل المجلس وتحديدا مكتب المجلس والجلسة العامة الى حين ايقاف رئيس كتلة ائتلاف الكرامة سيف الدين مخلوف و«نزيف العنف» بالمجلس.
وقد وصفت موسي حادثة افتكاك هاتفها امس من طرف سيف الدين مخلوف بالـ«البراكاج»، وقالت انها لن تقدم اي شكاية باعتبار ان ما حصل موثق بالفيديو وعلى النيابة العمومية ووزارة المرأة والحكومة التحرّك واثارة الدعوى.
هذا وقد نشرت رئيسة كتلة الدستوري الحر عبير موسي اول امس الاربعاء مقطع فيديو يظهر حادثة تهجم مخلوف عليها وافتكاك هاتفها الجوال بعد ان قامت بتصوير تهجمه عليها في قاعة العرش حيث تنفذ اعتصاما مفتوحا لمطالبة الكتل النيابية بالإمضاء على مقترح تقديم عريضة لسحب الثقة من رئيس البرلمان،راشد الغنوشي ومن رئيس الحكومة هشام المشيشي.
اجتماع المكتب سينعقد اليوم
كان من المفترض ان يعقد مكتب مجلس نواب الشعب أمس الخميس اجتماعه الدوري لضبط روزنامة العمل خلال الفترة المقبلة واحالة بعض مشاريع القوانين على اللجان التشريعية وتحديد تاريخ جلسات عامة لعرض مشاريع القوانين الجاهزة على التصويت وخاصة تلك المتعلّقة باتفاقيات قروض، الا ان مكتب المجلس لم ينعقد وتقرر عقده اليوم الجمعة.
عضو مكتب المجلس جميلة الكسيكسي اوضحت في تصريح لـ»المغرب» ان اجتماع المكتب لم يقع تاجيله بسبب اعتصام كتلة الدستوري الحرّ، حيث تم فقط الاتفاق على مزيد اضافة بعض النقاط لجدول اعماله من مشاريع قوانين جاهزة لتحديد تواريخ جلسات عامة للمصادقة عليها وغيرها من النقاط التقنية الاخرى، كما اعتبرت الكسيكسي ان الاشكالات والخلافات بين الكتل لا تعني تعطيل عمل المجلس من مكتب وجلسة عامة في ظرف كالذي تمرّ به البلاد.
واكدت ان مكتب المجلس سينعقد اليوم رغم تلويح رئيسة كتلة الدستوري الحرّ بمنع انعقاد هياكل المجلس، حيث قالت الكسيكسي ان المكتب سينعقد بكل الآليات المتاحة بما فيها انعقاده عن بعد باعتبار ان عمل المجلس في الفترة الحالية يخضع لقرار الإجراءات الاستثنائية الذي يتيح انعقاد كل هياكل المجلس عن بعد من المكتب والجلسة العامة وكذلك التصويت على مشاريع القوانين عن بعد.
كتل تندّد وتحمل الغنوشي المسؤولية
حادثة اعتداء رئيس كتلة ائتلاف الكرامة سيف الدين مخلوف على رئيسة كتلة الحزب الدستوري الحرّ عبير موسي انتجت ردود فعل مستهجنة من طرف عدد من الكتل البرلمانية بمجلس نواب الشعب، حيث أدان النائب عن الكتلة الديمقراطية زياد الغنّاي في تصريح لـ»المغرب» بالحادثة واعتبر ان الاعتصام المفتوح للكتلة الديمقراطية الذي تبعه اضراب جوع كان ضدّ العنف بصفة عامة وليس فقط ردّ فعل على اعتداء نواب ائتلاف الكرامة على النائب انور بالشاهد.
واضاف ان قائلا»يبدو أن الاعتصام لاكثر من شهر بالبرلمان واضراب الجوع لم يكن كافيا لتتوقف المليشيا العنيفة عن ممارسة العنف على النواب وبناء عليه أندد بهذا التصرف الهمجي ومرتكبه وأتضامن مع النائبة عبير موسي في ما تعرضت له.
كتلة الإصلاح كذلك ندّدت الاعتداء و«تعمّد مخلوف التهجّم عليها وافتكاك هاتفها منها أثناء اعتصامها بأحد فضاءات المجلس»، ووصفت التصرف بـ«غير المسؤول والذي يؤجّج للكراهية و العنف داخل المجلس وخارجه، وحمّلت كتلة الاصلاح رئيس البرلمان راشد الغنوشي كامل المسؤولية لاتخاذ القرارات اللازمة والإدانة الفورية للمعتدي واتخاذ الإجراءات القانونية الكافية والكفيلة بردع «هذه الجريمة المشينة والمتكررة من نفس الأطراف»، وفق تعبير الكتلة.
كتلة تحيا تونس اعتبرت ان «تكرّر مثل هذه الاعتداءات وعجز رئاسة المجلس عن وضع حد لمثل هذا التصرف المرفوض، يبعث على القلق»، ودعت الكتلة رئيس مجلس نواب الشعب وكل الكتل النيابيّة إلى تحمّل المسؤوليّة كاملة والتصدي لما وصفتها بـ «مظاهر البلطجة» من طرف كتلة ائتلاف الكرامة والاستخفاف بالقانون وبالأعراف السياسية والأخلاقيّة».
من جهتها نددت الكتلة الوطنية بما صدر عن رئيس كتلة ائتلاف الكرامة من عنف لفظي ومادي، واعتبرته «تجاوزا خطيرا مرفوضا مهما كانت أسبابه» مؤكّدة «تضامنها التام مع عبير موسي، وحملت الكتلة رئاسة مجلس نواب الشعب كامل المسؤولية لاتخاذ القرارات والإجراءات القانونية الكفيلة بردع مثل هذه التصرفات الخطيرة وإدانة هذه الحادثة التي تزيد من تشويه صورة المجلس لدى الرأي العام».